الأولى

بقلم
فيصل العش
المثقف المصلح
  مقدمة
بعد أن وقفنا في مقالات سابقة على مدى استفحال الأزمة بالأمّة العربية الإسلاميّة ورأينا كيف أنّ الحراك العربي قد عرّى واقعنا المرير حيث تحول إلى مأساة ودمار شامل بدل أن يكون فرصة للنّهوض الحضاري، وبيّنا أهميّة مشروع «الإصلاح الثقافي» لتجاوز هذا الواقع المتأزم وتحقيق النهضة المنشودة، وبعد أن وضّحنا سبب تبنّينا مصطلح «الإصلاح» بدل «الثورة» أو «التغيير» انطلقنا في إخضاع العناصر الأساسيّة لعمليّة  «الإصلاح الثّقافي» والفاعلة فيها للتّحليل والتّفكيك الدّقيق وبدأنا بأولها وهو تحديد ماهيّة الثّقافة المرجوّة بالإجابة عن سؤال:«أي ثقافة نريد؟»، ونخصص هذا المقال للحديث عن طبيعة وميزات العنصر الثاني وهو «العنصر البشري» الموكولة له مهمّة الإصلاح لنتساءل عن ماهيته ووضعيّته في المجتمع والدور المناط بعهدته؟  
المثقَّف المصلح 
إذا انطلقنا من أنّ الثقافة هي نتاج تفاعل الإنسان مع محيطه وهي مجموع السّمات المادّية والروحيّة والفكريّة والفنّية والوجدانيّة المميزة للمجتمع، فإنّ كلّ الجماهير من زاوية علاقتهم بالثّقافة، مثقّفون، فالجميع وليد ثقافة المجتمع الذي يعيشون فيه، صُقلوا بها وتشكّلت شخصياتهم في بوتقتها وهم يتمثّلونها ويتماهون بها ويعبّرون عنها بنسب متفاوتة وبطرق متنوعة في مختلف مجالات الحياة من خلال تصرفاتهم وأعمالهم وسلوكهم ومواقفهم وعلاقاتهم مع العوالم المحيطة بهم. يقول غرامشي: «جميع الناس مثقفون (…) لكن وظيفة «المثقف» في المجتمع لا يقوم بها كلّ النّاس» (1) ولهذا فإنّ حديثنا عن العنصر البشري الذي ستوكل له مهمّة «الإصلاح الثقافي» لن يشمل المثقّف العادي وإنّما أولئك النّفر من النّاس المثقَفون والمثقِفون الذين يتميّزون عن غيرهم بما لديهم من قدرات في إنتاج الثقافة والفعل في عمليّة إبداعها. أولئك الذين بإمكانهم التّأثير في الجماهير وصياغة ضمير المجتمع عبر إصلاح ثقافته أوتجديدها. ولهذا اخترنا استعمال مصطلح «المثقّف المصلح» للتّعبير عن هؤلاء.
فمن يكون هذا «المثقف المصلح»؟ وأي وضعيّة يحتلّها في المجتمع؟ وما هي ميزاته وماهو الدور المنوط بعهدته؟ 
المثقَّف والمجتمع 
«المثقفون» لا يصنعون الثّقافة، فهي موجودة في أدقّ تفاصيل الحياة المجتمعيّة ولكنّهم عصب كلّ عمليّة لتغييرها أو تعديلها، لما يتميّزون به عن سائر أفراد المجتمع من قدرة على الفعل والانتاج في المجال الثقافي وما يملكونه من أدوات تساعدهم على تغيير القيم والسّلوك وتشكيل النّسق الفكري والثقافي للجماهير. فهم الذين يبثّون الوعي في عقول النّاس من أجل توحيد تطلعاتهم ويقومون بوضع خطط الإصلاح وتنفيذها عبر تفاعل مدروس وبيداغوجي معيّن مع الجماهير حتّى تتحوّل الثّقافة من حالة السّكون إلى حالة الحركة ومن حالة التخلّف إلى حالة التقدّم والازدهار.
