حتى لا ننسى

بقلم
التحرير الإصلاح
الحرب على غزة (2008-2009)
  ما يحدث هذه الأيام بغزّة ليس جديدا ...إنه حلقة أخرى من الإرهاب الصهيوني الأعمى بمباركة دوليّة ودعم مادّي ومعنوي من بعض الدول العربية ... محاولة صهيونيّة جديدة لقتل المزيد من الفلسطينيين والقضاء على شوكة المقاومة الباسلة... فمنذ خمس سنوات حصلت عمليّة «الرصاص المصبوب» كما سمّاها الصهاينة  أو «معركة الفرقان» كما أطلقت عليها المقاومة الفلسطينية، وهي عملية عسكرية ممتدة شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة في فلسطين من يوم 27 ديسمبر 2008 إلى 18 جانفي 2009. وقد جاءت هذه العمليّة بعد انتهاء تهدئة دامت ستة أشهر بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من جهة وإسرائيل من جهة أخرى برعاية مصرية في جويلية 2008 غير أن الجانب الصهيوني قام بخرق التهدئة بصفة فاضحة حيث قام الجيش الصهيوني بتنفيذ 162 خرق للتهدئة منها اعتقال 1586 مواطنا فلسطينيّا وقتل 50 آخرين، وكان أشدّها وأشهرها الغارة العسكرية التي نفذها الطيران الصهيوني بتاريخ 4 نوفمبر 2008 أدت إلى مقتل ستة أعضاء من مسلحي حماس مما جعل حماس وفصائل المقاومة الأخرى تردّ باطلاق الصواريخ على المستوطنات خاصّة مع مواصلة الكيان الصهيوني تعنّته ورفضه لرفع الحصار الذي يفرضه على القطاع.
استهدفت العملية العسكرية الصهيونية كل المقرّات الأمنية في قطاع غزة والمقار التابعة لحركة حماس وأدى القصف إلى استشهاد أكثر من مائة رجل أمن فلسطيني كما استهدفت العديد من الأهداف المدنية كالجامعات والمساجد والمستشفيات ومقرات الانروا وكانت الحصيلة ما لا يقل عن 1200 شهيد توزعوا كالتالي: 437 طفل أعمارهم أقل من 16 عاماً، و 110 من النساء، و 123 من كبار السن، و 14 من الطواقم الطبية، و 4 صحفيين.
في اليوم الثامن من العدوان بدأت القوات البرية بالتقدم داخل غزة في اجتياح بري عسكري شاركت فيه البوارج والدبابات والمدفعية الطيران العسكري عمليات إغراق القطاع بالصواريخ والقذائف، ارتكب خلالها الجيش الإسرائيلي مجازر بشعة إحداها في مسجد إبراهيم المقادمة أوقعت 16 قتيلا بينهم 4 أطفال و60 جريحاً، واستخدم الصهاينة في عدوانهم على غزة أسلحة محرمة دولياً من بينها الأسلحة الفسفورية.
وقد ردت المقاومة الفلسطينية على المجازر بقصف المستوطنات بعشرات الصواريخ محلية الصنع.
وها هي غزّة تعيش هجوما اسرائيليّا جديدا لكنّها بقيت صامدة وأظهرت المقاومة خلاله تطورا نوعيّا في ردع العدو ...فهل هي بداية انقلاب الموازين؟؟؟؟