حتى لا ننسى

بقلم
التحرير الإصلاح
ذكرى النكسة - جوان 1967
 حرب الأيام السّتة أو كما يسمّيها العرب «النّكسة» هي حرب حدثت سنة 1967 بين الكيان الصّهيوني وكل من مصر وسوريا والأردن وبمساعدة لوجستيّة من بعض الدّول العربيّة الأخرى، انتهت في ستّة أيام بانتصار العدوّ واستيلائه الكامل على ما تبقى من التّراب الفلسطيني بالإضافة إلى سيناء ومرتفعات الجولان. 
اندلعت الحرب، التي تعتبر ثالث حرب ضمن الصّراع العربي الإسرائيلي، في 5 جوان 1967 بهجوم صهيوني على مطارات ومهابط الطّائرات المصريّة، تمّ خلاله تدمير سلاح الجوّ المصري بأكمله على أرض الواقع بحيث عطلت القدرة على استعمال 420 طائرة مقاتلة كان يتألف منها الأسطول الجوّي المصري. 
كان هذا الهجوم الذي أربك أكبر الجيوش العربيّة المشاركة في القتال وأفضلها تسليحًا، النقطة الفاصلة بين فترة ثلاثة أسابيع من التّوتر المتزايد والحرب الشّاملة بين الكيان الصّهيوني وكل من مصر، والأردن، وسوريا. اعتمدت استراتيجيّة الجيش الصّهيوني بشكل أساسي على تفوّق سلاح الجوّ، ولذلك أخذت الطّائرات تقصف وتمشّط المطارات العسكريّة المصريّة. ثم استثمرت تحرّك الوحدات العربيّة في عمليّة إعادة التّنظيم الخاصّة بالقيادة العربيّة المشتركة وشنّت هجوماً بالدّروع باستخدام أسلوب الحرب الخاطفة على الضّفة الغربيّة التي كانت تابعة للأردن وعلى مرتفعات الجولان السّورية وقطاع غزة الذي كان تابعاً لمصر ولسيناء كل على انفراد حيث استعملت الأسلحة المحرّمة دولياً كالنّابالم وقذائف البازوكا. ففي نهاية اليوم الثالث للحرب استكملت القوات الصّهيونية احتلال شبه جزيرة سيناء حتّى قناة السويس واحتلال الضّفة الغربيّة وفي اليوم السادس والأخير احتلّ جيش الدّفاع الإسرائيلي قطاعا واسعا من هضبة الجولان.
أدّت هذه الحرب إلى مقتل بين 15 و 25 ألفا من العرب مقابل 800 صهيوني وتدمير 400 طائرة مصرية وقتل 100 طيار مقابل خسارة الجيش الصهيوني لـ 19 طائرة فقط ، وتدمير 80 % من العتاد الحربي للدّول العربيّة مقابل  5 % من عتاد العدوّ، كما كان من نتائجها صدور قرار مجلس الأمن رقم 242 وتهجير معظم سكّان مدن قناة السويس وقرابة  100 ألف من أهالي الجولان وعشرات الآلاف من الفلسطينيين بعد تدمير قراهم بالكامل، والسّيطرة الكلّية على الضّفة الغربيّة بما فيها القدس الشرقيّة والتّحكم في مقدّساتها الإسلاميّة كالمسجد الأقصى وقبّة الصّخرة ثم فتح باب الاستيطان فيها من خلال بناء المستوطنات والعمل على تنفيذ سياسة تهويد للقدس وطرد للسّكان العرب وهدم للمنازل والأحياء العربيّة، ومصادرة للأراضي حتى بلغ مجموع ما صادرته من تلك الأرض ما يقارب نصف المساحة التي كانت عليها القدس الشرقيّة في الرابع من جوان 1967.