حديقة الشعراء

بقلم
د.ناجي حجلاوي
ساعة المساء
 يا ساعة المساء 
هل رأيتِ نجمة تسير في سمائي
تبحث عن مسافة الألوان 
في نوافذ الأفعال والأسماءِ
من راحة الأكوان ترتوي
وتمتطي جواد حزنها 
وتعلن بكونها 
تحب جارة ثنت على بزوغها 
بليلة شتوية وعانقت بصوتها 
نخيْلة نمت 
بحقل ثورة وكانت الحقول تشتكي
لثمرة شهيّة
تنام فوق جمرة
وتحتسي الأيام كاحتساء 
خمرة تعتّقت 
بكأس 
ينيخ قربها الزمان ركبه 
وينتشي بكأسها ويطرب
ففي موائد الحروف تستوي الأضداد 
تستوي المياه والجفاف
تستوي الحياة 
والحتوف
وتكبر الأحزان في الأعياد
يا ساعة المساء 
هل سمعت
عطرها ينادي
صوته كأنّه 
انتظار من يحب
أو كلحن ألف حاد 
لا تكتموا الأسرار كالحروف
ساعة انتصابها
فإنّها منابت الأسرار 
في الفؤاد ما ضرّها لو أينعت وردا 
على جار سقى
أشجارها من خمرة الأحقاد
لمن يجود هذا الشّعر حين يكتوي بالعالم المسحور 
وحين يستوي معانقا لغيمة الحياة والعطور 
أجيبي يا سويعة المساء 
قبل أن تغيبي فالريّح بالمرصاد 
تشرب الطّريق حين تلتوي 
وحين تستوي 
تعبّ من دوائر الحياة
ثمّ تستفيق.