الافتتاحية

بقلم
فيصل العش
افتتاحية العدد 167
 يصدر العدد 167 من مجلّة الإصلاح، بعد أن وضعت الحرب أوزارها بين غزّة والكيان الصّهيوني، معلنة إنتصار المقاومة وفرض شروطها، وهو إنجاز عظيم للفلسطينيّين برغم المآسي والضّحايا والدّمار الذي أصاب القطاع، إنجاز يسلّط عليه الضّوء المهندس فيصل العش في مقاله «ولينصرنّ اللّه من ينصره» مبرزا أهمّ المكاسب التي حقّقتها المقاومة، وخاصّة نجاحها في إعادة القضيّة الفلسطينيّة إلى صدارة الاهتمام العالمي بعد عقد من التّهميش، وانقلاب موازين القوى لفائدة خيار المقاومة أمام خيار التّطبيع والتّسوية والسّلام المغشوش. بالإضافة إلى انتقال مركز ثقل القيادة الفلسطينيّة وقرارها، من رام اللّه إلى غزّة. وبهذه المناسبة تجدّد أسرة الإصلاح مساندتها المطلقة للمقاومة واعتبار القضيّة الفلسطينيّة قضيّتها المركزيّة.
وفي نفس السّياق أطلق شُعراؤنا الكرام العنان للتّعبير عن إحساسهم تجاه هذه القضيّة، فخصّص لها الدّكتور سالم المساهلي ترنيماته «الأرض تعرف»، وأتحفنا الدّكتور حسن الأمراني بقصيدة جديدة تحت عنوان «أنا القدر» وعبداللّه الرحيوي بقصيدة «قبلتنا الأولى» وعبد المجيد بالبصير بقصيدة «أنين القدس». 
وانطلاقا من هذا العدد يعود إلينا الدّكتور ناجي الحجلاوي ليحدثنا عبر سلسلة من المقالات عن «مفهوم الإعجاز القرآني وإشكالاته». وفي المقابل يلتحق بنا الأستاذ إبراهيم بلكيلاني الباحث التّونسي في التّربية، المقيم منذ عقود في النّرويج، ليؤثّث ركنا جديدا «في ظلال آية» يقدّم من خلاله قراءة معاصرة لمضمون آية من آيات الذّكر الحكيم، باعتبار أنّ « القرآن الكريم يبني الإنسان السّوي»، مركّزا في اختيار الآيات على البعد التّربيوي والأخلاقي، إيمانا منه بأنّ المقصود الشّرعي من رسالة الإسلام هو مقصود أخلاقي، وأنّ ترسيخ الأخلاق هو الغاية الأولى من البعثة المحمديّة.
وفي العدد مقالات أخرى لا تقلّ قيمة وأهمية، نترك للقارئ الكريم المجال للاطلاع عليها واستخراج الكنوز المعرفيّة التي تحتويها. ولأنّ العدد يصدر بعد أيام قلائل من فقدان الأستاذ أحمد المستيري، فقد خصّصنا ركن «شخصيّات الإصلاح» للحديث عن تاريخ الرّجل ومناقبه العديدة التي بوّأته لنيل لقب «أبو الديمقراطيّة التونسيّة». فقراءة ممتعة للجميع