الافتتاحية

بقلم
فيصل العش
افتتاحية العدد 182
 يصدر هذا العدد من جلّة الإصلاح بالتزامن مع حدثين هامّين، أوّلهما دخول فصل الخريف وما يمثّله هذا الفصل من أهمّية للشّعوب العربيّة في الشّرق كما في الغرب، بحكم ارتباطه بنزول الأمطار وبداية انخفاض الحرارة بعد شهور من الحرّ وغياب الغيث النافع. إلاّ أنّ قدوم الخريف يحمل معه مخاوف عديدة من حدوث الظّواهر الجوّية العنيفة من بَرَدٍ وفيضانات ورياح قويّة قد تزيد في معاناة النّاس وتكبّد الدّول خسائر جمّة في الأرواح والممتلكات، خاصّة بعد أن أصبحت التّغيّرات المناخيّة حقيقة لا لبس فيها، وفي هذا الإطار خصّص المهندس فيصل العش مقاله الشّهري للحديث عن كوارث الطّقس والتغيّرات المناخيّة، ليجيب عن السّؤال الجوهري المتعلّق بالموضوع «هل هناك أمل في الحدّ من هذه الكوارث ؟».
الحدث الثّاني يتعلّق بانطلاق السّنة الدّراسيّة الجديدة حيث تستعدّ أغلب العائلات في تونس وخارجها لاستقبالها ببهجة وفرح بالرّغم من التّكاليف المادّية التي تنتظر تلك العائلات وبالرّغم من أنّ المنظومة التّعليميّة فقدت بريقها منذ مدّة ولم تعد للمؤسّسة التّعليميّة الأهميّة التي يجب أن تكون عليها باعتبارها أحد الرّكائز الأساسيّة للتّغيير الاجتماعي والثّقافي والاقتصادي، وأصبحت بؤرة للتّوتّر والعنف خاصّة مع غياب واضح لبيداغوجيّة عصريّة تأخذ بعين الاعتبار التّطورات التّقنيّة والفكريّة التي حصلت مع بداية القرن الجديد وتكون في نفس الوقت متأصّلة في خصوصيّتنا الثّقافيّة ومتشبّعة بقيمنا الإسلاميّة والعربيّة ومتفاعلة إيجابيا مع القيم الإنسانيّة. وفي هذا المجال يتضمّن هذا العدد مساهمتين لقامتين كبيرتين تونسيتين في علوم التّربية، حيث يعود إلينا الخبير في علم النّفس التّربوي الدّكتور «محرز الدّريسي» بمقال في أربع حلقات حول «العنف المدرسي:تمثّلات التّلاميذ ومدخل الجودة التّربويّة»، فيما يواصل الدّكتور «مصدق الجليدي» الخبير في علوم التّربية مقاله : «تجديد الرّؤية لآداب التّعلم وأخلاق التّعليم: العلاقة التّربوية الأصيلة في إطار البنائيّة الاستخلافيّة» في جزئه الثاني. 
وتحافظ المجلّة كعادتها على أهمّ أركانها فيقدّم لنا أستاذنا الفاضل أ.د «احميده النيفر» في ركنه المعتاد «بحثا عن المشترك» حلقة جديدة من سلسلة «كنوز التّراث» تحت عنوان «هل إلى «الإحياء» من سبيل؟». كما يواصل الدّكتور «عبد الرزاق بلعقروز» إمتاعنا بأطروحاته الفلسفيّة من خلال ركن«نافذة على الفلسفة»ويقدّم لنا مقالا تحت عنوان : «ماذا بعد الشّفاء من مرض القابليّة للاستعمار،أو المسألة اليهودية عند مالك بن نبي؟». وفي العدد حلقة جديدة من سلسلة «من التّفسير إلى التّفكير - سورة الفيل أنموذجا» للدكتور «ناجي الحجلاوي» وحلقة من سلسلة «أسرار النّفس البشريّة: قراءة قرآنيّة» للدكتور «سعيد الشبلي» بالإضافة إلى الحلقة السادسة من سلسلة «حكم وأحكام» للشيخ الهادي بريك تحت عنوان: «مقام المرأة مفتاح سعادة أو شقاء». 
وفي العدد حوار ممتع مع الدّكتور «عزالدين عناية» حول التّرجمة اقترحه علينا لنشره على أعمدة الإصلاح، وقد حاوره الدّكتور  «الصّدّيق بودوارة» رئيس تحرير «مجلة اللّيبي».. فقراءة ممتعة