الإفتتاحيّة

بقلم
فيصل العش
افتتاحية العدد 53
 بهذا العدد من «الإصلاح» نكون قد أغلقنا سنتين ودخلنا السنة الثالثة من عمر المجلّة، وبهذه المناسبة لا يسعنا إلا أن نشكر كل الذين قدّموا لنا التشجيع وساهموا معنا في تأثيث الأعداد السابقة (52 عددا ) كما نتقدّم بجزيل الشكر إلى كل قرائنا الأعزاء الذين يزيد عددهم يوما بعد يوم وهو ما يزيدنا حماسا وإصرارا للمضي قدما في الطريق الذي رسمناه لهذه الدورية عددها الأول . فكل عام وقراء المجلّة وكتّابها بخير.
لقد ذكرنا منذ البداية أن مجلّة «الإصلاح» هي محاولة إلكترونية للتأسيس لدوريات فكرية سياسيّة ذات منحى إصلاحي .. نريد من خلالها المشاركة في بلورة فكرة وسطيّة  تتفاعل مع محيطها وتقترح عليه الحلول لمختلف مشاكله الفكرية والسياسية والاجتماعية. وهو ما سعينا إليه طيلة سنتين كاملتين بمساعدة ثلّة من الأصدقاء والأخوة الذين حملوا نفس الطموح فلبّوا النداء وساهموا كلّ في ميدانه في تأثيث أركان المجلّة. لا يمكن أن ندّعي النجاح في مسعانا لكنّنا واثقون أننّا سنصل ذات يوم ونحقق الهدف الذي وضعناه نصب أعيننا.  
لم تكن «الإصلاح» في يوم من الأيام لسان حزب أو مجموعة إيديولوجية بعينها بالرغم من أن مؤسسها ومديرها قيادي في حزب سياسي، بل كانت طيلة السنتين الماضيتين حاضنة للأفكـار والرؤى  التي تناضـــل من أجل بناء دولة فلسفتها خدمة المواطــن، ومجتمع يبنى علــى التعــاون والتــآزر والعيــش المشتــرك في كنف الحريّـة والمســاواة. فلقد أردناها منبرا للتحليل واقتراح البديل من دون تشنّج إيديولوجي ولا تعصّب لفئــة دون أخرى وهو خطّ لن نحيد عنه وسنحافظ عليه وندعّمه مادامت «الإصلاح» تصدر.
تساءل عدد كبير من القراء لماذا لا تتحوّل المجلّة إلى ورقية وتغادر العالم الإفتراضي؟. فمن السّهل قراءة مجلّة ورقية على تصفّح أخرى إلكترونية وهذا صحيح إلى حدّ ما ، لكنّنا نرى، نظرا لما يشهده عالم التكنولوجيات من تطور منقطع النظير وما يوفره هذا العالم من امكانيات و تسهيلات لا يوفرها العالم «الورقي»، أن المستقبل سيكون حتما للدوريّات الإلكترونيّة. ومن يجد اليوم صعوبة ما في قراءة مقالات المجلّة الإلكترونية نتيجة عدم تأقلمه مع عالم التكنولوجيا الحديثة أو رفضه اللاشعوري لما هو بديل عن الموجود، سيغيّر موقفه حتما في القريب العاجل لأن الأدوات المتوفرة من حواسيب محمولة و«أي باد» و شبكات تواصل إجتماعي وواب وبرمجيات متطورة سهلة الإستعمال، ستمكّنه من ولوج العالم الإفتراضي بسهولة إذا ما توفرت لديه الإرادة. 
ولأننا نراهن على الشباب الماسك بتلابيب التكنولوجيا والكهول الذين يؤمنون بأن الأميّ ليس من لا يعرف القراءة والكتابة بل الأميّ هو من لا يعرف كيف يستخدم الحاسوب ويستفيد من جميع الامكانيات التي توفرها التكنولوجيا الحديثة، لأننا نراهن على هؤلاء وهؤلاء فإننا سنواصل تحقيق حلمنا «الالكتروني» وسنعمل على تدعيمه.
نعاهد قراءنا على مزيد بذل الجهد من أجل توفير المضمون الجيّد والمفيد وندعو كل من يطمح إلى المساهمة في تنفيذ مشروع يؤدّي إلى الإصلاح ويؤمن بقيم المواطنة والحرية والعدالة، أن يساندنا بالقراءة أو بالكتابة، آملين أن نواصل معا ما بدأه المصلحون، دون تقديس لهم أو اجتـرار لأفكارهم من أجل تحقيق أحلامهم وأحلامنا وأحلام هذه الأمّة في التنمية الشاملة والازدهار حتّى تحتلّ الموقع الذي يليق بها بين الأمم.
نتمنى لقراء مجلّة الإصلاح نزهة ممتعة بين مقالات العدد الثالث والخمسين الذي يصدر في ثوب جديد وننتظر تفاعلهم ونقدهم حتّى نواصل تحقيق ما رسمناه من أهداف.