أهل الاختصاص
بقلم |
أ.د. ناصر أحمد سنه |
الصوت، وكيمياء الحياة |
فيما بين الأسبوع السّادس والسّابع من الحمل يمكن ـ بأجهزة الموجات فوق الصّوتيّة ـ سماع صوت قلب الجنين. ينبض بمعدّلات إيقاعيّة.. سرعة وتواتراً، زيادة ثمّ نقصاناً. ولدى الأجنّة استعداد لتعلُّم بواكير لغاتهم عبر الإنصات لأصوات أمّهاتهم وهم في أرحامهن. تمّ تحليل النّشاط الدّماغي لثلاثة وثلاثين طفلا حديثي الولادة. ورصد عدد أكبر من الإشارات الدّالة على تعلُّم اللّغة عند استماع المواليد لتسجيلات ناطقة بلغتهم الأصليّة، مقارنةً بغيرها من اللّغات، ولو كانت قريبةً/شبيهةً بها (1). ومع الولادة ـ كـ«صفحة كيمائيّة» بيضاءـ يرتبط الوليد ويتأثّر بأصوات بيئته، وبخاصة «مناغاة أمّه وهدهدتها ودقّات قلبها. ومن يحرم من ذلك يصبح أكثر تعرّضاً لاضطراب كيمياء جسمه، وتوازن نفسه. ويرتفع صوته مُستصرخاً أمّه لإرضاعه، فتحتضنه استجابة لهرمون «أوكسيتوسين» (هرمون الأمومة) صاحب الأثر الكيميائي على تحسين الحالة النّفسيّة للأم، وتعزيز علاقتها بوليدها. ويحتفى بالمواليد، وتدندن النّسوة الأهازيج ـ وكذلك عند الأنشاد الدّيني، وترديد أهازيج الأفراح والعمل والفلاحة والفروسيّة ـ فتعمّ مشاعر البهجة والجِدّة، وتتواشج الحالات الاجتماعيّة، عبر تدفّق نفس الهرمون «الأوكسيتوسين» (الهرمون الاجتماعي).
ومع بلوغ التّكليف، يتابع المرء أصوات تلاوة القرآن الكريم ـ في الصّلوات الجهريّة، وعبر أصوات مشاهير القرّاء النّدية ـ فتسري في نفسه مشاعر السّكينة والأمن والرّضا ممّا يؤثّر على استقراره النّفسي ومناعة جسمه وخفض معدّل الإجهاد والقلق والتوتّر. والإنسان في صحته الوقائيّة ما هو إلاّ تناغم وتوازن عقلي نفسي وجداني عضوي بيئي، لذا فتوافق العالم الدّاخلي (النّفسي والعضوي)، مع العالم الخارجي (الأسري والمعيشي والاجتماعي والبيئي والإنساني) وتوازنهما، تجعلهما يتضافران ويتداخلان لصنع إنسان سليم ينعم بالعافية والسّعادة والسّلامة من الأمراض.
«خير عافية البدن: الأصوات الجميلة»
من فقه حضارتنا العربية الإسلاميّة، إقامة البيمارستانات (المشافي) بقرب المساجد ليستأنس المرضى، وتطمئن نفوسهم بصوت الأذان، وتلاوات القرآن. وكانوا يؤذنون ويستعملون ألحاناً وقت السّحر (قبل الفجر)، ليخفّفوا عن المرضى طول السّهر ووعثاء ألم الأسقام. وتساعد الأصوات الهادئة على الاسترخاء والنّوم الهانئ عبر تقليل هرمون «نورأدرينالين» المسبب للإنتباه الشّديد. ولم يُغفل «خرير المياه» مع موسيقى الآلات. ففي أجنحة «البيمارستان الأرغوني» بحيرات ماء وسلسبيل في الإيوان الشّمالي، والبحيرات مزوّدة بنوافير ذات رؤوس متعدّدة الثّقوب تُصدر أنغاماً متنوّعة خلال النّهار. أمّا «مؤنس الغرباء» فوظيفة يُشترط فى صاحبها حُسن الصّوت للتّرويح عن المرضى بالإنشاد وتلاوة القرآن(2). إنّ موقع الأصوات والألحان ـ من الطّب ـ كموقع الأدوية من الأبدان المريضة وأفعالها في النّفوس الطّاهرة.
