حديقة الشعراء

بقلم
البحري العرفاوي
عصفورة قدسية

 عصفورة 

حطّت على قلبي الجريح النازف
بدماء شعبي الرازح
تحت السياط، والحديد
ويد المستكبر
بلعاب صبيان القرى المحرومة
بدموع طفل
يرقب صدقات ابن المترف
في ليلة سوداء فوق هضبة
جبل اليتامى الأحمر
،،،،
ناحت نواح الشارد
ناحت نواح ابن الفقير الجائع
ناحت نواح العامل في معمل
الفولاذ
والاسمنت والفسفاط 
قطع الساعد
ناحت نواح العاطل فوق الرصيف
يسأل سيجارة
يجري وراء سائح متبختر
،،،
غرّدي ياقبّره
غرّدي  فوق القصور الشامخة
صفّري يا بومة الشوم علينا
صفّري فوق الخيام الشاردة
فالأرض دنّسها الطّغاة
لم تعد ... لولا الصلاة...
تهبط يوما بها عصفورة
،،،
عصفورة
قدسية
للشّرق ... لا
للغرب... لا
حطّت على 
غصن الفؤاد الأخضر
غنت نداء الشعب في لحن
السماء
غنت نداء الرّب
في لحن القلوب النابضة
لحن الشعوب الرافضة
لحن السلاسل صلصلت
بين أقدام السجين الثائر
،،،
يا شوق شعبي الشارد
يا دمعة الطفل البرئ الصامد
يا رعشة الشيخ المسنّ
القابع
في كوخه المنهار دون مورد
يا حرقة اليتم ويا
قر الشتاء البارد
يا زفرة جيل الشّباب العاطل
يا عرق العمّال بالأيدي الرخيصة
يا عثرة الفلاّح في الأرض
العويصة
سكّة المحراث أدمتها الصخور
سواعد الفتيان كلّت
بين صلصال وبور
سقطت بين الفؤوس والمكؤوس
بين طلاب العشور
،،،
ناقلات رزق شعبي 
شرقي
أو غرّبي
يكفي الهشيم الأصفر
بذروة ريح صرصر
كي يشبع
شعب بنى أهرام فرعون وبات
يذكر
زمن العبيد
زمن السّيوف والرّماح
صخرة الظلم على
صدر بلال بن رباح
،،،
غرّدي يل قبّرة
صفّري يا بومة الشوم علينا
صفّري فوق خيام اللاجئين
صفّري
فالقدس دنّسها الغزاة
ردّدي:
تبّت يدا من صفّق
من بارك للخائن بيع البلاد وافق
تبت يدا من نافق
من صافح كفّ العدوّ الأقذر
تبت يدا المستسلم
تبّت يدا المتآمر
تبت يدا من طارد من أرضنا 
عصفورة
-------
-  شاعر تونسي
من ديوان «النزيف»