حسين السنوسي
نهايات الجولة الأولى : 126 - 2018/01/04
1. أحاول أن أتذكّر الأيّام والأسابيع الأولى من الرّبيع العربي فيبدو لي أنّ دهرا طويلا مرّ عليها. أبحث في ذاكرتي فأرى -أوّل ما أرى- حاجز الخوف قد سقط وألسنة النّاس قد تحرّرت. أرى الشاعر العربيّ جدّا تميم البرغوثي يقول: «سئمت بلاد المسلمين طغاتها *** فجدوا بلادا للطغاة سواها» ثمّ بالعامّيّة المصريّة: « ياصبح طلّعت روحنا لجل تيجي ياخيّ».
اقرأ المزيد
قراءة غير موضوعيّة في مجلّة «الإصلاح» (4) : 78 - 2015/03/20
(4) حول التّربية ودورها في الإصلاح 1.تساءلنا في العدد الفارط عن علاقة التعّليم بفشل التّنمية ونجيب هنا بالقول إنّ التّعليم ليس مسؤولا عن حالة اللاتنمية بقدر ما هو جزء منها. هناك حلقة مفرغة تربط بين تعليم آداؤه دون المستوى بكثير وبين بيئة اقتصاديّة يرسم ملامحها قطاع عام تنخره المحسوبيّة والزّبونيّة وتغيب فيه العقلانيّة الإقتصاديّة وقطاع خاص يتميّز بـ «قصور آدائه وضعف قدرته على خلق فرص عمل». لذلك فإنّنا نتّفق إلى حدّ كبيرمع مصباح الشّيباني حين يعتبر أنّه من الخطإ «تحميل التّعليم مسؤوليّة بطالة الشّباب المتعلّم مع إغفال ما للسّياسات الإقتصاديّة والإجتماعيّة التّشغيليّة من تأثير فاعل في إنتاج وإعادة إنتاج وتأزيم هذه المعضلة التّربويّة والإجتماعيّة»(1) . 2. المطلوب إذن كسر هذه الحلقة المفرغة وكما قلنا أعلاه إنّ الإصلاح يحتاج إلى تنمية تحتاج بدورها إلى إصلاح فإنّنا نؤكّد هنا على أن الإصلاح والتّنمية يتطلّبان تعليما ناجعا وتربية تمدّ المجتمع بقيم إيجابيّة ولكنّ التّعليم والتّربية يحتاجان لآداء دورهما إلى سياسات عامّة وسلوكات فرديّة وإلى غير ذلك من «العناصر الإقتصاديّة والسّياسيّة والإجتماعيّة والثّقافيّة والرّمزيّة الدّافعة للمعرفة»(
اقرأ المزيد
قراءة غير موضوعيّة في مجلّة الإصلاح (2) حول ثنائيّة الإصلاح والتنمية : 77 - 2015/03/06
1. للبناء أداة وحيدة هي العمل وللعمل شرط أساسيّ هو العلم وللعلم أثر أساسيّ في حياة النّاس هو التكنولوجيا التي هي تعريفا مجموع تطبيقات العلم أو العلم مطبّقا والتكنولوجيا هي ما يفصل جذريّا بين نوعين من البلدان : تلك التّي تنتجها ونسمّيها البلدان المتطوّرة وتلك التّي تكتفي باستهلاكها ولم يعد أحد يجرؤ على تسميتها بالبلدان المتخلّفة وبين التّخلف والتّطوّر طريق شاقّة هي التّنمية.
اقرأ المزيد
قراءة غير موضوعيّة في مجلّة الإصلاح (2) : 76 - 2015/02/20
1. ينطلق الفكر و العمل الإصلاحيّان من سؤال بسيط هو «لماذا نحن متأخّرون ؟». إذا أردنا التّفصيــل قلنا إنّ أسئلة الإصلاح هي سؤال التّشخيص عن هذا المرض العضال الذي نسمّيه تأخّرا وسؤال الأعراض عن علاماته وسؤال الأسباب عن أسبابه العميقة وسؤال العـــلاج عن كيفيّة الخروج منـه وسؤال الهويّــــة عمّن هؤلاء المتأخـّــــرون ؟ (من نحن ؟ ) وأخيرا سؤال الآخر عن هذا الحاضر الغائب الذي يدفعنا كلّما سألنا «لماذا تأخّرنا ؟» إلى أن نضيف «وتقدّم غيرنا ؟» 2.هناك ألف جواب على سؤال الهويّة فمن قائل «تونسيّون منذ ثلاث آلاف سنة» إلى قائل «مسلمون وكفى» إلى مؤكّد على أنّنا بربر أوّلا وأخيرا مثل كلّ سكّان المغرب الكبيرإلى مدّع أنّنا جميعا قرطاجيّون إلى مدافع عن انتمائنا إلى أمّة عربيّة واحدة إلى غير هؤلاء من دعاة الهويّة المتوسّطيــة أو الإفريقية أو الكونية.
اقرأ المزيد
قراءة غير موضوعيّة في مجلّة الإصلاح مقدمة في القارئ والمقروء وظروف القراءة : 75 - 2015/02/06
1. يقول المثل العربي ربّ أخ لك لم تلده أمّك ونقول قياسا ربّ مجلّة لم تساهم في تأسيسها ولا شاركت في تسييرها ولا تعرف الذين يكتبون فيها إلّا بأسمائهم ومع ذلك تحسّ أنّها كتبت من أجلك وأنّك لا تختلف معها إلّا بقدر اختلافك مع نفسك. 2. منذ أربعين سنة كتب أستاذنا الدّكتور «عصمت سيف الدّولة» رحمه الله يقول إنّ العدد الأوّل من مجلّة «الشّورى» وصله على رأس حمار ولعلّه نسي أن يضيف أن ذلك كان فضلا للحمار يشكر عليه. ألا يستحقّ حمار يقطع المسافة بين طرابلس الغرب وقاهرة المعزّ كي يوصل الأمانة إلى صاحبها أن نشيد بصبره ونغفر له بطأ حركته؟ 3. تذكّرت هذه الحكاية وأنا ألاحظ أنّ العدد الأوّل من «الإصلاح» وصلني يا طويل العمر قبل تاريخ صدوره بيوم كامل. أرسله إليّ «صاحب الفكرة» مشكورا على رأس حمار الكتروني قطع البحر المتوسّط في أقلّ من لمح البصر. 4. كان العدد الأوّل متواضعا في عدد صفحاته ولكنّ طموح المجلّة لم يكن خافيا فهناك عنوان المجلّة وهناك شعار المجلّة -السّلام عليك يا نبيّ الله يا شعيب- وهناك حديث عن الإنسان-الخليفة وهناك استدعاء لزعماء الإصلاح وهناك أخيرا قضايا عولجت من منظور نحبّ أن نصفه بأنّه إسلامي أوّلا وبأنّه عقلاني لا تشنّج فيه ثانيا.
اقرأ المزيد