الأولى

بقلم
فيصل العش
سيكولوجيّة الجماهير ودورها في التموضع السياسي
 (أ)
وأنت ترصد ما يحدث في عالمنا العربي، يمكنك أن تلاحظ بدون عناء اتّساع الفجوة بين «النخبة» بشقّيها السّياسي والثّقافي من جهة والجماهير العربيّة من جهة أخرى، وهي فجوة قديمة غير حديثة، حسبنا أنّ حدوث ثورات الرّبيع العربي قد فتح المجال لرتقها، بما أنّ الأنظمة الإستبداديّة التي كانت حائلا بين التقاء الجماهير بمثقفي الأمّة قد زالت وذهبت من دون رجعة. لكنّ ما حدث كان العكس تماما، إذ كشفت هذه الثّورات في أكثر من قطر عربيّ أنّ نظرة النّخبة وتصّورها بعيد كلّ البعد عمّا تطمح إليه الجماهير. فكان أن أصبح المثقّفون والسّياسيّون في واد وعامّة النّاس في واد آخر. ولنا في الواقع التّونسي خير مثال.
ترجع أسباب هذه الفجوة عند البعض إلى ضيق رؤية الجماهير باعتبارها لا تنظر إلى المسائل إلاّ من خلال البارومتر المعيشي، وبالتّالي فإنّ غلاء المعيشة وارتفاع نسبة البطالة وغياب الأمن تعني عند الجماهير أن النّخب المشرفة على تسيير البلاد فاشلة ولا أمل يرجى منها. 
فالجماهير عند هؤلاء لا تأخذ بعين الاعتبار الظروف المحيطة بالتّجارب الجديدة ولا تُدخل في حساباتها العراقيل التي تعترض هذه التجارب والمحاولات المتواصلة لأعداء الثّورة والقوى الأجنبيّة من أجل إجهاض كلّ محاولة لتجاوز الأزمة والتحرّر من التبعيّة والتخلّف. ويرى البعض الآخر - وأنا منهم - أنّ السّبب الرئيسي يعود إلى طبيعة النّخبة التي فشلت في كسب ودّ الجماهير، لأنّها لم تفهم هذه «الجماهير» ولم تعِ احتياجاتها المعنويّة قبل الماديّة. وبقيت تعتقد أنّها «النّخبة» التي تفهم مقابل «الجماهير» التي لا تفهم وترى في نفسها قارب النّجاة للبلاد والعباد باعتبارها القادرة على الفهم والتّحليل والتّخطيط، ولهذا فهي تعتقد أنّ على الجماهير الالتحاق بها وإلاّ فإنّ هذه الجماهير ستبقى غارقة في تخلّفها ولن تقوم للبلاد قائمة... 
هذه النّظرة النّرجسيّة التي تصبغ طبيعة عدد كبير من مثقفينا وسياسيينا سواء كانوا من اليسار أو من اليمين وجهلهم لـ «سيكولوجيّة الجماهير».. ستزيد في تعميق التّنافر بين النّخب والشعوب وستكون لها نتائج وخيمة على المشاريع الوطنيّة التي يحلم به الجميع.
(ب)
وعوض أن يقوم ساستنا ومثقّفونا بنقد ذاتي ومراجعة لطريقة تعاملهم مع النّاس، نراهم يتشبّثون بمناهجهم وطرق عملهم ويحاولون بشتّى الطّرق والأساليب جرّ الجماهير إلى اختياراتهم وتبنّيها، فلا يزيدونهم إلاّ نفورا.  
ففي السّاحة الثقافيّة، يهيمن عدد كبير من المثقّفين على مسالك العمل الثّقافي ويضعون البرامج التي لا علاقة لها بما يفيد عموم النّاس، فيكرّسون بذلك ثقافة نخبويّة لا تهمّ إلاّ عددا قليلا من أبناء الشعب، في حين أنّ في هذه الفترة بالذّات أي في فترة التحوّل من المجتمع الذي يتحكّم فيه الاستبداد إلى مجتمع الحرّية والكرامة، ومن مجتمع التّواكل إلى مجتمع العمل والبناء، هم مطالبون بنشر ثقافة جماهيريّة تهذّب الذّوق العام وتعالج هموم الجماهير عبر إبداعات ثقافيّة ومشاريع تجمع النّاس حولها، لترتقي بوعيها وترسّخ فيها اعتزازها بهويّتها وتبعث الأمل فيها، فتدفعها نحو العمل والمشاركة سواء بتحمّل أعباء المرحلة أو بالمساهمة في تجاوزها. ولك أن ترى مواضيع النّدوات الثقافيّة والفكريّة التي ينظّمها هؤلاء ومدى إقبال النّاس عليها، فستكتشف أنّ جلّها، بالرّغم من التّغطية الإعلاميّة ودعم وزارة الثّقافة لها، لا يحضرها إلاّ عدد قليل لا يتعدّى أصابع اليد الواحدة. 