«المثقفون» لا ينظرون إلى الثّقافة على أنها معرفة فقط وإنّما هي سلوك أيضا ولهذا فهم يسعون إلى تحويل المعرفة إلى رأي والرّأي إلى سلوك اجتماعي. فهم لا يعملون مثلا على نشر قيم الحرّية والعدالة والمساواة والعمل الصّالح فقط، بل يعملون على تحويلها إلى وعي وممارسة لدى الجماهير. 
 وتتحدّد صورة «المثقف» ووضعيّته في المجتمع من خلال مدى فعله فيه حتّى يصير ضميره. ولا يصير ضميره إلاّ إذا تكاملت وظيفته المعرفيّة مع وظيفته الاجتماعيّة عبر تحرّره من فرديته المعرفيّة ليتحوّل إلى كائن اجتماعيّ فاعل. وفي هذا يقول  د. محمد عابد الجابري رحمه الله «يتحدّد وضع المثقف لا بنوع علاقته بالفكر والثقافة ولا لكونه يكسب عيشه بالعمل بفكره وليس بيده بل يتحدّد وضعه بالدّور الذي يقوم به في المجتمع كمشرّع ومعترض ومبشّر بمشروع أو على الأقل كصاحب رأي وقضيّة»(3) 
طرح الأسئلة وتقديم الأجوبة
المثقف الذي يستطيع أن يساهم في الإصلاح الثقافي هو المتواضع الذي يحتكّ بالجماهير ويتواصل مع بيئته، فينفذ إلى قلب الحركة الاجتماعيّة ويفهم الآليات التي تحرّك المجتمع وتتكون لديه رؤية واضحة المعالم للعلاقات التي تسود ذلك المجتمع، فيعرف مكامن الخلل وموضع الدّاء كما يعرف احتياجات الجماهير وامكانيّاتها. وباستغلال معارفه يستطيع أن يجيب على تساؤلات الناس بلغة يفهمونها، ويعالج مشكلاتهم، ويقترح الحلول المناسبة التي توازن بين احتياجاتهم وامكانياتهم مع ترتيبها حسب الأولويّة حتّى لا تستهلك طاقات الجماهير في غير موضعها فتضيع هدرا. إنّه ببساطة يمتلك القدرة على طرح الأسئلة ولكنّه أيضا يمتلك الكفاءة على تقديم الأجوبة. وهو لا يرضى أن يكون شاهدًا على الحدث بل فاعلاً إيجابيا متمرسا في قضاياه وأحداثه. أمّا أؤلئك الذين يختصّون في طرح «الإشكاليات» على الخاصّة والعامّة ، سواء داخل أسوار الجامعات أو خارجها  ولا يقدمون لها حلولا، فلا خير فيهم لأنّهم يزيدون بذلك الوضع تعقيدا بدل إصلاحه.
إذن «المثقف المصلح» هو شخص يمتاز عن بقية أبناء مجتمعه بقدرته على التفكير وإدراك التحديات التي تواجه محيطه الاجتماعي من ناحية وهو من ناحية أخرى مشغول دائما بالبحث عن مخارج الأزمات وتقديم الحلول الناجعة لتجاوزها وذلك نتيجة اجتماع المخزون المعرفي الجيّد في شخصيته المتميّزة مع فهمه للواقع ومتطلباته.
