نقاط على الحروف

بقلم
لسعد الماجري
الشبكات الاجتماعبة: أساليب الهيمنة واستراتيجيات الدفاع
 منذ سنوات نعيش على صدى اقتحام الشبكات الاجتماعية حياتنا البسيطة فهذا الفايسبوك الذي أضحى بدون منازع حجرة من حجرات البيت ومن وراءه يقف اليوتوب وتويتر ومن خلفهم «فياديو» و«لنكداين» و«واين» و«زوربيا» الخ الخ ... والقائمة طويلة تتصارع على خطب ودّنا، اٍنّها تتفنّن في استهوائنا ونشر ما لذّ وطاب من الأخبار والنّشريات السّياسية والاقتصاديّة والعلميّة والفنيّة وحتى الجنسية الاٍباحيّة الخ....
ما المقصود بشبكات التواصل الإجتماعية على الإنترنت؟
يعرفها البعض بأنها: «تركيبة إجتماعية إلكترونية تتم صناعتها من أفراد أو جماعات أو مؤسسات، وتتم تسمية الجزء التكويني الأساسي (مثل الفرد الواحد) باسم العقدة (Nœud)، بحيث يتمّ إيصال هذه العقد بأنواع مختلفة من العلاقات كتشجيع فريق معين أو الانتماء لشركة ما أو حمل جنسيّة لبلد ما في هذا العالم. وقد تصل هذه العلاقات لدرجات أكثر عمقا كطبيعة الوضع الإجتماعي أو المعتقدات أو الطبقة التي ينتمي إليها الشخص».
ويعرفها البعض الآخر على أنها : «مواقع فعّالة جدا في تسهيل الحياة الاجتماعية بين مجموعة من المعارف والأصدقاء، كما تمكّن الأصدقاء القدامى من الاتّصال بعضهم البعض وبعد طول سنوات، وتمكّنهم أيضا من التواصل المرئي والصّوتي وتبادل الصور وغيرها من الإمكانات التي توطد العلاقة الاجتماعية بينهم» مثل ما يحصل مثلا في منظومة سكايب (SKYPE) أو فايبر (VIBER).
هذه الشبكات  تساهم اليوم بشكل كبير في نحت الشخصية : شخصية إنسان العصر وتقتحم حياته وحياة أسرته وأصدقائه فالكل له اٍمّا حاسوب يتمكن منه من الولوج اٍلى الشبكة أو محمول أو خلوي يتمكن من خلاله من المكوث طويلا في أحابيل الشبكة السحرية العنكبوتية . اٍنّها بالفعل كذلك ولا نجاوز الصواب ولا نبالغ حين نقول أنّ نسبة جدّ كبيرة من الناس اليوم شبابا وكهولا وأطفالا أيضا يقضون نسبة كبيرة من وقتهم في الإبحار على الشبكات الاجتماعية ولعلّ أوفرها نصيبا اليوم هو «الفايسبوك».
وأصبحنا لا نقدر الاستغناء عن إلقاء نظرة على صفحتنا في الفايس بوك أو غيره فهو يفتحنا على عالم متحرك اجتماعي خيالي «فرتيالي...» محمّلا صورا وصوتا وفيديو وبرمجيات جدّ متطوّرة وينتظر أن تتطوّر أكثر فأكثر !!!! .
