قبسات من الرسول

بقلم
الهادي بريك
محمّد عليه السّلام في القرآن الكريم
 خير من يخبرنا عن محمّد ﷺ هو ربّ محمّد الذي إصطفاه سبحانه. كثير من النّاس يبحثون عن هويّة محمّد ﷺ خارج هذا الكتاب العزيز بالكليّة أو يؤخّرون العودة إليه في رحلة التّعرّف إلى خير البشريّة جمعاء قاطبة ﷺ. العود إلى القرآن الكريم في محاولة لإعادة تشكيل الهويّة الصّحيحة له ـ ﷺ ـ بحسب ما هي حقيقة وليس بحسب ما تجنح إليه أهواء المتديّنين هو بوصلة تلك الرّحلة، وليس ذلك لأنّ القرآن الكريم متواتر حركة حركة بخلاف السّنّة فحسب، ولكن لأنّ الذي يتحدّث عن محمّد ﷺ هنا هو ربّ محمّد نفسه الذي خلقه ورعاه على عينه سبحانه وإصطفاه. ولا ريب أنّ خير من يخبرنا عن هويّة هذا النّبيّ العظيم هو اللّه سبحانه.
ولكنّ أمرا ثالثا آخر يجعلنا نقدّم إعادة رسم هويته ﷺ بدءا من الكتاب العزيز ـ قبل أيّ مصدر آخر مطلقا حتّى لو كانت السّنة نفسها ـ وهو أنّ القرآن الكريم يخبرنا عن محمّد الإنسان وعن محمّد النّبيّ وعن محمّد الرّسول وعن محمّد المجاهد الذي يشيّد قيم الحقّ والخير والجمال والقوّة في النّفوس وفي الأرض يوما من بعد يوم، ولا يلتفت إلى ما نجعل منه نحن اليوم أمّ تلك الهوية أي صفاته البدنيّة، ولا حتّى هرطقات أخرى صنعناها لأنفسنا، إذ جعلنا منه رسولا إلى الدّوابّ كذلك لتؤمن به غزالة وتكفر به دابّة أخرى، وغير ذلك ممّا يغري الأهواء الجامحة ويشبعها حتّى تثمل ثملا. بكلمة واحدة : منهاج القرآن الكريم في رسم هويّة محمّد ﷺ هو منهاج قيميّ عمليّ يجعل منه أسوة حسنة في مختلف الدّروب ومحطّات الحياة.
عناوين هويّة محمّد ﷺ في القرآن الكريم
عالج القرآن الكريم هويّة محمّد ﷺ في المحطّات الآتية: (1) مهمّته أو رسالته،(2)خلقه القيميّ في مختلف المواضع،(3)سيرته في أزيد من ثلاثين موطنا،(4)مكانته ومنزلته عند اللّه وفي الحياة وبين النّاس،(5)التّمييز الشّديد والصّارم بين مقاماته بصفة عامّة وخاصّة مقامي البلاغ بشارة ونذارة وتبيينا وتعليما وتزكية من جهة، ونبذ الوصاية منه على النّاس وكالة وغير ذلك من جهة أخرى، ممّا نفصّل فيه بإذن اللّه،(6)التّمييز كذلك من جانب آخر وبالشدّة ذاتها والصّرامة بين مقامي البشريّة والنّبوّة،(7)تأكيد إحدى أبرز دلائل صدقه وهي الأمّية،(8)مواضع كثيرة من التّكريم والتّبجيل والتّقدير ومنها بعض الخصوصيّات،(9)مواضع العتاب،(10)تأكيد معجزته الوحيدة اليتيمة أي القرآن الكريم ونفي ما عداها.
تلك عشر محطّات فيما رأيت وأحصيت عالج بها القرآن الكريم هوية محمّد ﷺ ليكون أسوة وقدوة في خلقه ورسالته، فلا يندرس كلّ ذلك بموته ﷺ إنّما ينبض بحياته القرآن الكريم نبضا ويخاطبه في مواضع لا تحصى لكثرتها، طورا أنّه نبيّ وطورا آخر أنّه رسول، وجاعلا إيّاه متربّعا على عرش العبودية للّه وحده سبحانه، إذ يخلع عليه أردية العبوديّة ولم يذكره بإسمه العلم (محمّد) ﷺ عدا أربع مرّات وخامستها بإسمه في الكتاب السّالف : أحمد. ولحكمة ما كان ذلك كلّه في سور مدنية. ومنها السّورة التي حملت إسمه أي سورة محمّد ﷺ.
تمحّضت له ﷺ بعض السّور بجزء كبير منها من مثل سورة الأحزاب المدنيّة التي حوت هذا النّداء (يا أيّها النّبيّ) خمس مرّات والذي تكرّر في القرآن الكريم كلّه أربع عشرة مرّة. وثمّة سور أخرى يمكن أن نخلع عليها أنّها ترضية له وتكريم من مثل سور الضّحى والشّرح والكوثر والنّصر.