المثقف المصلح صنفان
المثقف المصلح ليس واحدا ومن ثمّ لن يكون دوره واحدا ولن يكون مجال تأثيره واحدا أيضا. ولهذا فإنّنا نقسّم « النخبة الثقافيّة» إلى قسمين تقسيما لا يقوم على الأفضليّة بل حسب الدور في عمليّة «الإصلاح الثقافي»:
- الصنف الأول ويشمل «المثقّف الخصوصي» (حسب عبارة فوكو) أي الباحث الذي يكرّس اهتمامه للمشاغل العلميّة الدّقيقة والرّصينة في مختلف المجالات وهو الذي يعتمد على مخزونه المعرفي الكبير للنّبش في ماضي الأمّة ومعرفة حاضرها ويستقرئ مستقبلها فيضع برنامجا لتوجيه الثقافة توجيها يتّفق وسموّ الغاية التي تنشدها الأمّة ويرسم التّخطيط المناسب لتفعيل ذلك. يتضمّن هذا الصنف مجموعة كبار العلماء والمفكرين والجامعيين والأكادميين الذين لهم دور إبداعي بالأساس، يرنو إلى إصلاح الوعي الجمالي، وطرق التفكير وترقية وجدان الإنسان.
- الصنف الثاني ويشمل «العاملين في الحقول الثقافيّة» من مسرحيين وصحفيين وشعراء وسينمائيين وخطباء وأيمّة مساجد ومعلّمين وأساتذة. هؤلاء يترجمون أفكار الصنف الأول وابداعاته في أعمال موجّهة للجماهير بلغة تفهمها وبأسلوب تستصيغه. إنّهم حلقة الربط بين المثقف الخصوصي وبقية مكونات المجتمع.
ويشترط أن يكون لهذين الصنفين خصال وميزات لكي يشملهم مصطلح «المثقف المصلح» وهي خصال عديدة سنكتفي بالتطرق إلى بعضها نظرا لضيق المقام.
الحرّية والإستقلاليّة
«المثقف المصلح» هو المثقف الحرّ الذي لا يقوم بوظيفة «الداعية» الايديولوجي ولا يشتغل بتنميق وتزويق وإخراج الشّعارات للأحزاب أو التنظيمات السياسية سواء كانت في السّلطة أم في المعارضة بل عليه المحافظة على استقلاله الذّاتي عن جميع الهياكل والدكاكين السّياسية. لكنّه سياسي بامتياز بحكم مجال اهتمامه. وكيف لا يكون سياسيّا وهو الملتصق بهموم وطنه، المهتمّ بقضايا مجتمعه، المتبنّي لمطالب الجماهير والمدافع عنها. فمهمّته الأساسية هي نقد الأوضاع القائمة وتثويرها. وهو مطالب بتوظيف قدراته الثقافية وتجسيد ما يحمله من أفكار ورؤى في مشاريع لمواجهة التحدّيات التي تقف حائلا أمام تحقيق التقدّم والتنمية والعدل والكرامة الانسانيّة ونشر الخير والجمال ولا يتحقق له ذلك إلاّ إذا كان حرّا مستقلاّ، لهذا نجده «يقف بالضرورة على الضفة المقابلة للسّلطة، يقف بسلمية وحيدًا بصدره العاري، يصرخ في وجهها بالحقائق التي لا تعجبها ولا تعجب جمهورها الذي ينساق خلف دعاياتها المضللة حول الأمن والوحدة والدين ومقاومة الإرهاب»(4).
إنّ من أوكد واجبات «المثقف المصلح» قول الحق في وجه ممتهني السياسة الذين تقودهم أهدافهم الحزبية واكراهات السياسة وهذا «ليس مثالية مفرطة في التفاؤل: إنّه تأمّل دقيق في الخيارات المتاحة واختيار البدل الصالح، ومن ثمّ تمثيله بذكاء أينما يمكن إعطاء النتيجة الفضلى وإحداث التغيير الصائب» (5)
والمثقف المصلح ليس بالضرورة في موقف عدائي دائم مع السلطة والأحزاب السياسية لكنّه لا يسمح لنفسه أن يقتات من موائدهم ويجب أن يبقى في حالة يقظة فكرية دائمة تجاه مناوراتهم.
