حتى لا ننسى

بقلم
التحرير الإصلاح
مرور عام على مجزرة رابعة
 تمرّ هذه الأيام الذكرى الأولى للمجازر التي ارتكبها الإنقلابيون في مصر بزعامة عبدالفتاح السّيسي في حقّ المعتصمين المصريين من الرّجال والنّساء والشّباب والأطفال الذين اعترضوا على الانقلاب على الشّرعيّة من قبل الجّيش المصري وبعض القوى السّياسيّة المؤيّدة له. 
بدأت جرائم السّيسي بمجزرة «الحرس الجمهوري» التي راح ضحيّتها 76 شهيدًا مصريّا من بينهم  5 أطفال و 8 نساء، و435 جريحًا. والتي وضعت حدّا لإعتصام دام خمسة أيّام لآلاف من أنصار الشرعيّة الذين زحفوا نحو مبنى دار الحرس الجمهوري بمدينة نصر للمطالبة بالإفراج عن الرئيس الذي تمّ احتجازه داخل النادي، وعودته للحكم. ففي فجر اليوم الخامس وبالتّحديد يوم 8 جويلية / يوليو فُوجئ المتظاهرون وهم يؤدّون صلاة الفجر بهجوم من قبل قوات الأمن وقوات الحرس الجمهوري استعمل فيه لعدّة ساعات الغاز المسيل للدموع والرّصاص الحيّ.
وأبى قادة إنقلاب 3 جويلية / يوليو إلاّ أن يكشفوا عن وجوههم الوحشيّة الدّمويّة، فلم يكتفوا بما إرتكبوه من مجازر وجرائم ضدّ الإنسانيّة في شهر رمضان المبارك وقتل للسّاجدين والنّساء والأطفال في «الحرس الجمهوري»، فإرتكبوا في اليوم 14 من جويلية 2013 مذابح جديدة توازي جرائم الحرب، خاضوا فيها في دماء أبناء وبنات مصر إلى الأذقان، فقاموا بفضّ إعتصامي «رابعة العدويّة» و«ميدان النهضة» السلمييّن واستخدموا الجيش والشّرطة كما لو كانوا في معركة حربيّة ضدّ عدو خارجي، فقتلوا ما يزيد على ألفي مواطن مصري وأصابوا أكثر من عشرة آلاف آخرين أُستهدفوا برصاص القنّاصة في رؤوسهم وصدورهم العارية دون أن يملكوا الرّد عليهم حتّى بالحجارة.
كما وصلت وحشية السّيسي وزبانيته إلى حدّ إحراق خيام المعتصمين وقت احتماء الأطفال والنساء بداخلها من تأثير الغاز ممّا أدّى إلى إصابات بحروق بشعة بينهم، كما قام القنّاصة لساعات عدّة باستهداف الصّحفيين والمصوّريين والمراسلين ممّا تسبب في مقتل عدد منهم، ومنعوا سيّارات الإسعاف من نقل المصابين لإنقاذ حياتهم إلى المستشفيات المجاورة بعدما عجز المستشفى الميداني عن إستيعاب هذا العدد المهول من المصابين.
وبالرّغم من الإدانة القويّة لهذه الجرائم والتنديد بها إلاّ أنّ «السّيسي» لاقى الدّعم والمساندة من بعض الدّول العربية ومن قوى الاستكبار العالمي والكيان الصهيوني وبان بالكاشف أن هؤلاء لا يرحبّون بأي نظام ديمقراطي بالمنطقة العربيّة يكرّس قرار الشّعب واختياراته لما في ذلك من مخاطر جمّة عليهم وعلى عروشهم وبالتالي فهم يباركون أي عمل يقود إلى إفشال ثورات الرّبيع العربي حتّى ولو مرّ ذلك عبر قتل الأبرياء وسفك دمائهم.