ولكن ماذا بعد ذلك ؟ ألا نتساءل نحن السذّج البسّط عن ما ينتظرنا نحن العرب والمسلمين عموما من اقتحام بيوتنا وأنفسنا وأسرارنا وأحاسيسنا وماذا فجّر فينا هذا من أشياء لم نتعوّدها من قبل ؟؟؟
فالرجل كالمرأة مستهدف في هذه العمليّة المريبة والصّغير قبل الكبير مستهدف أيضا بهذه الشبكـــات الاجتماعيـــة، فهذه الشبكات لا تصرف المليارات شغفا بالمعرفة العلمية  أو أملا في إقامة قرية كونية عالمية ضمن أهداف العولمة. فالسّاذج هو وحده من يمكنه أن يؤمن بهذا فلا يمكـــن أن تصرف كل هذه المبالغ الخيالية لتقدّم لنا خدمات مجّانية. اٍذ سرعان ما تتحوّل استراتيجيــا «البلّوشي» (stratégie de la gratuité) اٍلى استحواذ مطلق على الحريف بعد عمليّة طويلة النّفس لترويضه وجعل الخدمة التي تعوّد عليها من قبل كالمخدّر الذي لا يمكنه الاستغناء عنه. هؤلاء يصرفون المليارات ليحصدوا البليارات فزمن الكرم الطائي لحاتم ولّى وانتهى بدون رجعة ومنطق الخسارة والربح أي المنطق الاقتصادي الصّرف هو السائد اليوم. نلاحظ مثلا كيف أن الفايس بوك مثلا ابتدأ أولا الانتشار بين الناس في العالم على أنه شبكة اجتماعية مجانية وذلك ارتبط في البداية باستعماله على الحاسوب فقط ولم يكن ممكنا الولوج والاستخدام على غير الحاسوب وهذا بطبيعة الحال كان حدّا له لأن العدد مهما ارتفع من المبحرين يظل قليلا بالمقارنة اليوم مع انتشاره منذ أن أصبح استخدامه ممكنا عن طريق الهواتف الجوالة وبعد ظهور تكنولوجيا   WIFI ونسق أندرويد (Système Android) واللّذان  مكّناه من مضاعفة انتشاره مرّات ومرّات على مستوى عدد المبحرين وكذلك على مستوى المدة الزمنية المستهلكة في الإبحار وذلك لأن الإبحار بالهاتف الجوال أسهل وأبسط ولأن الهاتف الجوال لا يفارقنا فنستخدمه أينما كنا حتى في المقهى والمتجر والسيارة والمعهد ...الخ ومنذ ذلك الحين أصبح الإبحار على الفايس بوك غير مجاني ويخضع لتكاليف تدفع اٍليه عن طريق الوسطاء من «تينيزيانا» و«اورونج» و«تيليكوم» في تونس مثلا وغيرها عبر العالم كثير مما زاد في الأرباح المهولة التي تتحصل عليها شركة الفايس بوك. علاوة على استخدامه في الاٍشهار لسلع وماركات عالمية وما يدرّه ذلك عليه من أرباح. 
ولقد استطلعت وأنا المتخصّص في ميدان الإعلامية منذ زمن أن أبحاثا تقام في أمريكا والغرب لتلمس طبائع الأمم والناس (Caractérisation et Identification de Profils Utilisateurs) ومحاولة فهم انتظاراتهم (Analyse des  Besoins en vue de la fidélisation) من أجل استباق تحركاتهم وتغيراتهم ومن أجل فهم أفكارهم ومواقفهم (Classification du discours) وذلك من اجل التسويق لهم ومحاولة التأثير على سلوكياتهم من بعد ذلك. لا شك في أن الأهداف الاقتصادية تحكم معظم الأنشطة في هذه الشبكات الاجتماعية أي أهداف التكثير الربحي والتقليل ألتكاليفي ولكن تقبع وراء هذه الأهداف الاقتصادية المشروعة أهداف أخرى عميقة وعلى المدى البعيد يرمي هؤلاء الإستراتيجيون تحقيقها. هذه الأهداف جلّها سياسي يستثمر هذا الكمّ الهائل من المبحرين من أجل نشر قبول ثقافة أخرى مختلفة تهدّد الخصوصية الثقافية للشعوب وممعنة في نشر تقاليد جديدة وطرق عيش وتعامل مختلفة عن العادات ونظم العيش(Modes de Vie)  والتمشّي الفكري والثقافي. فالمرأة والرجل مرشحان للتغير تباعا ضمن استراتيجيات تمزّق النسيج الاجتماعي التقليدي ويصبح للرجل صديقات وعشيقات أيضا على النات وكذلك يصبح للمرأة أصدقاء رجال تسرّ لهم بأسرارها وعشّاق تتفنن في إغوائهم بصورها التي