القيم الانسانيّة قبل الايديولوجيا
يعتمد «المثقف المصلح» في اتّخاذ مواقفه وفي الصدع بها الالتزام بمعيار واحد للسلوك البشري والقيم الانسانية العليا وهو ما يتطلب تجاوز «اليقينيّات» و«الشعارات» التي يمليها عليه انتماءه الايديولوجي أو الديني أوالقومي أو الوطني أو العرقي. فإذا كان المثقف، على سبيل المثال انطلاقا من التزامه بمبدإ حرية البشر، يدين بشدّة العمل العدوانّي الذي تقوم به دولة أجنبيّة تجاه أخرى انتهاكا لحريّتها، فإنه مطالب اتخاذ نفس الموقف وبنفس الحدّة تجاه حكومة بلاده إن هي انتهكت حرّية الآخرين. لهذا نراه يدافع عن معارضيه كما يدافع عن مؤيديه إذا ما انتهكت كرامتهم أو سلبوا حرّيتهم.  
المثقف والإيديولوجيا
لأنّ من السّذاجة تصوّر مثقّف من دون خلفيّة ايديولوجيّة معيّنة، فإنّ «المثقف المصلح» الملتزم بمعيار القيم الانسانيّة العليا هو الذي لا يكون عبدا لايديولوجيّته بل يقف مناضلا ضدّ الاستقطاب الايديولوجي ويرفض أن يكون أداة لتكريس الانقسام والتناحر في المجتمع.  
«المثقف المصلح» لا يحكمه التعصب الايديولوجي بل يمتاز بالمرونة تجاه مخالفيه ويؤمن بأسلوب النقاش والحوار كسلاح سلمي لفض النزاعات. يقبل النقد والاعتراض، ولا يفرض آراءه تعسّفيا على الآخرين. إنّه يؤمن بأنّ سفينة «الإصلاح الثقافي» قادرة على حمل الجميع وأن الفضاء يحتضن الكل والمحكّ الأساسي لنجاح أي طرف هو مدى خدمته للمجتمع وتقديم الحلول لمشاغله عبر الإبداع وليس الاتباع وعبر التعاون والتكامل وليس التنافر والتقاتل. أما العمل على القضاء على التنوع فإنّه يقود إلى النمط الواحد، الذي يتسبّب في «موت الثقافة والسّياسة» ومن ثم «موت الدّولة».
الانتماء للأمة
لأنّ الإصلاح الثقافي المنشود ليس مقاطعة لثقافة الأمّة وهويتها ولأن «تجديد الثقافة، أية ثقافة، لا يمكن أن يتمّ إلا من داخلها: بإعادة بنائها وممارسة الحداثة في معطياتها وتاريخها، والتماس وجوه من الفهم والتأويل لمسارها تسمح بربط الحاضر بالماضي في اتجاه المستقبل» (6)  فإنّ من ميزات «المثقف المصلح» اعتزازه بهويّته وانتمائه لهذه الأمّة وهو من خلال هذا الاعتزاز يعمل جاهدا على إحياء وإبراز الجوانب المضيئة في تراث أمته وتفكيك جوانبه المظلمة لتتحرر الثقافة منها وتتجاوز مخلفاتها.
إنّ من مهام «المثقف المصلح» النظر والتمحيص في تراث الأمّة ليميّز كما ذكرنا من قبل بين ما هو «تراث فاعل» و«تراث خامل» و«تراث قاتل» ويقوم بتعبئة وتنشيط العناصر الثقافية المرتبطة بالجوانب المضيئة  للهويّة والتي جمّدت قسرا أو نتيجة فهم تقليدي تجاوزته الأحداث، سواء كانت هذه العناصر روحية أو فكرية أو مادّية، ومن ثمّ إعادة صياغتها صياغة تتماشى وروح العصر.
