حتى لا ننسى

بقلم
التحرير الإصلاح
محمد حسين أبو خضير شهيد الفجر
  مع بزوغ فجر الأربعاء الثاني من جويليّة 2014 ، تناول الفتى المقدسي محمد حسين أبو خضير (16 عاما) سحوره، ثم استأذن والديه للصّلاة وغادر قاصدا مسجد «شعفاط» القريب، لكن أيادي المستوطنين كانت أقرب من عتبات المسجد حيث تعرض للخطف من قبل خمسة منهم مباشرة بعد خروجه من المنزل. وبعد أن غادر الخاطفون الحيّ توجهوا إلى القدس الغربية، وقاموا بقتله بدم بارد قرب قرية «دير ياسين» وأحرقوا جثته فيما تؤكّد بعض التقارير أنه أجبر على شرب البنزين وتمّ حرقه حيّا وكان ذلك سبب استشهاده.
وقع انتشار خبر اختطاف وقتل الفتى الفلسطيني كالنار في الهشيم مشعلا غضبا امتد على شكل مواجهات بين الشباب الفلسطيني وقوات الاحتلال اعتمد فيها الشّباب على الحجارة ، سلاح الانتفاضة الأولى، والقاء الزّجاجات الحارقة فيما استعمل الصّهاينة الرّصاص الحيّ والمطّاطي ممّا تسبب في نقل العشرات من الفلسطينيين الى المستشفيات من بينهم ثلاثة بالرّصاص الحي و35 آخرون بالرّصاص المطّاطي بمن فيهم 6 صحافيين.
جريمة بشعة جديدة في حقّ الفلسطينيين تضاف إلى سجّل الكيان الصّهيوني وهي مؤشر خطير على تكثيف اعتداءات المستوطنين الإرهابيّة  بتشجيع ضمني من قبل الأجهزة الأمنية الصّهيونية وصمت عالمي وعربي عرّته البيانات المحتشمة الصادرة من هنا وهناك والتي تكيل الكيل بمكيالين. فحين تم اختطاف الصهاينة الثلاثة أصدر الصليب الأحمر الدولي في اليوم الموالي بيانا وزّع بكل لغات الأرض وعلى كافة وسائل الاعلام وصف فيه هؤلاء الثلاثة بأنهم فتية وأطفال واستنكر فيه الحادث وطالب باطلاق سراحهم في حين كان بيان الصليب الأحمر بمناسبة حادثة قتل الفتى الفلسطيني محمد حسين أبو خضير خجولا مثله مثل بيانات الولايات المتحدة الأمريكية ومجلس الأمن وبريطانيا وفرنسا والأمم المتحدة التي لا لم ترتق الى مستوى الجريمة البشعة التي نفّذها الصهاينة بما يفضح الوقوف مع المحتل الصّهيوني والتّستر على جرائمه البشعة!
الانتفاضة الفلسطينية الأولى أو انتفاضة الحجارة، بدأت يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 1987، وكان ذلك في «جباليا»، في قطاع غزة. ثمّ انتقلت إلى كل مدن وقرى ومخيّمات فلسطين. ويعود سبب الشرارة الأولى للانتفاضة إلى قيام سائق شاحنة صهيوني قُتلَ ولده طعنا بالسكين على يد فلسطينيين في غزّة قبل يومين، في عملية انتقامية، بدهس مجموعة من العمّال الفلسطينيّين مما أودى بحياة أربعة أشخاص وجرح آخرين. وخلال جنازة الضّحايا اندلع احتجاج عفويّ تحوّل إلى مواجهات مع الجنود الصّهاينة وهو ما شكّل أول شرارة للانتفاضة. فهل سيكون قتل الفتى محمّد حسين أبو خضير انتقاما لقتل الإسرائليين الثلاثة شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثالثة؟؟؟