الافتتاحية

بقلم
فيصل العش
افتتاحية العدد 154

 يصدر العدد 154 من مجلّة الإصلاح وقد حلّ شهر رمضان الكريم، لهذا فإنّ أفضل ما نبدأ به هذه الافتتاحيّة تقديم التهاني للقراء الأعزّاء وكلّ التّونسيين والعرب والمسلمين بأحرّ التّهاني وأطيب الأمنيات، راجين من اللّه العليّ القدير أن يعيننا على صوم أيّام هذا الشّهر الفضيل وقيام لياليه في الطّاعة والتّقرب إليه، متيقّنين أنّ نسائم هذا الشّهر الفضيل ستكون بوادر رحمة وأمل تشفع لنا في وجه الوباء القاتل، فيستجيب اللّه لدعائنا برفع بلائه عن الإنسانيّة جمعاء واللّه على كلّ شيء قدير.

هلّ علينا هلال رمضان هذا العام وقد حاصرتنا «الكورونا» من كلّ جانب، وفرضت علينا التزام بيوتنا، وغلق مساجدنا، فلا صلاة جماعيّة ولا تراويح ولا قيام ولا موائد لإفطار المحتاجين من الفقراء والمساكين... نحتفل بالشّهر الكريم، في ظروف احترازية، نحاول من خلالها قدر المستطاع، الحفاظ على النّفس، والبُعد عن الزّحام والاختلاط. ولأنّ «أمْرَ المؤمنِ كُلَّهُ لهُ خَيرٌ» فإنّ استقبال رمضان بشكل مغاير وفي هذه الظروف الإستثنائيّة فرصة عظيمة لنجعل منه أفضل رمضان في حياتنا. إنّها لتجربة  جيّدة أن يعيش الواحد منّا رمضان بعيدا عن الأشكال الطّقوسيّة والمظهريّة التي هيمنت سابقا على أجواء رمضان وأخرجته في كثير من الأحيان عن مقاصده وأهدافه الحقيقيّة بل ربّما أدّت أحيانا إلى عكس الحِكم التي شُرع من أجلها. هي فرصة إذا لتأكيد إيماننا باللّه وتثبيته ولمزيد التّقرّب إلى اللّه وتعميق الصّلة به والعمل على تهذيب النّفس وتربية الذّات والتزوّد روحانيّا وعقائديّا لمواجهة الأزمات، حتّى نكتب من الصّابرين الذين يبشّرهم اللّه بصلوات منه ورحمة. 
«وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ، وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون، أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ» (البقرة - الآيات 155-156-157)