يرفض المثقف المصلح تجديد الثقافة من الخارج عبر توريد عناصر جديدة لأنّ ذلك يؤدّي حتما إلى الثنائيّة والانشطار في الثقافة. يقول المرحوم الدكتور محمد عابد الجابري في هذا المجال: «إنّ الثّنائية والانشطار اللذين يشكلان نقطة الضعف الخطيرة في واقعنا الثقافي الرّاهن التي منها يمارس الاختراق تأثيره التّخريبي- إنّما يعكسان وضعية ثقافة لم تتم بعد إعادة بنائها، ثقافة يتزامن فيها القديم والجديد، والأصيل والوافد، في غير ما تفاعل ولا اندماج. وهذا راجع إلى أنّ التجديد في ثقافتنا كان يراد له، منذ أزيد من قرن، أن يتمّ من «الخارج»: بنشر الفكر الحديث على سطحها»(7).
ولعلّ ما قام به الجابري في كتابه «المثقفون في الحضارة العربية» خير حافز للمثقف المصلح حتّى يشعر بامتداد تواجده في تاريخ هذه الأمّة. فالجابري عمل من خلال هذا الكتاب على استنباط صورة المثقف من التراث العربي محاولا تأصيل مفهوم «المثقف» باللغة العربية، بإحالته إلى بيئته الأصلية التراثية العربية التي يمكن من خلالها الوقوف على أهم ملامح هذا المفهوم وتعيناته في التراث العربي الإسلامي ويعود الفضل للجابري في أنه قدم لنا تصورا واضحا للمفكر الملتزم في الحضارة العربية الإسلامية وذكر لنا نماذج إسلاميّة عديدة للمثقف الحر الملتزم الذي يقول كلمة الحق ويشتغل في صفّ  الجماهير متحدّيا في مناسبات عديدة ترهيب السلطة السياسية القائمة آنذاك.
هذه بعض الصفات والمعايير المطلوب توفّرها في الفرد ومن دونها لا يمكن أن نطلق صفة «المثقف المصلح» على أي كان مهما كانت درجة العلم والفكر التي يمتلكها . فهو في غير هذه الحالة إمّا أن يكون مجرّد مخزن للمعلومات أو يكون في ممارسته عاملا معرقلا للإصلاح الثّقافي المنشود. 
فهل يوجد بين ظهرانينا في عالمنا العربي «مثقفون مصلحون»؟ الإجابة ستكون بحول الله في العدد القادم.
الهوامش
(1) أنطونيوغرامشي، كراسات السجن، ترجمة عادل غنيم، دارالمستقبل العربي، 1994، ص 24، 25
(2) للتعبير عن «النخبة الثقافية» استخدم المفكرون عددا من المصطلحات فاستعمل الرّوس والماركسيّون مصطلح «الأنتلجنسيا» (يشار إلى أن الروائي الروسي المغمور بوبوريكين Boborykin كان من أوائل مستخدمي كلمة “الأنتلجنسيا” عام 1860 وقد استخدمت هذه الكلمة لاحقا لوصف النُّخب الثقافية الروسية الجديدة الصاعدة)، واستخدم نيتشه مصطلح «المفكر النقدي» وغرامشي مصطلح «المفكر العضوي»، وادوارد سعيد مصطلح «المفكر الرسولي» صاحب الرسالة. ومن بين المصطلحات نجد: «المثقف الملتزم»، و«المثقف النقدي»، و«المثقف الرّيادي»، و«المثقف الطلائعي»، و«المثقف الناقد»،و«المثقف الوطني»،... الخ
(3) الجابري - المثقفون في الحضارة العربية الاسلامية - مركز دراسات الوحدة العربية - ص24.
(4) يحيى العريضي، نعوم تشومسكي مفكر يهودي يحمل الحقيقة في وجه القوة، السالب والموجب، الأربعاء، 26 أوت 2014:
http://salebmujeb.com/home/2014/8/438.html
(5)  ادوارد سعيد - صور المثقّف - ترجمة غسّان غصن -النهار للنشر، بيروت، 1996، ص 105، 106
(6) الجابري -العولمة والهوية الثقافية :عشر أطروحات
www.aljabriabed.net/n06_01jab_awlama.html