فنجان قهوة

بقلم
فيصل العش
أسئلة في التنمية البشرية

 (1) هل يمكن أن تفسّر لنا ماهي بالضبط التنمية البشرية؟

التنمية البشرية مجملا تشمل عدة أبعاد منها التنمية الذاتية والجغرافية والديمغرافية والاقتصادية. أما ما يقصد بالتنمية البشرية كما ذكرتها فهي تنمية القدرات الذاتية ليكون الشخص ناجحا و سعيدا.
(2) ذكرت أن من أهداف التنمية البشرية أن يصبح الشخص سعيدا و ناجحا فما هو الفرق بين السعادة والنجاح؟
السعادة داخلية و النجاح خارجي يظهر للعيان
(3) لنذهب أكثر عمقا في التنمية البشرية ماذا تشمل دورات التنمية البشرية و بماذا تعنى؟
تشمل دورات التنمية البشرية فن التواصل الفعال – فن التربية السليمة – التخطيط الاستراتيجي الناجح – فن القيادة و النجاح – علم الطاقة البشرية – الحب و التسامح – التفكير الايجابي و غيرها
(4) عشنا منذ سنين و لم نسمع بعلوم التنمية البشرية فهل هي موضة العصر أم أنها ضرورية لحياتنا و لم نكن فطنين بها ؟  
صحيح أن أجدادنا عاشوا حياتهم و فيهم من نجح وتألق. لكنّ ذلك لا يعني انه هناك علوم من شأنها أن تطور من حاضرنا سيّما و أن عصرنا الحالي يشهد الكثير من الضغط والتوتر والغضب. وكلما ارتفعت نسبة تأثر شخص بالتوتر والضغط والغضب كلما نقصت طاقته وضعف عطاؤه الايجابي فمثلا ينجر عن هذا أن الأم أو الأب لا يتحكم في ألفاظه أمام ابنه و ينعته بأبشع النعوت أو لا يختار الالفاظ المناسبة التي من شأنها أن تهز من ثقة الابن في نفسه وهو ما يمنع فتح مجال للحوار البناء والايجابي بينهما . 
من الأساليب البناءة في التربية هي الحوار وعدم الصدّ بكلمة «لا» بدون تبرير. غير أن الإحصائيات تبرز أن الطفل العربي يسمع كلمة «لا» أكثر من 100 ألف مرة منذ ولادته إلى حدود عمر السبع سنين و في المقابل يسمع الطفل الغربي كلمة لا 40 ألف مرة فقط في نفس الفترة.
من آباؤنا وأجدادنا من عرف النجاح لكننا اليوم أصبحنا نتحدث عن صناعة النجاح ففي السبعينات اهتم الأمريكيين «باندلر و قريندر» بالتعرف على خصائص الأشخاص الناجحة المعروفة عالميا وقاما بنمذجة بعض هذه الشخصيات واستخراج خصائصها، وهذا ما يعرف حاليا بالبرمجة اللغوية العصبية. وكل ما توصلا اليه من خلال الأبحاث العلمية هو موجود في القران و السنة. فقط نحن لم ننتبه إليه حتى أن الدكتور «واد وايت سمول» رئيس الإتحاد العالمي للبرمجة اللغوية العصبية  أسلم منذ بضع سنوات بعد ان اكتشف ذلك.
(5) ما رأيك في الوضع الحالي من معضلة البطالة و حال المعطلين عن العمل؟
بصراحة من قبل ان يسمي نفسه بالمعطل عن العمل فهو من اختار لنفسه تلك الوضعية ومن سمى نفسه باحثا عن عمل فهو من سيجد نفسه يسعى للبحث عن عمل بدون كلل ولا ملل وسينجح في ذلك آجلا أو عاجلا. وأغلب قصص النجاح العالمية أو العربية أو التونسية خطّها أشخاص عاشوا ظروفا قاسية في عائلاتهم أو بلدانهم أو جهاتهم.
(6) ماهو الحل بالنسبة لشباب تونس المعطل او الباحث عن عمل؟
اكتشاف قدراته التي وهبها له الله عز وجل و توظيفها لصالحه أولا ثم لصالح المجتمع و يمكن للدورات التكوينيّة أو حضور أمسيات في التنمية البشرية أن تكون دافعا ومساعدا على اكتشاف تلك القدرات.
فلكل إنسان قدرة ذهنية على معالجة 2,5  مليون معلومة في الدقيقة منها 2,45  مليون معلومة من خلال عقل اللاواعي. العقل البشري العادي يستعمل ما بين 3 و 4 بالمائة من قدراته الذهنية أين نحن من استغلال ما وهبه الله لنا؟
(7) وهل هناك دورات في التنمية البشرية في تونس؟
بالطبع فقد تمّ تنظيم عدد كبير من دورات التنمية البشرية في تونس والجدير بالذكر أن سنة 2013 تشهد أول دورة لمهرجان التنمية البشرية و تمتد على 20 يوما من 13 جوان إلى 2 جويلية و تشمل عدة محاور تهدف إلى صناعة شباب قادة و تأهيل الأزواج لتربية أبنائهم تربية من شأنها أن تجعل منهم قادة لتونس في المستقبل.
(8) ولكن ماذا لو لم يحضر أي شخص دورات في التنمية البشرية؟
سيعيش على نفس الحالة التي كان يعيش عليها إن كان سلبيا سيبقى على تلك الحالة وان كان ايجابيا سيبقى كذلك أي انه سيبقى يتصرف وفق البرامج العقلية التي تلقاها و تربى عليها بدون وعي منه و بدون إدراك. أما إذا واظب على دورات التنمية الذاتية أو البشرية وعمل على تطبيق ما تلقاه من علم و تقنيات فإنه سيتمكن من مراقبة سلوكه ومشاعره و تفكيره و سيتمكن من التحكم في الأشياء أكثر، في ذاته وفي محيطه وفي مستقبله، ستكون له رؤية جديدة ومنهج حياة جدّ إيجابي.