الافتتاحية

بقلم
فيصل العش
افتتاحية العدد 152
 بهذا العدد تكون مجلّة الإصلاح قد بلغت من العمر ثماني سنوات عايشت خلالها كل الأحداث التي مرّت بالوطن الصغير والكبير، بحلوها ومرّها وتفاعلت معها من موقع المسؤوليّة، فقامت بنشر المقالات التي تتحدّث عنها وفتحت صفحاتها لكلّ من أراد الكتابة حول هذه الأحداث أو معالجة أسبابها ونتائجها. فترات عصيبة مرّت بهذا الوطن فكانت عصيبة على المجلّة والقائمين عليها، ومحطّات جميلة عاشها أبناء هذا الوطن بعثت في النّفوس الأمل، فصبغت المجلّة بحلاوتها وصنعت لها أجنحة حلّقت بها عاليا.
لم تكن المجلّة منبتّة عن واقعها بل حاولت أن تكون وسيلة للتّأثير فيه والرّقي به نحو الأفضل. كشفت «الإصلاح» منذ عددها الأول عن هويتها وأعلنت هدفها ومبتغاها، وحدّدت خطّا تحريريا بًوْصًلًتُه نشر الفكر الإصلاحي المستنير المتعلّق بهويّته وانتمائه للوطن. بدأت صغيرة حجما ومضمونا وكبرت شيئا فشيئا حتّى بلغت سنّ الرّشد. 
«إن أريد إلاّ الإصلاح ما استطعت» شعار اقتبسه السّاهرون على هذا الصرح من القرآن الكريم،كاشفين من خلاله منذ صدور العدد الأول عن نواياهم، معلنين أهدافهم ومبتغاهم، معترفين أنّ الإصلاح عمل جبّار يتطلّب كثيرا من الجهد وطريقه طويل لا يسلكه إلاّ المناضلون  الصابرون،الذين هم على مبادئهم يحافظون والذين هم يفعلون ما يستطيعون والذين هم بمحدوديّة إمكانياتهم معترفون والذين هم إلى العمل يسارعون والذين هم في المحاولة مستمرّون، لا يتوقفون إلآّ لتقييم أولنقد أولمراجعة لما ينتجون ثم يواصلون والذين هم مؤمنون بأن النتائج تحصل بعد تراكم التجارب والخبرات مثلها مثل الوديان والأنهار  تمتلئ باستمرار نزول المطر  وتراكم القطرات ومثلها مثل الجبال تتكوّن من تراكم التراب والصخور  عبر القرون والدهور.
قراء المجلة وكتّابها ليسوا كلّهم تونسيين بل ينتمون إلى الوطن الكبير فمنهم من المغرب وليبيا والجزائر ومصر والسعودية ومنهم من جاليتنا العربية في الخارج سواء في أوروبا أو أمريكا وحتّى في الدول الإفريقيّة ولذلك حاولنا دائما أن نتجاوز قدر الإمكان القطرية في طرح المواضيع ونهتم بما يشغل كلّ المسلمين والعرب أينما كانوا.
النشر الالكتروني له إيجابياته وله سلبياته وهو يختلف عن النّشر الورقي في الطّريقة وفي طبيعة الحرفاء، وقد حاولنا بالرّغم من قلّة عددنا وغياب الدّعم أن ننجز ما يمكن إنجازه. وبالرّغم من كلّ هذا، فإنّنا غير راضين تمام الرضا عن مستوى هذه الدّورية، لهذا نحن عازمون بدعمكم وشدّكم لأزرنا على مواصلة الجهد لمزيد من الارتقاء نحو الأفضل.
نأمل أن نكون قد وفقنا في الأعداد  الواحد والخمسين بعد المائة (151) التي صدرت لحدّ الآن ونتمنى أن يكون هذا العدد الأخير من السّنة الثامنة في مستوى يشجع القراء على مزيد الارتباط بالمجلة ودعمها بالقراءة والكتابة والنّشر على صفحات التواصل الاجتماعي وعبر البريد الالكتروني، فهي في حاجة إلى الدّعم المعنوي أكثر  من ذي قبل.
وفي الختام استسمح القراء الكرام لأوجّه شكرى وامتناني بصفتي رئيسا لتحرير المجلّة إلى الأستاذين «علي عبيد» و «فيصل الرّباعي» لما يقومان به، تطوّعا، من جهد مستمرّ في مراجعة محتويات المجلّة من النّاحية اللّغويّة قبل نشرها ... فشكرا وألف شكر...
ننتظر ملاحظات القرّاء ونقدهم وتفاعلهم مع ما يصدر على أعمدة المجلّة ...
العنوان الالكتروني الوحيد لقبول ملاحظاتكم : Alislah.mag@gmail.com