أمّا في السّاحة السّياسيّة فحدّث ولا حرج، فبالرغم من الرّسائل العديدة التي بعثتها الجماهير من خلال عزوفها عن المشاركة في الاجتماعات الحزبيّة أوفي الانتخابات أو من خلال نتائج سبر الآراء (بالرغم ممّا يدور حولها من تشكيك) التي تصبّ أغلبها في رفض الطّبقة السّياسيّة الحاليّة برمّتها، حكّاما ومعارضة، والبحث عن بدائل لتزكّيها حتّى وإن كانت «شعبوّية» الشّعارات ومسترابة التّمويل(1) وعوض أن ينتبه إليها السّاسة فيراجعوا طرق عملهم ونوعيّة تفاعلهم مع مطالب الجماهير، نراهم يسارعون إلى تحصين مواقعهم بسنّ قوانين تمنع القوى الجديدة الصّاعدة التي زكّتها نتائج سبر الآراء بتعلّة تحصين المسار الدّيمقراطي من جهة وتحديد عتبة انتخابيّة للدّخول إلى البرلمان من جهة أخرى بتعلّة تجميع الأصوات وتجنّب التّشتت في المشهد الحزبي والسّياسي(2) . هكذا يسير السياسيّون في تونس في اتّجاه التحكّم في أصوات النّاخبين عبر تحديد من ينتخبون وبالتّالي فإنّهم لا يزيدون في علاقتهم بالجماهير إلاّ بعدا.
ليس الهدف ممّا ذكرناه الدّفاع عن حقّ ما سمّي بالقوى الصّاعدة (3) في دخول المعترك السّياسي والتّرشح للإنتخابات البرلمانيّة والرّئاسيّة، فهي قوى لا تختلف كثيرا عن الأحزاب والشّخصيات المتواجدة على السّاحة السّياسيّة سواء كانت حاكمة أو معارضة. فلا مالك قناة «نسمة» وجمعية «خليل تونس» أو مالكة «عيش تونسي» ومن يتحرّك معها أو «عبير موسي» وريثة نظام بن علي الفاسد بماكيناتهم الماليّة المشبوهة الجبّارة، ولا الأحزاب الحاكمة أو المعارضة التي دمّرت الحياة السّياسية بتعاليها عن مطالب الجماهير وانتظاراتها، تملك الشّرعية في الدّفاع عن الشّعب والتحوّل الدّيمقراطي العليل، فالثّلاثي الصّاعد في سبر آراء نوايا التّصويت استعمل قوّة المال والعطايا والشّعارات الفضفاضة ليجمع النّاس حوله، لكنّ الأحزاب الأخرى (حاكمة أو معارضة) لا تقلّ عن منافسيها شعبويّة وبعضها بصدد استغلال موقعه في السّلطة ليوطّن وجوده ويضمن موقعه في السّاحة السياسيّة.
