الافتتاحية

بقلم
فيصل العش
افتتاحيّة العدد 34

بسم الله ناصر الحق بالحق والصلاة والسلام على من حارب النفاق ودعا إلى الصدق 

«يسقط يسقط حكم العسكر» من أهم الشعارات المدويّة التي ارتفعت عاليا في سماء ميدان التحرير أيام حكم المجلس العسكري بعد ثورة 25 يناير ويعود اليوم من جديد ليرتفع هذه المرّة من ميدان آخر وهو ميدان رابعة العدويّة وميادين أخرى، بعد أن قام العسكر بالإطاحة بأول رئيس مصري منتخب بتعلّة «الشعب يريد».
ما حدث في مصر الشقيقة إنقلاب بأتم معنى الكلمة، سمّه ما شئت ناعما أو شعبيّا أو وطنيّا . وهو حدث جلل له تأثيراته السلبية على مصر أولا وعلى الأمة قاطبة. وستكون له تداعيات كثيرة على بلدان الربيع العربي وخاصّة تونس. فهل سيتكرر السيناريو المصري في تونس بعد أن تكرر السيناريو التونسي في مصر إبّان الثورة ؟ وهل ما حصل هو وأد «للديمقراطية الناشئة» في العالم العربي ؟ أم هو إيذان بنهاية «الديمقراطية المغشوشة» وانبلاج صبح «ديمقراطية جديدة» تنبع من هويّتنا وأخلاقنا الاسلاميةّ وتقطع مع نفاق الغرب وأذياله، ديمقراطية قوامها حكم الشعب والفيصل فيها هو الصندوق؟. 
ما حدث في مصر الشقيقة صدمة قويّة، لكنها لن تكون قاتلة... وعلينا أن نستوعب الدرس .. علينا ، نحن التونسيون، أن نترك أملا للشعوب العربية في تحقيق ديمقراطية حقيقية ... لم يعد هناك مجالا للتنازل لأعداء الديمقراطية .... ولن تفشل التجربة الديمقراطية في تونس بإذن الله... لنكن يقظين أكثر وعلينا أن نلتحم بالناس ، بالجماهير البسيطة التي من حقّها أن تفهم ما يقع في عالمنا العربي وما يحصل لثوراتنا الناشئة....لأن الأعداء يريدون وأد الثورات بمساعدة أبنائها ليظهروا وكأنهم استجابوا لمطالب الشعب كما صرح بذلك الجيش المصري ... إن قطع الطريق على الأعداء يجب أن يمرّ عبر بوابة إقامة حوار وطني حقيقي مع الناس وليس بين الأحزاب السياسية فقط ، يفضي إلى تجميع القوى الوطنية في جبهة واحدة لمقاومة قوى الردّة التي لم تكن في يوم من الأيام تثق في الصندوق ولا تؤمن بالديمقراطية وعلى الذين يحكمون البلاد باسم الشرعية الانتخابيّة أن يستوعبوا الدرس من حدث مصر، لأن شرعية الصندوق لا تكفي بل يجب أن تكون جنبا إلى جنب مع الشرعية الشعبية أي أن تكون صدى هذا الشعب ولا تعمل في مكاتب مغلقة .
وفي الختام ، يجب أن لا تنسينا الأحداث التي نعيشها هذه الأيام حلول شهر رمضان المعظّم لسنة 1434 هـ. وبهذه المناسبة نتوجّه إلى جميع قراء مجلة «الإصلاح» وكل التونسيين والعرب والمسلمين بأحر التهاني وأطيب الامنيات راجين من الله العلي القدير أن يعيننا على صوم أيام هذا الشهر الفضيل وقيام لياليه في الطاعة والتقرب إلى الله ، آملين أن يساهم حلول هذا الشهر في زحزحة حال الأمّة إلى الأفضل وأن تتّحد قلوب الغيورين على هذا الوطن على كلمة واحدة هي الحفاظ على وحدته والعمل على إنجاح ثورته التي تكاثر حولها الذئاب والوحوش من الدّاخل والخارج قصد إفشالها ... 
«ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين» صدق الله العظيم