المحطّة الأولى : رسالة محمّد ﷺ ومهمّته
ترد تلك الرّسالة مجملة طورا ومفصّلة طورا آخر. من وجوه إجمالها قوله سبحانه فيها «يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ»(1). ومن تلك الوجوه كذلك قوله سبحانه «لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ»(2). ومنها كذلك قوله سبحانه «لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ»(3)، ومنها قوله سبحانه «قُلْ هَذهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي»(4)، وقوله سبحانه «ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ»(5)، وقوله سبحانه «هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ»(6)، وقوله سبحانه «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ»(7).
كما ترد تضاريس تلك الرّسالة في بعض المواضع الأخرى من الكتاب العزيز معلّلة تحمل مقاصدها وحكمها، وذلك من مثل قوله سبحانه «يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ»(8). كما يحدّد له أحيانا بعض الوسائل التي يتوسّل بها إلى إنفاذ رسالته وذلك في مثل قوله سبحانه «وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا»(9)، وهي وسيلة القرآن الكريم التي بها يجاهد النّاس تعليما وتفكيرا.
ومن الوسائل كذلك قوله سبحانه «لِتَقْرَأهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ»(10) أي القرآن الكريم. ومن تلك الوسائل كذلك اللّسان في مثل قوله سبحانه وقد تكرّر أكثر من مرّة «فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ»(11)، وهو اللّسان العربيّ، ومنها البدء بعشيرته الأقربين في مكّة «وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ»(12). كما يخلع عليه لقب الشّهادة في أكثر من موضع وفي الدّارين معا أي الدّار الدنيا والدّار الآخرة وذلك في مثل قوله سبحانه «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا»(13)، ومنها قوله سبحانه «وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا»(14)، ومنها شهادته يوم القيامة في قوله سبحانه «فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا »(15).
ولا شكّ أنّه جعل لتلك الرّسالة عنوانا هو الأعظم وهو عنوان الهداية في مثل قوله سبحانه «وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ»(16). كما يمكن أن نقول بإطمئنان أنّ عنوان الوسائل التي بها يتوسّل إلى إنفاذ رسالته هو الميزان أو الحكمة بحسب إختلاف التّعابير وذلك في قوله سبحانه «اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ»(17) أو في قوله سبحانه «وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ»(18).
خلاصة رسالته ﷺ من حيث شرعتها هو البلاغ والهداية والجهاد، وإخراج النّاس من الظّلمات إلى النّور. وهي من حيث منهاجها التّبيين وهو الذي فصّل فيها علم أصول الفقه، أي تفصيلا لمجمل أو تخصيصا لعامّ أو تقييدا لمطلق أو تشريعا إستئنافيّا. وهو كذلك تلاوة الآيات نفسها في الصّلاة وخارج الصّلاة، وترتيب محطّات التزكية والتّعليم ولزوم الحكمة والميزان والحسنى واليسرى، ورعاية عامل الزّمن ومؤهّلات النّاس وإحاطة الدّعوة بجدار رحميّ عشائريّ سميك يحميها سيما في مهدها.
المحطّة الثّانية : القيم الأخلاقيّة لصاحب الرّسالة
لا نحتاج هنا لا إلى كلام كثير ولا إلى تفريعات وتشعيبات. وذلك بسبب أنّ عنوان القيم الأخلاقيّة له ﷺ هو عنوان واحد بارز لا نزاع فيه، وهو عنوان الرّحمة. منظومة القيم الأخلاقيّة التي عليها فطر الإنسان جبلّة وعليها شيّد هذا الدّين أمّها الرّحمة التي اشتقّت من أحبّ أسماء اللّه إليه سبحانه، أي الرّحمان. ولم يدعنا القرآن الكريم نفسه نشتّت جهودنا بحثا وإستنباطا، إنّما أخبرنا بأنّ عنوان المنظومة القيميّة الأخلاقيّة لنبيّه محمّد ﷺ هي الرّحمة، وذلك في قوله سبحانه بكلّ حصر وقصر وتأكيد «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ»(19) وأكّد ذلك بقوله في موضع آخر «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ، وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ»(20).