تنشرها من حين لآخر بالضغط على زرّ «برتاجي». هذا من الناحية الأخلاقية التقليدية المرشحة للتأزم وإنتاج المشاكل. ولكن لن تقف التبعات عند المشاكل الأخلاقية وإنما سوف تتعداها حتما إلى التأثيرات القيمية التي تمسّ بجوهر القيم والأحكام والمعايير(Système de valeurs) . سوف تتغير نظرتنا إلى الكثير من الأشياء التي كنا نعتبرها مسلّمات أو بديهيات (Postulats et Axiomes) وسوف يشكّك فيها فيما بعد الجيل الآتي إن لم نسرع في إعادة صياغتها صياغة جديدة  (Restructuration) تتماشى مع متطلبات العصر وإلا دفنت قيمنا في مزبلة التاريخ فلا نلومنّ إلا أنفسنا فيما بعد ذلك. اٍنّ من بين النتائج الأخرى الواضحة والجلية على المستوى السلبي والتي لاحظناها قد استشرت أخيرا في شبكاتنا للتواصل الاجتماعي هي انتشار المشؤومة  (INTOX) بدل المعلومة  (INFO) وما ينتج عن ذلك من انخرام في نظم نشر المعلومات واتّهام الأبرياء وتبييض المجرمين الحقيقيين ونشر معلومات كاذبة من أجل التحريض على الفوضى أو العصيان أو الانقلاب على أنظمة غير متعاونة أو محاولة تأزيم وضع أو الدعاية الكاذبة لأنشطة إنسانية وهمية من  أجل شهرة أشخاص غير مغمورين أو جلب مدافعين عن قيم مغلوطة كالمثلية وغيرها أو تفجير المذهبية والتعصّب ومن بعد ذلك نشر الإرهاب.  كل هذا موجود بالفعل في واقعنا الجديد والمعقّد ولكن يجب الإعداد الاستراتيجي لمواجهة هكذا تحدّيات. نرى اليوم كيف وقع استخدام «الفايس بوك» استخداما ذكيّا في ثورات الربيع العربي من أجل استثمارها فيما بعد لمصلحتهم فوقعت في مرحلة أولى عملية الوقوف إلى جانب هذه الثورات ثم في مرحلة ثانية محاولة التحريض على الحكومات الانتقالية ثم في مرحلة ثالثة إسقاطها وتمرير أفكار ومواقف ترفض الثورة بعد فشل اٍنجازاتها. وكان الهدف الأساسي اٍشاعة الفوضى ضمن نظريات ما سمّي بالفوضى الخلاقة وهي تنبني أساسا على إسقاط حكومات رسمية طال حكمها وأصبحت لا تفي بالغرض ولا تتأقلم مع نظام العولمة الجديد الذي يطمح اٍلى سيطرة أكبر ولكن ضمن منظومات ديمقراطية شكلا ولكن استبدادية مضمونا. وبهذا تضمن القوى الكبرى العالمية مزيدا من السطوة عبر تقطيع البلدان وتقسيمها واٍثارة الاستقطاب الديني والعرقي فيها من أجل اٍلهائها وتخليد تبعيتها(Pérennisation de sa dépendance envers les états industrialisés)  وسرقة ثرواتها  فيما بعد. 
ولعلّ الأهم في نتائج الأبحاث الأكاديمية حول الشبكات الاجتماعية المشهورة أنّها تستخلص جملة من النتائج العلمية التي يقع استثمارها فيما بعد من كثير من الهيئات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وتقف وراءها لوبيّات كبيرة تقبع وراء قوة المال والنفوذ في عالمنا الغريب. هذه اللوبيات تحاول فهمنا من أجل تسخيرنا فيما بعد لخدمة مآربها الخفية وهي بذلك تضع اليد علينا فكرا وممارسة، فيا ويلنا نحن السذّج مما ينتظرنا.
السؤال الأساسي الذي يمكن طرحه الآن هو ما مدى تأثير موقع الفيس بوك على الشباب من الناحية الأخلاقية ومن ناحية الثقافة والقيم؟
أما من الناحية الأخلاقية:
* قبول طلبات الصداقة من الجنسين.
* استقبال منشورات تحتوي على صور ومقاطع غير لائقة.
* خلق فراغ بين العالم الافتراضي والعالم الحقيقي.
* الدخول في مواقع محظورة.
أما من ناحية الثقافة والقيم:
* فيقلّل من التواصل مع الأهل والأصدقاء.
* تدنّي المستوى الدراسي.
* تغيّر الثقافات والاهتمامات لدى مستخدميه.
* إعطاء البيانات الشخصية للغير.
* تكوين علاقات وهمية وصداقات خيالية مع الجنس الآخر.