الفرق الوحيد بين هؤلاء وهؤلاء هو تدنّى مستوى فهم «سيكولوجيّة الجماهير» لدى البعض وارتفاع نسبته لدى الآخرين، ممّا جعلهم قادرين على استغلالها في مشاريعهم السّياسيّة للوصول إلى الحكم. وإلاّ فكيف نفسّر أنّ نفس الجماهير التي خرجت في أواخر سنة 2010 متحدّية جبروت بن علي وقمعه وبطشه لتنجز ثورة لم تكن في الحسبان، نراها تتوجّه اليوم نحو انتخاب من يمجّد الدكتاتور ويتباكى على أطلال أيامه؟ وكيف نفسّر أن هذه الجماهير التي كانت ترفع شعار «خبز، حرّية، كرامة وطنيّة» و«خبر وماء، بن علي لا» تتّجه لاختيار من يشترى كرامتها ببعض الصّدقات والعطايا والشّعارات الفضفاضة ويستغلّ أعماله الخيريّة للوصول إلى سدّة الحكم؟ 
  (ج)
من الخصائص المهمّة في سيكولوجيّة الجماهير حسب لوبون(4) تلاشي شخصيّة الفرد الّتي تميّزه حينما يكون جزءا من الجمهور، فلا ذكاؤه سينفعه ولا علمه سيمكّنه من اتّخاذ قرارات منطقيّة سليمة. فالفرد حينما يصبح جزءا من جمهور ما، فهو يتحمّس لأفكار بسيطة نتيجة التّحريض والعدوى للعواطف والأفكار، وقد يفعل أمورا لا يمكن أن يفعلها إن كان وحيدا، كالتّحطيم والقتل، وكالتّضحية في سبيل الهدف دون خوف من الموت. لهذا لا نستغرب تحوّل الجماهير من الدّفاع عن شيء إلى رفضه ومعاداته إذا ما أُحسِن استغلال هذه الخاصّية المميّزة لهذه الجماهير. يقول لوبون في كتابه «سيكولوجيّة الجماهير»:« لاشيء متعمّد أو مدروس لدى الجماهير. فهي تستطيع أن تعيش كل أنواع العواطف وتنتقل من النقيض إلى النقيض بسرعة البرق وذلك تحت تأثير المحرض السائد في اللّحظة التي تعيشها» (5) 
لقد نجحت «القوى الصاعدة» في كسب ودّ الجماهير واستمالتها ليس نتيجة لبرامجها الاقتصاديّة والاجتماعيّة أو نتيجة لأفكارها المتميّزة وإنّما لأنّها اعتمدت أساليب تتماشى مع «سيكولوجيّة الجماهير». ولا نعتقد أنّ هذا التمشّي كان بمحض الصّدفة، بل لا نشكّ لحظة واحدة في أنّ هذه القوى مسنودة بمختصّين في علم النّفس الاجتماعي يوجّهونها ويقدّمون لها الدّعم، مرتكزين في خطّتهم التواصليّة على المداخل الأساسيّة لاستقطاب الجماهير. 
فالجماهير - حسب علم النفس الإجتماعي- ليست كالفرد يبحث عن الحقيقة بالأدلّة والبراهين، بل هي كتلة تبحث عن البساطة لتسير حسبها نحو الهدف الّذي تتوق إليه، الذي هو في الحقيقة غير صادر عن الجماهير وإنّما نتاج ذكاء شخص أو مجموعة عرفت كيف تحرّك تلك الجماهير، فزرعت ذلك الهدف في عقولها. يقول لوبون:«لكي نقنع الجماهير ينبغي أوّلا أن نفهم العواطف الجيّاشة في صدورها، وأن نتظاهر بأنّنا نشاطرها إيّاها، ثمّ نحاول بعدئذ أن نغيّرها عن طريق إثارة بعض الصّور المحرّضة بواسطة الرّبط غير المنطقي أو البدائي بين الأشياء» (6) . 
والجمهور لا يمكن إقناعه بأيّة إيديولوجيا، أو فكرة، بالاعتماد على الوسائل العقليّة. ومن الأفضل مخاطبته بلغة الصّور والإيحاء والشّعارات. يقول لوبون: «ولمّا كانت الجماهير عاجزة عن التّفكير إلاّ بواسطة الصّور، فإنّه لا يمكن جذبها والتّأثير عليها إلاّ عن طريق الصّور. ووحدها هذه الأخيرة ترعبها أو تجذبها وتصبح باعثا للعمل والممارسة»(7) 
 لقد أجادت «القوى الصاعدة» مخاطبة النّاس بالطريقة التي يحبّذونها، فتمّ استغلال الصّورة على أحسن وجه خاصّة في الومضات الإشهاريّة التي تميّزت بها جمعيّة «عيش تونسي» أو في الفيديوهات العديدة والمتكررة لما سمّي بـ «خليل تونس» ... 