وقسّم «الكندي» (ت: 873م) في كتابه:«ترتيب النّغم على طبائع الأشخاص العالية وتشابه التّأليف» الألحان لتتناغم مع كيمياء البدن، وحالات النّفس. فمنها ما يكون للطّرب، وللحماسة، وللنّواح، وللرّقاد، وللفرح، والتّعزية، والجرأة، والإقدام، والزّهو، والنّخوة، والتّجبّر، والتّكبّر. كما صنّفها إلى: «ألحان روحيّة مؤثّرة، كالأناشيد الدّينيّة، وألحان حماسيّة، وجنائزيّة، وداعية للعمل، وللفرح». فالأصوات السّاحرة تجعل المرء فرحاً، بينما تجعله أخرى حزيناً يذرف دموعه. ويعتبر «السّماع» كصارف شاغل للمريض عن مرضه (موسيقي الشّفاء).
«توجّه فذّ» سبق فيه حكماء حضارتنا (الفارابي، والكندي، والزّهراوي، والرّازي، وابن سينا، وطاش كبري زاده، وداود الإنطاكي)، ومازالت له مكانة في مقاربات الطّب النّفسي والجسدي الحديث. فـ«العلاج الصّوتي» قد يكون بديلاً عن الدّواء أو مُكمّلاً له، وهو مفيد مع المشكلات النفسيّة والعصبيّة، وإعاقات النّمو والتّعلّم والتّخاطب والقلق والتّشتّت والسّلوك العدواني.
الأصوات الخافتة والصّاخبة، والكيمياء
يتراوح «نطاق سمع» الأذن البشريّة بين 20 هرتز- 20 كيلوهرتز (20,000 ذبذبة/ ثانية)، أمّا الموجات تحت الصّوتية Infrasound waves التي يقلّ تردّدها عن 20 هيرتز فغير مسموعة، ولها آثار مدمّرة على الإنسان، وتعتمد في بعض الأسلحة الفتّاكة (ترددها 7هيرتز). وتُصيب المرء بالرّجفة وانفجار أعضاء جسمه. أمّا «الموجات فوق الصّوتية» Ultrasound waves التي يتجاوز تردّدها 20 كيلوهرتز(3)، فهي موضع بحث مكثّف لتطبيقاتها الطّبية والصّناعيّة والبيئيّة. حيث توظّف في عمليّة الأكسدة للقضاء على ملوّثات المياه المقاومة للحرارة، وكتقنية معالجة «الحمأة» في محطّات مياه الصّرف الصّحي لإنتاج الغاز الحيوي. وصُنعت أجهزة تنتج موجات فوق صوتيّة (أكثر من مليون هيرتز أي «ميجاهرتز»). حيث ترسل نبضات (1 - 10 ميجاهيرتز) عبر مجسّ خاصّ، فتصطدم بالأعضاء والسّوائل (يشكل الماء 50-70% من وزن الجسم وخلاياه، وسرعة الصّوت فيه 1482 متراً/ثانية، بينما سرعته في الهواء ـ عند درجة 20 مئويةـ 343 متراً/ ثانية). ثمّ تعود لتنعكس إلى مجسّ الجهاز، فتظهر الصّور الطّبيّة التّشخيصيّة المتنوّعة. وعلى جانب آخر، يتمّ بواسطة «الموجات فوق الصّوتية» تقدير «الكتلة الحيويّة» وتحديد كمّية الأسماك ومكانها «مكتشف الأسماك» والكائنات البحريّة الأخرى للصّيد المكثّف. وتوظّف طيور وثدييّات الإشارات السّمعية، وضوضاء الحركة، لتحديد مواقع الفرائس. ويحدث التّواصل بين أنواع الضّفادع المشاطئة عبر الموجات فوق الصّوتيّة. حيث تنتج المياه الجارية صوتًا ثابتاً منخفض التردّد. بينما تركّز حشرات أنشطة بحثها عن الطّعام خلال نوبات الضّوضاء البيئيّة لتجنّب اكتشافها من فرائسها.