ما هي الآن التوصيات التي تسهم في زيادة فاعلية استخدام الشبكات الاجتماعية والفيس بوك الاستخدام الأمثل وبشكل إيجابي؟
في ضوء هذه الملاحظات السابقة نشير هنا اٍلى مجموعة من التوصيات التي قد تسهم في زيادة فاعلية استخدام الشبكات الاجتماعية الاستخدام الأمثل وبشكل إيجابي والحد من تأثيراتها السلبية، وهي:
* توعية الشباب بالجانب السلبي لاستخدام هذه الوسائل الاتصالية مع التركيز على الجانب الايجابي عن طريق وسائل الإعلام المختلفة المسموع منها والمقروء. نشر الوعي لدى الشباب بضرورة الاستفادة من وسائل الاتصال بشكل إيجابي.
* تنمية الإحساس بالوطن والانتماء لحضارة عظيمة؛ حتى يكون المتلقّي ذا مناعة قوية أمام كل ما من شأنه أن يجرده من انتمائه وأصوله، أو يخدش في عقيدته ودينه.
* ملاحظة الدّور الذي أصبحت تلعبه بعض وسائل التواصل الاجتماعي وتأثير بعضها السلبي الواضح على أفراد المجتمع وخاصة فئة الشباب، مع ضرورة التعريف بها ومعرفة إيجابياتها وسلبياتها وتوجيهها بما يخدم المجتمع ويعين على نشر ثقافته، لا تركها دون حسيب أو رقيب.
* توعية الأسرة بأهمية التربية الثقافية للأبناء ؛ حتى يصان من كل انحراف، أو زيغ.أي تفعيل دور الأسرة في الرقابة على الأبناء في حالات امتلاك الهواتف النقالة خاصة طلاب المدارس، وتوجيههم الوجهة الصحيحة أثناء استهلاك واستقبال ما تنتجه هذه الوسائل.
* البحث عن الوجه المشرق في هذه الوسائل من حيث الاستخدام؛ أي: نوظفها فيما يعود على الشخص والأمة بالنفع في جميع الجوانب، فقد أثبت علماء التَّربية مثلاً من الناحية التربوية أن بعض  هذه الوسائل تؤدي إلى رفْع قدرة الطفل على القراءة والكتابة، والتعبير الشفوي، والقدرة على الاستماع والتركيز، وتعلم الثقافة العامة، والعلوم واللغات الأجنبية، والتربية الفنية والرياضيات، كما أنها تقوي المقدرة على حل المشكلات التي تواجهه، وتساعده على التوافق الاجتماعي، وتطوير هواياته ومواهبه، واستغلال وقت فراغه.
* أن يكون الشخص ذا حسّ نقدي، يميز بين الصالح والطالح؛ حتى يفحص الأفكار التي يتلقّاها ويمحّصها، ولا يكون عبدًا لها ، دون تمييز، بل يجب عليه أن يتمعّن، ويتدبّر، ويحسّ؛ حتى يأخذ ما هو أهل للأخذ، ويطرح ما هو أهل للنفور والاشمئزاز.
* تفعيل لغة الحوار والتفاهم بين الأجيال قد يقلل بشكل كبير من تأثير المحيط الخارجي عليهم.
* إيجاد نوع من التوافق داخل الأسرة يكون كل أفراد الأسرة على بيّنة بها، ما يجعله يلتزم بها.
* عدم منح الثقة بشكل مطلق للشاب أو الفتاة وبالذات في المرحلة العمرية المراهقة والتي قد يستخدمها البعض منهم بشكل سلبي بل لا بد من وضع حدود، فلا ضرر ولا ضرار.
* التقنين وتنظيم الوقت، وحسن توزيعه دون أن يغلب الوقت الذي يخصص لاستهلاك ما تطرحه هذه الوسائل على حساب الواجبات والالتزامات الأخرى.
* إيجاد برنامج اجتماعي عام لشغل وقت الفراغ بالنسبة للشباب لا سيما في فترات الإجازات الصيفية وغيرها، مثل إقامة برامج نوادٍ ينظمّ إليها الشباب لقضاء وقت الفراغ إضافة إلى القيام بما يفيدهم ويفيد المجتمع.
* توجيه الشباب إلى ضرورة الالتزام والتقيد بقوانين الاتصالات فيما يخص استخدام الهاتف النقال أو استخدام الإنترنت للدخول للمواقع المحظورة وإرشادهم حول قوانين الاتصالات حتى يكونوا على بينه ومعرفة للعواقب التي قد تعرّضهم للمساءلة القانونية.
