الافتتاحية

بقلم
فيصل العش
افتتاحيّة العدد 168
 نفتتح هذا العدد بتقديم أحرّ التّهاني وأجمل الأمنيات إلى القراء الأعزّاء وعائلاتهم وأقاربهم وإلى كافّة أفراد الشّعب التّونسي والشّعوب العربيّة والإسلاميّة قاطبة بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك بما أنّ هذا العدد يصدر قبل بضعة أيام فقط من حلول العيد، وهو أعظم عيد لدى المسلمين في جميع أصقاع الأرض، راجين من اللّه العلي القدير أن يجعل أيام هذا العيد أيام يمن وبركة خاصّة على المستضعفين والفقراء والمساكين، آملين أن يؤلّف بين قلوب من يسكن هذه الأرض الطيّبة، فيتوجّهون إلى الحوار والتّوافق والتآزر، وينبذون العنف والكراهيّة والتّقاتل والخصام.
إنّ العيد مناسبة للتوادّ والتّراحم بين النّاس يستغلّها الجميع (إلاّ من كان في قلبه مرض) للتّصالح والتّناصح والتّنافس في عمل الخير، وهي بالتّالي فرصة ليجدّد المجتمع وحدته ويشحن ماكينته الاجتماعيّة ثمّ يتحرّك سالكا طريق العمل والبناء في تناسق وتكامل بين مختلف مكوّناته، وهو ما تفتقده بلادنا منذ سنوات عديدات.
ويرتبط عيد الأضحى بحدث آخر لا يقلّ عنه أهميّة وهو الحجّ إلى بيت اللّه الحرام تنفيذا للرّكن الخامس من أركان الإسلام. ففي الأيام الأولى من شهر ذي الحجة من كلّ عام تشدّ الرّحال إلى بيت اللّه وتتّجه أنظار المسلمين كافّة نحوه، ملبّين دعوة أبيهم إبراهيم عليه السّلام «وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ» (سورة الحجّ - 27 ). هي مناسبة تذكّر بواجب وحدة المسلمين وتعزّز المساواة بينهم. فظهور هم بمظهر موحّد في الزّمان والمكان والعمل والهيئة، سواء كانوا أغنياء أم فقراء،عربا أو عجما، يعزّز المساواة بين المسلمين ويحقّق مشهد الوحدة بينهم،ويعوّدهم على الصّبر، ويعلّمهم النّظام والترتيب. غير أنّ الأمّة حُرمت للسّنة الثّانية على التّوالي من هذا الاجتماع الضّخم نتيجة وباء كورونا اللّعين، الذي مازال يتمدّد ويعصف بحياتنا الاجتماعيّة والاقتصاديّة، حاصدا أرواح العديد من الأحبّة والأصدقاء في مختلف أنحاء العالم. ندعو اللّه الرّحمان الرحيم أن يرفع عن الإنسانيّة جمعاء هذا الوباء وييسّر طريق القضاء عليه . 
يتضمّن العدد 168 العديد من المقالات الدّسمة والمتنوّعة التي نرجو أن تنال إعجاب القرّاء وتكون لهم غذاء فكريّا يحمي عقولهم من الرّداءة المنتشرة في كلّ مكان، ويساعدهم على التماس طريق الصّلاح الذي نحلم باكتشافه والسّير فيه إلى أن نلقى ربّنا الحكيم العليم وهو راض عنّا.