«الصّوتيّات الحيويّة»
يجمع علم «الصّوتيّات الحيويّة» بين علمي الصّوتيّات والأحياء، ويشير للمناطق التّشريحيّة والفسيولوجيّة لإنتاج الصّوت وبثّه، والوسط الناقل له، واستقباله سمعيّاً وعصبيّاً، وتفسيره، ومراقبة الاستجابات الكيميائيّة والسّلوكيّة له. كما يتعلّق بالبحث في العلاقات بين المخلوقات، وبيئتها الصّوتيّة، والضّوضاء البشريّة. فهذه الضّوضاء ـ ضجيج الطّائرات والسّيارات والآلات الصّناعيّة، والأصوات الصّاخبة، والإيقاعات الصّارخة ـ تسبّب «تلوثاُ صوتيّاً» وشعوراً بالتّوتر، والقلق، وضعف التّركيز، والتّهديد، وضعفاً ـ مؤقّتاً أو مستديماًـ في السّمع. ولها أثر كبير على كيمياء الجسم وفسيولوجيته، وأنظمته الجزيئيّة والخلويّة. فهو يقلّل من وظائف المناعة، ويسبب تلف الحمض النّووي، ويزيد من توتّر الجسم، فيرفع مستوى ضغط الدّم، وبإمكانها التّسبّب في «إجهاد مميت»، حتّى عندما لا يشعر المرء بذلك. فتفرز الغدّة الكظريّة جرعات كبيرة من هرمون «الأدرينالين» لترفع ضغط الدّم وتعطي طاقة «الهجوم أو الهروب» من المخاطر. لذا فعبر تشغيل أصوات صاخبة، يمكن زيادة معدل إفراز «الأدرينالين»، ممّا يساعد على يقظًة السائقين وإنتباههم أثناء قيادة السّيارات لمسافات طويلة مملّة. لذا يسعي مختصّون لإنتاج سيّارات وآلات أكثر صمتاً، يمكنها الإنتاج بفاعليّة دون صوت يذكر. ولا يؤثّر «التّلوث الصّوتي» على بنية المجتماعات البشريّة فقط، بل تؤثر كلّ الأصوات التي ينتجها الإنسان (الأنثروبوفوني) ـ مباشرةـ على الأنظمة البيولوجيّة للكائنات الأخرى.
ولأنّ البشر لا يسمعون جيدًا تحت الماء، شاع أنّ البحر والمحيط صامتان. لكن في أعماقهما، الصّوت مرادف للحياة، فالضّوء لا يخترق إلاّ بضعة أمتار من السّطح. ويبقي الصّوت النّاقل للمعلومات، ومحرّك السّلوكيات لدى المخلوقات التي تعيش فيهما. لذا لكلّ بيئة بحريّة «بصمتها الصّوتيّة»، وتُشكّلها ثلاثة أصوات: «الحيويّة» (البيوفونيّة) من الكائنات البحريّة (نداءات الحيتان، وطقطقة الرّوبيان والأسماك، وأصوات الشّعاب المرجانيّة الخ)، و«البيئيّة» (الجيوفونيّة) كالرّياح والأمطار والعواصف، و«البشريّة» (الأنثروبوفونيّة)، عن «البصمة الصّوتيّة» للبشر و«ضوضائهم». وذلك عبر سفن الشّحن وقوارب الصّيد، والتّجارب الزّلزاليّة، والحفر التّنقيبي تحت الماء، والسّونار النّشط في السّفن والغوّاصات، والتّغيّر المناخي والإحتباس الحراري الخ. وهذه العمليّات تُؤثّر سلباً في الحياة البحريّة وموائلها عبر تغيير طبيعة «المشهد الصّوتي» للمحيطات. والبيئات البحريّة المتضرّرة تهيمن عليها ـ فقطـ الأصوات «الجيوفونيّة» و«الأنثروفونيّة»، وتقلّ الأصوات «البيوفونيّة» أو تختفي. ويجري العمل على عدم تسيد الأصوات البشريّة، لضرر الضّوضاء على التّنوّع الحيوي، وقوّة سماع المخلوقات، وتواصلها مع البيئة وتفاعلها معها، وتحديد مواقع فرائسها، وتجنّب مناطق مفترسيها. مع نفوق بعض الحيوانات المتواجدة قرب مكان التّفجير التّنقيبي.