ولمّا أراد بسط هذه المنظومة على أهل الإسلام كلّهم أجمعين، قال سبحانه «مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ»(21). والكفّار هنا هم المقاتلون المعتدون كما هو الحال بنسبة عالية جدّا في الكتاب العزيز كلّه. كما بيّن لنا منطقة رحمته، إذ ذكر قبل قليل أنّها تشمل العالمين. بمثل أنّ اللّه هو ربّ العالمين فإنّ محمّدا ﷺ هو رحمة للعالمين أنفسهم. ثمّ حصر تلك المنطقة في قوله سبحانه «لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ»(22). وفصّل في مظاهر تلك الرّحمة وأخبرنا بما لو لم ينزل به وحي صحيح ما صدّقه فؤاد. إذ أخبرنا في أكثر من موضع أنّه ﷺ يستغفر للمنافقين عند موتهم. وظلّ كذلك حتّى نهي عن ذلك وذلك في مثل قوله سبحانه «إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ»(23) كما أخبر أنّه يظلّ يستمع إلى المنافقين وهو يعلم أنّهم منافقون بلا كلل ولا ملل، ولا بأدنى حركة جسد أو تجهّم وجه يرسل برسالة تبرّم منهم، وذلك في مثل قوله سبحانه «وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ»(24). أي أنّهم لفرط صبره على كلامهم الطّويل الفارغ وإستماعه إليهم أدبا جمّا وخلقا دمثا ظنّوا أنّه لا يميّز بين جادّ وهازل أو بين مؤمن ومنافق، فهو يعير سمعه لكلّ متحدّث. كما أخبرنا أنّه يوشك أن يهلك نفسه إرهاقا وحسرة على الذين لم يؤمنوا وقد أحاطت بهم سبل اليقين من كلّ جانب. وتكرّر ذلك أكثر من مرّة ومنه قوله سبحانه «فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا»(25) والبخع هو إهلاك النّفس وإرهاقها حسرة وأسى. والحديث هنا عن المشركين، وبذلك تشمل رحمته المؤمنين والمنافقين والمشركين. كيف لا وهو رحمة للعالمين؟ كما أمره سبحانه بقوله «وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ»(26)، كما يخفض الطّير جناحيه رحمة بفراخه وحدبا عليهم . كما أخبرنا عن خلق الحياء فيه ﷺ وذلك عندما يدخل النّاس بيته، فيطيلون الجلوس والحديث بلا داع ولا فائدة، وذلك في قوله سبحانه «فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ»(27).أي أنّه ﷺ تكون له الحاجة ببعض بيته أو بمن فيه فيستحيي أن يأذن لضيفه بالإنصراف أو يتجهّم في وجهه أو يعبس. وكلّ ما سبق من خلّتي الرّحمة والحياء إنّما مرجعه إلى ما نزل أوّل ما نزل في رسم هويته القيمية ﷺ وذلك في قوله سبحانه «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ»(28) . وهي أوّل آية رسمت الإطار العام لخلقه والهوية الجامعة للمنظومة القيميّة الأخلاقيّة، إذ نزل هذا في سورة القلم التي نزلت في البدء من البعثة. 
الخلاصة من هنا، هي أنّ عنوان المنظومة القيميّة الأخلاقيّة لمحمّد ﷺ هو الخلق العظيم إبتداء، ولكنّ أمّ تلك المنظومة هي خلق الرّحمة. ومن ذا إنبسط القرآن الكريم في الحديث عن أمّ تلك المنظومة وكأنّ عنوانها أضحى : الرّحمة فحسب أو الرّحمة والحياء. تلك هي هويّة محمّد القيميّة ﷺ : رحمة للعالمين لا يندّ عنها حتّى مشرك أو منافق بله مؤمن ولا حتّى دابّة أو شجرة. ومن ذا كان اللّه ربّ العالمين وكان نبيّه محمّد ﷺ رحمة للعالمين. وكان اللّه سبحانه الرّحمان الرّحيم وكان نبيّه ﷺ رحمة للعالمين. ذلك هو عنوان الدّين الذي جاء به
الهوامش
(1)   سورة الجمعة - الآية 2.
(2)   سورة النحل -  الآية 44.
(3)   سورة ابراهيم - الآية 1.
(4)   سورة يوسف - الآية 108.
(5)   سورة النحل - الآية 125.
(6)   سورة التوبة - الآية 33.
(7)   سورة المائدة - الآية 67.
(8)   سورة الأعراف - الآية 158.
(9)   سورة الفرقان - الآية 52.
(10)   سورة الإسراء - الآية 106.
(11)   سورة مريم - الآية 97.
(12)   سورة الشعراء - الآية 214.
(13)   سورة الأحزاب - الآية 45-46.
(14)   سورة البقرة - الآية 143.
(15)   سورة النساء -  الآية 41.
(16)   سورة الشورى - الآية 52.
(17)   سورة الشورى - الآية 17.
(18)   سورة الحديد - الآية 25.
(19)   سورة الأنبياء - الآية 107.
(20)   سورة آل عمران - الآية 159.
(21)   سورة الفتح - الآية 29.
(22)   سورة التوبة - الآية 128.
(23)   سورة التوبة - الآية 80.
(24)   سورة التوبة -  الآية 61.
(25)   سورة الكهف -  الآية 6.
(26)   سورة الشعراء - الآية 215.
(27)   سورة الأحزاب -  الآية 53.
(28)   سورة القلم -  الآية 4.