مصطفى التومي
المرحلة الإنتقالية في تونس : متى و إلى أين تنتهي ؟ : العدد 44 - 2013/11/29
لقد مرت الآن سنتان عن انتخابات المجلس التأسيسي في تونس و أصبحنا على مشارف الذكرى الثالثة لثورة الكرامة و الحرية . هذه الذكرى التي كان العديد ينتظر بفارغ الصبر استقبالها وقد انجز الدستور وأجريت الانتخابات التي تؤكّد نهاية ما سميت بالمرحلة الإنتقالية. لكن وللأسف نجد أنفسنا كمواطنين ومواطنات مقيمين داخل الوطن وخارجه في حيرة من أمرنا والعديد من الأسئلة تشغل أذهاننا وتؤرقنا، نسوق البعض منها: ما هي الأسباب الحقيقية لتأخر المسار التأسيسي ومن هم المسؤولون عنه ؟ و هل هناك نيّة مبيّتة لإفشال هذا المسار حتى تعجز القوى الثوريّة على التحوّل إلى مرحلة ما بعد الدستور باستصدار القوانين التي من شأنها حماية مكتسبات الثورة من ناحية وتفعيل منظومة المحاسبة والمصالحة من ناحية أخرى؟ ثم هل هناك خطة انقلابية فعلية حيكت ولا زالت تحاك لإرباك المؤسسات الشرعيّة ثم الإطاحة بها ومن يكون يا ترى وراءها؟ وهل أن الحوار الوطني سيعطي دفعا إيجابيا للمسار الإنتقالي ويكون صمّامة ضد الثورة المضادة والإنقلاب على الشرعية أم سيكون فقط مطيّة لمن خسر الإنتخابات وللتجمعيين للعودة من نافذة ما سميت بالشرعية التوافقية بعد ما أخرجهم الشعب من باب الشرعية الانتخابية من خلال صناديق الاقتراع في انتخابات نزيهة لم نر مثلها في تونس منذ الاستقلال؟ هل المستهدف في تونس هو المشروع التحرّري برمّته أم أن الغاية هي ضرب التيار الإسلامي وإعادة إقصائه واستئصاله بخطة تعتمد شيطنته من خلال تأجيج نار التطرف والإرهاب واتهام الإسلاميين المشاركين في الحكم بالضلوع فيه؟
اقرأ المزيد
المهاجرون التونسيون في إيطاليا العلاقة التاريخية بين تونس و إيطاليا: من قرطاج إلى مزارا دال فالو : العدد 20 - 2012/12/28
لا يمكن لأي إنسان أن يتحدث عن تاريخ البحر الأبيض المتوسط وعن العلاقة التاريخية بين تونس وإيطاليا دون الوقوف بمرحلة الحروب البونيقيــــة التي قامـت بين روما وقرطاج والتي انتهت كما يعلم الجميع بانهيار الدولة الفينيقية وتدميرها واحتلال الرومان لشمال افريقيا في القرن الثالث قبل الميلاد وبقاءهم فيها إلى زمن الفتوحات الإسلامية الخالدة. ولهذه الوقفة الأولى أهمية قصوى حيث أنها تبين وتؤكد القيمة الإستراتجية لكلا البلدين (الإشراف على مضيق صقلية) و يفسر التحالفات السياسية القائمة حاليا. وقد تواصل الصراع بعد الفتح الإسلامي لتونس لينتقل إلى صقلية في القرن الثامن للميلاد حين تمكن القائد المظفر أسد بن الفرات من دخولها. وبقي المسلمون في هذه الجزيرة ثلاثة قرون عاشت فيها الجزيرة أروع حقبة من التطور الثقافي و الحضاري.
اقرأ المزيد