وتتمتّع الثّدييات البحريّة (الحيتان والدّلافين) بحاسّة سمع قويّة وحسّاسة، وتستخدم الصّوت للعثور على الغذاء، والتّكاثر، وتجنّب المفترسين. وتشوّش الضّوضاء عليها كيماء وظائف حياتها. وتستخدم ذكور الحيتان الحدباء الأصوات المتناغمة لإظهار قدراتها المتميّزة لجذب الإناث، وتعمل ضوضاء البشر على تمييع هذه الأصوات والتّأثير على سمعها. وكذلك مع الدّلافين ونظامها التّواصلي المُعتمد على «التّصفير» كـ«شفرة» دالّة عليها وعلى تنسيق أنشطتها الاجتماعيّة. ورغم افتقارها إلى جهاز سمعي، إلّا أنّ للاّفقاريات البحريّة أعضاءً حسيّة تدرك التردّدات الصّوتيّة. وعند تعرّضها للأصوات البشريّة، تُصاب بصدمات صوتيّة تهدّد حياتها. ولتغيّر المناخ أثر كبير على البيئات البحريّة، فقد أدّت ظاهرة «الابيضاض المرجاني العالمي» (2015-2017) إلى انخفاض ـ بمعدّل أربعة أضعاف ـ في «المشهد الصّوتي» للحاجز المرجاني العظيم في أستراليا، وانخفاض البصمة الصّوتيّة للكائنات البحريّة إلى 25 ٪ عمّا كانت عليه من قبل. ومعلوم جذب أصوات الشّعاب المرجانيّة لأنواع القشريّات المُستقرّة عليها لتكمل دورتها التّنمويّة، ولتجنّب الإفتراس. بينما تصدّ ـ نفس الأصوات ـ القشريّات (الطّارئة) السّطحيّة واللّيليّة.
إشارات صوتيّة، ووظائف كيميائيّة
في عام 2001، قام باحثون في جامعة «ليستر» بتشغيل أغانٍ مختلفة لقطيع من بقر «فريزيان» الحلوب يبلغ عدده 1000، وعلى مدى تسعة أسابيع، تناوب عزف الموسيقى السّريعة والبطيئة والصّمت لمدّة 12 ساعة/ يوميّاً، ووجد أنّ الموسيقى الهادئة (لسيمون وجارفونكل وبيتهوفن) أدّت إلى ارتفاع إنتاج الحليب لدى الأبقار بنسبة 3 %، أي 0.73 لتر/ بقرة/ يوم. فهذا التّحسّن في إنتاج الحليب ربّما يعود إلى الهدوء، وتقليل التّوتّر. وفي عام 2009، طوّر عالم النّفس «تشارلز سنودون» (جامعة ويسكونسن ماديسون)، و«ديفيد تاي» مؤلّف (جامعة ميريلاند)، أغاني تعكس نغمة كلام القرود لإجراء دراسة نشرت في مجلة «رسائل علم الأحياء». تمّ تشغيل الموسيقى لقرود «التامارين»، والأغاني المستوحاة من الكلمات الهادئة التي تصدرها الحيوانات، فتسببت في استرخاء القرود، وأكلوا أكثر أثناء الاستماع إلى تلك الأغاني. وعندما عُزفت موسيقى تحتوي أصوات قرود خائفة، اضطربت القرود موضع التّجربة. ونشرت دراسة لباحثين من جامعة «كولورادو» راقبوا فيها سلوكيّات 117 كلبًا، ومستويات نشاطهم، وأصواتهم، وهزّ أجسامهم. وتمّ اسماعهم أنواعاً مختلفة من الموسيقى الكلاسيكيّة، وموسيقى المعادن الثّقيلة، وسلوكهم وقت عدم العزف. ونامت الكلاب أثناء الاستماع للموسيقى الكلاسيكيّة، وكان لهم ردّ فعل عكسي (عصبي) على الموسيقى المعدنيّة (زيادة اهتزاز الجسم) (4).
