الافتتاحية

بقلم
فيصل العش
افتتاحيّة العدد 156
 سألني صديق لي عن حرصي والفريق العامل معي على إنجاز المجلّة في وقتها والعمل على توزيعها عبر أكثر عدد ممكن من المنصّات الإعلاميّة بالرّغم من يقيننا أنّ النّاس لم تعد تقرأ ولم تعد ترغب في مطالعة الكتب والمجلّات الورقيّة فما بالك بالالكترونيّة. 
لم يكن لديّ جواب مقنع سوى أنّنا لا نكتب فقط ليقرأ النّاس وإنّما نكتب لنكون شهداء على هذا الزّمن الذي نعيش. نكتب لتكون أفكارنا وآراؤنا التي نحبرها على أعمدة «الإصلاح» من أجل الإصلاح حجّتنا أمام اللّه  أنّنا اخترنا بإرادتنا النضال من أجل هدف سام وغاية نبيلة وهي الإصلاح، وأنّنا خيّرنا البقاء في ساحة المعركة، مرابطين على أحد ثغورها الرّئيسيّة  (الجانب الثّقافي الفكري) عوض الانسحاب المهين ورمي المنديل كما فعل الكثيرون.
لسنا من هواة الوقوف على الرّبوة وانتظار انتهاء المعركة لنختار مع أيّ معسكر نصطف وإنّما نحن جنود لا نولّي الأدبار، ربحنا المعركة أو خسرناها، لا يهمّ . المهمّ هو رضاء اللّه عزّ وجلّ ... ستقرأ الأجيال القادمة ربّما بعد قرن أو إثنين أو أكثر لا يهمّ طال الزّمن أو قصر على صفحات تاريخ هذا الوطن أن فتية وشيوخا ذاقوا طعم الحريّة ولذّتها بعد عقود من الاستبداد والقهر والتصحّر، فركبوا سفينة الإصلاح في محاولة للتغلّب على أمواج التخلّف والتبعيّة. وسيقرؤون في إحدى تلك الصفحات أنّ هؤلاء حاولوا بالرّغم من أنّ التّيار كان جارفا وأنّ الطريق كان وعرا مليئا بالفخاخ والأخطار ولكنّهم لم يستسلموا ... 
ابتسم صاحبي وسكت كأنه يريد إخباري بأنّه لم يقتنع. لكنّني أردفت في عناد: «لقد خيّرنا في مواجهة هذا الظّلام الدّامس المهيمن على المكان والزّمان أن نشعل شمعة عوض سبّه وشتمه، فإذا أصبنا فلنا أجران وإذا لم نصب فلنا أجر واحد إن شاء اللّه. 
قراءة ممتعة ...