متابعات

بقلم
فيصل العش
منتدى الفارابي يحيي يوم الأرض ويعلن عن مشروعه الفكري الثقافي

في جوّ من الحماس والحوار البناء وبرغم الحضـــور المحتشم في قاعة نزل سيفاكس بمدينة صفاقس، نظّم منتدى الفارابي للدراسات والبدائل ندوة صحافيّـــة ولقاء مـــــع مكونــــات المجتمع المدنــي من جمعيات وأحزاب سياسية متواجدة بجهة صفاقس، أَحْيَى فيها الذكري 37 ليوم الأرض وقدّم للحاضرين مشروعه الثقافي والفكري وذلك يوم 31 مارس الفارط بدعم من المندوبية الجهوية للثقافة بصفاقس.

وتميّز اللقاء بنقطتين إحداهما سلبية وأخرى إيجابية. فأما السلبية فتمثّلت في غياب وسائل الإعلام الوطنية (تلفزات وإذاعات وصحف) وممثليها الجهويين بالرغم من الاتصال بها جميعا ودعوتها للحضور لتغطية الحدث ومحاورة أعضاء المنتدى، ولم يسجّل سوى حضور قناتي الزيتونة والقلم وممثل عن إذاعة صفاقس. بالإضافة إلى غياب الأحزاب السياسية عن اللقاء حيث لم يحضر سوى أحزب النهضة والمؤتمر والإصلاح والتنمية. أمّا النقطة الإيجابية فتمثّلت في مضمون اللقاء وعمق دلالات مختلف المداخلات. فبعد استقبال الحاضرين وافتتاح اللقاء من طرف رئيس المنتدى ”الدكتور سالم العيادي“ ثم كلمة المندوبة الجهوية للثقافة، انطلق برنامج اللقاء بتقديم للمشروع الثقافي والفكري للمنتدى من طرف عضو الهيئة المديرة ”زهير المدنيني“ الذي تحدّث في مداخلته عن المبادئ العامّة التي تأسس عليها المنتدى والأهداف التي يرنو إلى تحقيقها وأهم عناصر بيانه الـتأسيسي مبرزا أن مرجعيته الفكرية الحضارية  هي العربية الاسلامية لكنّ افقه إنساني  وهو منخرط في المشروع الوطني الثوري بما هو مشروع إصلاح جذري للفكر والدّولة والمجتمع. كما عرّج في مداخلته على المكونات الهيكلية للمنتدى ثم استعرض ”المدنيني“ أهم الأنشطة والندوات التي نظمها المنتدى خلال السنة المنقضية مبيّنا مدى تفتحه على المدارس الفكرية والسياسية المختلفة وختم عرضه بتقديم فكرة عن المحاور الرئيسيّة لنشاط ”الفارابي“ خلال السنة الجديدة. ثم أحيلت الكلمة إلى ممثلي مجلتي ”كلمات“ و”الإصلاح“ ثم فُتِحَ الحوار مع الحاضرين لطرح أسئلتهم واختتم بمداخلات للسادة الأستاذ الدكتور منير التريكي والسيد فرج بالحاج عمر عضوي الهيئة العلمية للمنتدى والسيد عبد المنعم إدريس الرئيس الشرفي تضمنت إجابة عن تساؤلات الحاضرين التي تمحورت خصوصا حول الخط الفكري للمنتدى ومدى استقلاليته عن الأحزاب الفاعلة في الساحة السياسية الوطنية .

وقد وُزّعَ على الحاضرين كتيّب من إعداد المنتدى عنوانه ” هويّة مبدعة في مدى الحريّة والكرامة“ تضمّن البيان التأسيسي باللغة العربيّة مع ملخصات له باللغات الالمانية والانجليزية والفرنسية بالإضافة إلى بيان في الأنشطة المنجزة خلال السنة المنقضية ومحاور الاهتمام في المشروع الدراسي للمنتدى (2012-2013).

وبمناسبة الذكرى 37 ليوم الأرض أصدر منتدى الفارابي للدراسات والبدائل بيانا جاء فيه : ”نحيي اليومَ ذكرى يوم الأرض بكلّ ما تختزنه من معاني العزّة والكرامة والانتصار للحق، وبكلّ ما يقتضيه إحياءُ هذه الذّكرى من تعزيز الوعي بعدالة القضيّة الفلسطينيّة ونبل الأشكال المختلفة للنّضال والمقاومة لأجل استرداد الحقوق ونصرة المستضعفين ضدّ قوى الاستكبار وعلى رأسها الحركة الصّهيونيّة. وبهذه المناسبة الجليلة يؤكّد المنتدى على أنّ:

◄تزييفَ التّاريخ وقلب الأوضاع الجيوسياسيّــــة أثّـــر/ ويؤثّـــر على القضيّة الفلسطينيّة لا بوصفهـــا قضيّــــة قـــوم أو ملّة فحسب، وإنّما بوصفها أيضًا قضيّة الإنسانية الحرّة المنتصرة لكرامة الإنسان. وبناءً عليه يدين منتدى الفارابي التّطبيعَ السّياسيَّ مع الكيان الصّهيونيّ، وينبّه إلى خطورة الاختراق الصّهيونيّ لمراكــز البحث في الحضارة والتّاريخ وعلم الأديان المقارن وعلم الآثار وغيرهـــا من المراكز المهتمّة بذاكرة الإنسانيّة وتجاربها الرّوحيّة الكبرى.

◄ بناءَ الوعي المناضل واستحثاث الهمم لمقاومة الظّلم يتطلّب التزامًا فكريًّا وثقافيًّا لا ينبغي للنّخب التنصّلُ منه مهما كانت المبرّرات والدّواعي. كما أنّ هذا البناء مشروطٌ بالإبداع الثّقافيّ والفنّيّ في أبعاده المختلفة وتعبيراته المتنوّعة. وبناءً عليه يندّد المنتدى بكلّ أشكال التّطبيع الثّقافيّ مع الكيان الصّهيونيّ، ويدعو النّخبَ الفكريّة والثّقافيّة والفنّيّة إلى العمل على خلق المناخ القيَميّ والرّمزيّ الباعث على تجاوز حالة الاستلاب الحضــــاريّ والدّافـــع إلى التّحرّر من الانحطاط والاستعمار والاستبداد.

◄الانخراطَ في منظومة الحقوق الكونيّة فكرًا وممارسةً لا يستقيم دون إعادة النّظر جذريًّا في أسس الشّرعيّة الدّوليّة الّتي كشفت عبر نصوصها وآليّاتها عن الانحياز المطلق لجرائم الكيان الصّهيونيّ الّذي أصبح يتمتّع بحقّ فوق حقوق الإنسان، بل وضدّها. وبناءً عليه يدعو منتدى الفارابي الجمعيّات والمنظّمات النّاشطة في المجال الحقوقيّ إلى اعتبار الحقّ الفلسطينيّ المحــــور الأساســـيّ للنّضــــال لا من منظور القوميّة والدّين فقط، وإنّما من منظور المواطنة العالميّة والدّستور الكونيّ أيضًا“