وتعتبر الطّيور أكثر المطربين شهرة في مملكة الحيوان، وقد تكون أصواتهم (بخاصّة في موسم التّزواج) جميلة في أذن إناثهم، لتختار من بين الذّكور الأجمل صوتاَ. لكن لماذا يؤثّر فيناً ـ نحن البشرـ فنشعر بالطّرب والشّجن؟!. وعندما يستمع البشر إلى الموسيقى، غالبًا ما تنشط اللّوزة العضليّة كردّ فعل. وقام باحثون في جامعة «إيموري» بفحص أدمغة العصافير من الذّكور والإناث ذوات الذّيل الأبيض أثناء الاستماع إلى أصوات الطّيور الذّكور. واتضح أنّ لها استجابات دماغيّة مماثلة لأصوات الطّيور، ونشط جزء من الدّماغ يشبه اللّوزة العضليّة أثناء الاستماع لأغنية الذّكر. بينما كان للذّكور ردود فعل دماغيّة مشابهة لما يستمع إليه البشر من موسيقى لا يحبّونها. كما تبيّن تمدّد مركز تعلّم الغناء في أدمغة الطّيور المغرّدة وإصدارها، لتنكمش مجدّدًا مع نهاية موسم التّزاوج. لكن تمدّدها يبلغ حدًّا منقطع النّظير لدى عصفور «جامبل الأبيض المتوج» (Zonotrichia leucophrys gambelii). ففي أدمغة الذّكور، تصل منطقة (HVC) (Hyperstriatum Ventrale pars Caudalis) لضعف حجمها تقريبًا. ويتّسع نطاق شبكة خلاياها العصبيّة من 100 إلى 170 ألف خليّة عصبيّة. ومازالت هذه الآليّة في دماغ الطّائر سرًا غامضًا (5).
بينما تميل ذكور «القرقف الكبير» ـ القاطنة بمناطق صاخبة ـ لاستخدام أصوات أعلى تردّداً (مُعدلة) في أغانيها لجلب الإناث. ولتتغلّب ـ فسيولوجيّاًـ على تلكم الظّروف الصّوتيّة. وقد تؤدّي الضّوضاء إلى انخفاض الإنتاج التّناسلي للطّيور المعرّضة لمستويات عالية منها.
الخلاصة:
يتغلغل الصّوت وإيقاعاته في كيمياء حياتنا وحيوات باقي المخلوقات. وله تأثير ـ مُدهش وعجيب ـ على أدمغتنا، وكيمياء أجسامنا، وفسيولوجيا أعضائنا، وخلجات نفوسنا، وكذلك الأمر بالنّسبة لكيمياء الحيوان والطير وسلوكياتها. وبات من المعلوم أنّ للأجسام أحوالها وأمزجتها، وإيقاعات تشاكلها، وألحان تلائمها. بينما تشكّل كيمياء الحياة «صيدليّة داخليّة تفاعليّة» توزع موادها التي تساعد المخلوقات على التّعامل مع مجريات الحياة، وأصواتها. ويبقي عمل الصّوت كـ «مايسترو» ينسّق عزف «السّيمفونيات» الكيميائيّة، والفسيولوجيا الجسمانيّة، والسّلوكيّات الحياتيّة في آن معاً.
الهوامش
(1) مجلة «تقدم العلوم» Vol 9, Issue 47, 22 Nov. 2023 : Science Advances
(2) للمزيد د. ناصر أحمد سنه: «مؤنس الغرباء.. ألحان وأدواء»، المجلة العربية، العدد: 457، ص: 108-113.
(3) مثل التي تصدرها الخفافيش والدّلافين (100 كيلوهرتز) ثمّ تعيد استقبال صداها لتستدل بها لمعرفة الحواجز والبحث عن الغذاء
(4) مجلة «السلوك البيطري» (2012).
(5) مجلة «ناتشر» في 28/11/، 2023: https://doi.org/10.1038/d41586- 023- 03746- 4
|