ولأنّ «الصفات الأساسيّة التي تتجلّى لدى الجماهير الانتخابيّة هي بشكل خاصّ ضعف القابليّة للتفكير العقلاني وانعدام الرّوح النقديّة، والنّزق وسرعة الغضب، والسّذاجة وسرعة التّصديق، والتبسيطيّة»(8) فإنّه يتمّ استغلالها لتوجيه الجماهيرعبر اعتماد أساليب التّوكيد والتّكرار والعدوى، بالإضافة إلى إبراز الهيبة الشّخصيّة للزّعيم سواء كانت طبيعيّة أو مختلَقَة. ومثال على ذلك، فقد تمّ إبراز هيبة شخصيّة «عبير موسي»  عبر المظاهر المصاحبة لظهورها كزعيمة، من بينها تعمّدها الدّخول إلى المحافل وهي راكبة لحصان أو فوق «السّجادة الحمراء».   
  (د)
من المؤكّد أن نخبنا ليست كلّها فاسدة وأن فيها من السّياسيين والمثقّفين والمفكّرين من يعمل جاهدا على بناء وطن يطيب فيه العيش وعلى تحقيق تطلّعات الجماهير في التّنمية والأمن والاستقرار. والسّياسي الكيّس الذي يرغب في مساعدة هذا الوطن على تخطّي أزماته والخروج من عنق الزّجاجة يجب أن يقتنع أوّلا أن نجاحه مرتبط بالتحامه بالجماهير وهذا يتطلّب منه في مرحلة أولى دراسة نفسية هذه الجماهير، بطريقة علميّة من دون إستعلاء ومعرفة ما الّذي يحرّكها وما الّذي يؤثّر فيها؟ ما الّذي دفعها للثّورة في مرحلة ما وما الّذي دفعها للسّكوت والخنوع؟ ومن ثمّة تحديد نقاط القوّة ونقاط الضّعف في نفسية هذه الجماهير وأخذها بعين الاعتبار في وضع البرامج وتنفيذها وتحديد الأولويّات وتصنيفها. 
وفي انتظار تحوّل الجماهير من كتل بشريّة يحرّكها الوهم الإيديولوجي والشّعور الدّيني والانتماء السّياسي إلى مجموعة أفراد مدركين لحقوقهم وواجباتهم تحت راية عقد اجتماعي كما هو حاصل في بعض دول أوروبا،(وهذا لن يحصل إلاّ عبر تراكمات كثيرة ومتعدّدة تتطلّب وقتا طويلا ومجهودا كبيرا) فإنّها ستبقى خاضعة لتأثيرات من يتحكّم في أدوات ومؤثّرات تجييشها ومن يتوجّه إلى عاطفتها وليس إلى عقلها. ففي الحالة الجماهيريّة تنخفض الطّاقة على التّفكير، وتنعدم الرّغبة في استيعاب الحجج العقليّة، وتطغى الخصائص التي تصدر عن اللاّوعي أهمّّها سرعة الانفعال والتأثّر والتّعصب.
ولا يعني هذا أنّ الحراك الجماهيري حتّى وإن تحكّم فيه اللاّوعي هو حراك سلبي نحو الفوضى، فثمّة ثنائية متناقضة تتحكّم في لاوعي الجماهير هي ثنائيّة الهدم والبناء. فإذا تحرّكت الجماهير فإنّها تتحرك إمّا للهدم (الثورة / التمرّد / المواجهة مع الأمن/ حرق وتدمير المؤسّسات..) أو للبناء ( حملات تضامنيّة فيما بينهم / مظاهرات التّأييد .... ). يقول لوبون « إن الانفعالات التّحريضيّة المختلفة التي تخضع لها الجماهير يمكنها أن تكون كريمة أو مجرمة، بطوليّة أو جبانة وذلك بحسب نوعيّة هذه المحرّضات. ولكنّها سوف تكون دائما قويّة ومهيمنة على نفوس الجماهير إلى درجة أن غريزة حبّ البقاء نفسها تزول أمامها ( بمعنى أنّها مستعدّة للموت من أجلها)»(9). ولهذا « فإنّه يمكن لهذا الجمهور أن يسير نحو الأفضل أو نحو الأسوأ. وكل شيء يعتمد على الطريقة التي يتمّ تحريضه أو تحريكه بها»(10). فمن يريد التّأثير في الجماهير وتحريكها نحو الأفضل بعيدا عن الهدم والنّكوص إلى الوراء، فعليه أن يكون قريبا منها، يتقن فنّ استخدام الكلمات والشّعارات التي يفهمها النّاس ويكون لها أثر في نفوسهم، وأن يعتمد على قوانين الذّاكرة والخيال والشّعارات الحماسيّة بدل قوانين العقل والبرهان، فهذه موجّهة للأفراد، وإقناع الجماهير غير إقناع الأفراد ولكلّ مقام مقال.