* على المربين أن يكونوا على اطلاع كامل بما تحويه هواتف أبنائهم من رسائل وصور وأرقام؛ ليطلعوا على ما فيها بين الفينة والأخرى؛ نُصحًا لهم، ورحمة بهم، وليكونوا على علم برمز السر لأجهزتهم؛ لأن خلف هذه الأقفال في أحيان كثيرة ما لا يخطُر على البال من الإسفاف والابتذال.
* توجيه طاقاتنا، وبذل جهدنا في تسخير هذه التقنية لخدمة أهداف مجتمعاتنا كي ينقلب السحر على الساحر.
* التحذير من إرسال الصور والمقاطع التي فيها ابتذال أو خلاعة ومجون، أو تتضمن كشفًا للعورات، أو هتْكًا لأستار العفيفات الغافلات، أو تندّرًا ببعض الناس، فإن في استقبال الصور ومقاطع الفضائح والعورات وتناقلها ونشرها - إشاعة للفاحشة بين الناس والله - تعالى - يقول: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ النور: 19 
* لوم وفسخ من أرسل لنا ما لا يليق، ونبيّن له الصواب؛ حتى لا يستمرّ في خطئه، وقد يكون غافلاً يحتاج إلى تذكير.
* المراعاة عند الإرسال حال المرسل إليه، فقد تصلح بعض الرسائل لشخص دون آخر، والتأكد من صحة الرقم؛ حتى لا تقع الرسالة في يد غير من أرسلت إليه، فيترتب على ذلك حرج أو إساءة ظن قد تتطور إلى ما لا تحمد عقباه.
* التثبّت من الأخبار والأحكام قبل الإرسال، وكم من خبر تداوله الناس، فأمسى شائعة لا حقيقة لها، وكم من قصة موضوعة لا أصل لها، أو بدعة! ولربّما تداولت الأيدي هذه الرسالة، وانتشرت في الشبكة، فتحمّل الفرد جزءًا من تبعاتها؛ بسبب تسرّعه واندفاعه.
* إحاطة الرسائل بسياج من التعليمات المهمة؛ منها: مراعاة الأدب، فينبغي ألا تتضمن تجريحًا لشعب أو قبيلة أو شخص، وألا تحويَ كلمات بذيئة، أو رسومات قبيحة، أو صورًا فاضحة، وينبغي أن تكون ذات معنى أو هدف.
* مراعاة الأمانة في استخدام مثل هذه البرامج، فلا نسجّل صوت المتّصل إلا بإذنه، ولا نلتقط صورة أحد إلا بإذنه، فمن فعل شيئًا من ذلك فقد خان الأمانة، والله لا يهدي كيد الخائنين.
* مراعاة الوقت المناسب عند التواصل، مجتنبين الأوقات المبكّرة وآخر الليل؛ لأنها أوقات الراحة.
إن شبابنا ينزلق دون أي حصن وأي صمّام أمان مباشرة في معانقة شبكات يتعامل داخل حضنها دون أن يفهم ما ينتظره فيما بعد من دسّ للسّم في الدّسم ومن توجيه ومراقبة وتخدير وإيهام وتدقيق ومحاصرة رقمية فذة لا يستهان بأخطارها على مجتمعاتنا من أجل فتحها كسوق أو كسرها اجتماعيا وبثّ الفرقة بين أهل الوطن الواحد في الوقت الذي تقتضيه المصلحة فنقسم طوائف إن أمكن ويقع تحريك النّعرات القبلية والمذهبية والإقليمية والحيوانية الشهوانية فينا من أجل ضربنا.
ويقع في كثير من الأحيان تهميشنا بحيث نصبح كالرعاع أو نحن أظل !!!
والأهم من هذا كله أن تاريخ تواصلاتنا الاجتماعية يقع تخزينها في الشبكة ولا نعرف أين تخزن ومعها كل المعطيات التي تخصّنا وتخصّ مقالاتنا وأسرارنا وعلاقاتنا وكلام قلناه في وقت معيّن تحت ظروف وحيثيات معيّنة الخ الخ. 
إن الشّبكات الاجتماعية هي عبارة عن اٍله جديد يعلم أسرارنا كلّها ولكن اٍلاهنا عادل ولكن هذا الإله الرقمي يبغضنا ويضمر غير ما يظهر فحاذروا بني وطني وكونوا يقظى الهمم قبل فوات الأوان.
-------
أستاذ جامعي في الاٍعلامية الصناعية وتواصل الاٍنسان والآلة
mejrilassad@yahoo.fr