حديقة الشعراء

بقلم
مختار البرني
الانهيار
 خــــــــــــيـرا
وبعد كل هذه الــــقمم
وحوارات الصم والبكم
سقطــــــــت الأقـــنعة   
ومُرِّغَتْ الهِـــــــــمَم 
أُجْهِضَتْ القرارات 
َوُورِيــتْ الــثرى   
اِفْـــتــــرَق 
الأُخــوة الأعــداء
بعد أن استفحــــل الداء
صـــــاروا شيــــــعا
عــــــادوا قبائــــــل
تائهة في الصـــحـراء 
    ***
أخــــــــــــيرا
وبعد طول انتــظار 
داهمهم الإعــــصار
دنّـــس
بحارهم والأنهـــار
وشّح صــدورهم 
بالهزيــــمة 
 والخزي والعــار 
وعدهم بالديمقراطـية
جلب لــهم الحرية 
على طـــــــبق
يقال له اِستعمار
سحب من تحتهم الـــبساط
جلدهم بالـــــــــسيــاط 
فما العجــــــب يا تـرى
أليسوا أحيــــــاء أمواتا
شعارهم التنديد 
سلاحهم العياط
    ***
وأخيرا  
وقبل الختام
وبعد
أن أسدل الستار
وتاهوا وسط الزحام 
ووقّعوا 
على وثيقة الاستسلام
اغتيلت البندقية 
ذبل غصن الزيتون المسكين 
انتحر القلم الحزين 
لم يبقَ
لهم الخيار
إلا الكلام... ربما الكلام.