الافتتاحية

بقلم
فيصل العش
افتتاحية العدد 176
 بهذا العدد نختم عشر سنوات من مسيرة مجلّة الإصلاح في خدمة الثقافة المحاربة للاستحمار والجهل والتخلّف، ومحاولة إرساء دعائم فكر متمسّك بهويّته العربيّة الاسلاميّة، منفتح على العالم، متسامح مع المخالفين له. حاولنا خلال العشريّة المنقضية أن نلتمس من خلال نشر ما يصلنا من مساهمات مختلفة طريقا مغايرا للسّائد من حيث سياسة التحرير، آملين أن تكون المجلّة محطّة للنّقاش وتلاقح الأفكار، فلم ننظر إلى صفة الكاتب أو انتمائه الفكري أو السياسي ولا إلى مستواه الأكاديمي ولم نضع شروطا للنّشر ما عدا تلك التي تحترم حقوق النّاس وتضمن صحّة المضمون من حيث المعلومات. لهذا لا غرابة في أن يتضمّن نفس العدد من المجلّة مقالا يدافع عن الفكر الصّوفي مبرزا خصاله وآخر متمسّكا بالمدرسة التقليديّة الإسلاميّة لا يحيد عنها ولا ينزاح، وثالث غارق في العقلانيّة، ناقدا للفكر السّلفي، مدافعا عن مدارس التّجديد في الفكر الإسلامي. كما يمكن أن يتضمّن نفس العدد مقالا في الفكر وآخر في الأدب وثالث في العلوم المختلفة. الهدف من كلّ ذلك، هو فسح المجال لكل من يريد المساهمة في الإصلاح مهما اختلفت الزوايا وتنوّعت الاختصاصات. 
ولأن مجال نظرنا واهتمامنا لم يكن يقتصر يوما على بلدنا تونس، بل شمل الأمّة بأكملها، ولأن مشاغل المسلمين هي نفسها من المحيط إلى المحيط، ولأن الأفكار لا تعرف الحدود ولا الانتماءات الجغرافيّة المصطنعة، فقد سعينا أن تكون «الإصلاح» منبرا لكلّ الأشقاء من كلّ الأقطار،  يدلون بدلوهم - كلّ حسب اختصاصه ومجال بحثه- في دراسة الواقع ونقده، واقتراح حلول لمشاغله المتنوّعة. وبهذه المناسبة السعيدة يسرّني وأسرة تحرير المجلّة أن نتقدّم باسمى عبارات الشّكر والتّقدير لكلّ الأساتذة والدكاترة والباحثين الذين ساهموا بالقليل أو بالكثير في تأثيث المجلّة والتعريف بها بدون مقابل. 
ولأننا نبحث دائما على الأفضل فقد قمنا بإعداد استبيان حول المجلّة ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي قصد الحصول على رأي القراء والمتابعين للمجلّة حول شكلها ومضمونها وطريقة نشرها . وبهذه المناسبة نرجو من الجميع الاشتراك في هذا العمل بالجواب على الاستبيان الذي يمكن تحميله عبر الرابط التالي :  https://forms.gle/rgbepMfTAgB6eLZZ9
نرجو من اللّه أن لا نكون قد أخطأنا الطّريق، وأن نكون قريبين من الإصلاح بعيدين عن الإفساد.
«إن أريد إلاّ الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلاّ باللّه» صدق الله العظيم