«إنّ الجماهير إذ تحرّض بذكاء تصبح قادرة على البطولة والتّفاني من أجل قضيّة نبيلة.وهي أكثر قدرة على ذلك بكثير من الإنسان المعزول.» (11)
إنها إذن معركة بين دعاة البناء ودعاة الهدم ومن يكسب في صفّه الجماهير يسِرْ بها نحو هدفه. فهل سيقدر دعاة البناء على كسب معركة الجماهير فيتم تحريكها في اتجاه البناء والتّشييد؟ أم ستنتصر قوى الردّة والهدم فتملك قلوب الجماهير وتتحكّم في مسار تيّار تحرّكها، فلا نجنى غير الدّمار والخراب؟ 
 الهوامش
(1) أظهرت نتائج سبر الآراء خلال الفترة الأخيرة أنّ الأحزاب السياسيّة فقدت بريقها وأنّ نيّة التصويت لدى الناخبين التونسيين تتّجه إلى أنماط جديدة من السياسيين كنبيل القروي صاحب قناة نسمة وحزبه الذي لم يتمّ بعثه بعد والسيدة ألفة التراس رامبورغ بعدما عرفت عبر الأعمال الخيرية والرياضية لمؤسسة رامبورغ وحركتها «عيش تونسي» التي لا تعرف بالتدقيق مصادر تمويلها.
(2) تعديل القانون الانتخابي التونسي الذي صادق عليه النواب التونسيون بغالبية 128 صوتا مقابل 30 وامتناع 14 عن التصويت يوم الثلاثاء 18 جوان الفارط والذي يتمّ بموجبه منع الترشح للانتخابات التشريعية لكلّ شخص تبيّن للهيئة (الانتخابية) أنّه يشيد بالديكتاتورية أو تبيّن استفادته خلال الـ12 شهرا التي تسبق الانتخابات بأعمال تمنعها الفصول 18 و19 و20 من المرسوم عدد 87 المتعلق بتنظيم الأحزاب السياسية»، أو «تبيّن قيامه أو استفادته من الإشهار السياسي» (عدم وجود أموال أجنبية أو تبرعات من شركات، أو توزيع مساعدات أو إعلانات سياسية).  
(3) سنستعمل هذا المصطلح في هذا المقالنا ونقصد به القوى الصّاعدة في عمليات سبر الآراء حول نوايا التّصويت في الانتخابات التشريعيّة والرئاسيّة القادمة في تونس وهي في تقديرنا معقولة ومقبولة بالرّغم من حملة التّشكيك الصّادرة عن عدد كبير من القوى السياسيّة التي تتّهم القائمين عليها بالتّلاعب وتوجيه الرّأي العام. 
(4) غوستاف لوبون  (1841–1931) طبيب وعالم اجتماع فرنسي، عمل في أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا، كتب في علم الآثار وعلم الانثروبولوجيا، وعني بالحضارة الشّرقية. من أشهر آثاره كتاب «روح الاجتماع» وكتاب «سيكولوجيّة الجماهير» الذي صدر سنة 1895 حاول فيه أن يؤسس لعلم نفس الجماهير أو ما يطلق عليه علم النفس الجماعي. 
(5) غوستاف لوبون، سيكولوجية الجماهير، دار الساقي ط.1 - 1991 ، ترجمة هاشم صالح، ص 64 
(6) غوستاف لوبون، المصدر السابق، ص 124 
(7) غوستاف لوبون، المصدر السابق، ص 76
(8) غوستاف لوبون ، المصدر السابق، ص 173
(9) غوستاف لوبون ، المصدر السابق، ص 64
(10) غوستاف لوبون ، المصدر السابق، ص 61
(11) غوستاف لوبون ، المصدر السابق، ص 75