بعد أسبوعين من إطلاق موقع مجلّة «الاصلاح» مازالت ردود الأفعال تصل مشجّعة في أغلبها فشكرا لمن شكر وألف شكر لمن نقد ونبّه لنقائص ودعا إلى تفاديها .وسنعمل جاهدين على تلافيها ونطوّر الموقع شكلا ومضمونا. كما سرّنا العدد الكبير ممن سارعوا إل تحميل العدد الأخير من المجلّة مباشرة من الموقع وهو عدد ينضاف إلى الذين تصلهم المجلّة عبر بريدهم الإلكتروني. وهذا ما يزيد في حجم المسؤوليّة الملقاة على عاتقنا ويحثّنا على مزيد التفنن في خدمة قراء «الإصلاح» وذلك بتقديم المفيد من المقالات وطرح المواضيع التي من شأنها أن تحرّك الراكد وتدفع نحو مناقشة المواضيع التي لها علاقة مباشرة بحاضرنا ومستقبل بلادنا. مواضيع تتعلّق بالإقتصاد والسياسة والنفس والمجتمع وبكل جوانب الحياة عسانا نساهم في بناء الإنسان الحرّ المتوازن القادر على التحوّل من موقع «المفعول به» إلى موقع «الفاعل».

العدد الجديد الذي بين يديك ، عزيزنا القارئ، يطرح ظاهرة «الإرهاب» وكيفيّة  التصدّي لها ومعالجتها من خلال مقال الأخ محمد القوماني الذي لا يخفي مخاوفه من مخاطر التهديدات الإرهابيّة على أمن البلاد والعباد من جهة ومخاوفه من تداعيات المعالجات القاصرة المتّبعة من السلطة والطبقة السياسية والثقافيّة في البلاد. 

الأخ الهادي بريك يحاول في الجزء الأول من مقاله الذي ينشر على حلقات  تحت عنوان « الحرّية أسبق من العقيدة والعدالة أسبق من الشريعة» أن يسلّط الضوء على ما يطلق عليه «فقه الأولويّات»، الذي ينتمي إلى فقه الحياة وإلى فقه المنطق العقلي البديهي الذي نخضع له في ترتيب حياتنا قبل أن ينتمي إلى «فقه الشريعة» وترتيب الأولويات في الأعمال ـ تفكيرا وإنجازا ـ هو ترتيب أفضلي أسبقي وليس ترتيبا إلغائيا ورجحان كفة المطلوبات على كفة الممكنات.

وفي باب «مقالات في التنمية» يكتب الأخ محمد الحبيب الشيخ انطلاقا من هذا العدد عن فشل منوال التنمية الذي تمّ اعتماده في العهدين البورقيبي والنوفمبري من خلال عرض مختلف الخيارات الإقتصاديّة التي تمّ اعتمادها منذ الإستقلال إلى ما بعد الثورة.

وفي هذا العدد يلتحق بنا الأخ «لطفي الدهواثي» بأول مقال له بالمجلّة تحت عنوان « ذوي الهامات العالية» ليسلّط الضوء على أولئك المعتصمين المطالبين بتفعيل العفو التشريعي العام ليختم مقاله بطرح السؤال التالي : هل سيلفحهم قيض الصيف كما لفحهم قارص الشتاء أم تراهم منقلبين إلى ما يسرّهم؟ 

ولم نترك فرصة تنظيم منتدى الفارابي للدراسات والبدائل للندوة الوطنيّة حول المسألة التربويّة تمّر دون تغطيتها وتقديم ما جاء فيها لعلّنا نتفادى مع قصّر فيه «إعلامنا» الذي بلغت الدعوة ولم يحضر...

 faycalelleuch@gmail.com