ثلاثة أسئلة إلى النخبة (5)

بقلم
ثلاثة أسئلة إلى النخبة (5)
 1
قراءتكم لما حدث في تونس 
بين 17 ديسمبر 2010 و 14 جانفي 2011؟
 
ما حدث هو انتفاضة شعب ضاق ذرعا بالاستبداد والتحقير والتجويع والإقصاء والتحقير وصرخ عاليا مناديا بالحرية والكرامة واسترداد سيادته
2
هل ترون أن النخبة التونسية قد نجحت 
في فهم مستحقات المرحلة وحققت بعضا منها؟ 
وهل نجحت في وضع البلاد 
على السكّة الصحيحة للإنتقال الديمقراطي؟
يعاني الشعب من بعض نخبه التي بدورها همشت وحوصرت وسجنت وعذبت وأفقرت ونفيت وأخمد صوتها، فمنها من رضي بالذّل وسكت عن الحق وأنساق في تيار مثقفي البلاط وأصبح من المرتزقة وتحوّل إلى شيطان أخرص، ومنهم من تجرا على السلطان ونطق بالحق فدفع الثمن غاليا.
يجب أن تسترجع النخبة دورها في التوجيه والتأثير والتأطير والبحث بعمق في أهم القضايا والتفكير في إيجاد الحلول والمساهمـة في صنع القـــرار. يجب أن تنخرط النخبة اليـــــوم في عملية البنــــاء وليس الهدم، وفي عملية التجديد وليس الجمود الفكري.
يجب أن تبدع وأن تفجّر طاقاتها في خدمة الوطن. عليها أن تكون القدوة والنّور الذي يهتدي به الباحث عن الحق.
3
أي مستقبل ينتظر تونس؟ 
وكيف السبيل إلى تجنّب الفشل؟
ينتظرنا مستقبل مشرق بإذن الله بعد التمحيص والغربلة، وبعد الصبر والمصابرة على معاناة الولادة العسيرة لديمقراطية جديدة ببصمة تونسية.
المستقبل يحدده الانخراط الجدي في مختلف منظومات الإصلاح في كل القطاعات وإرجاع قيمة العمل وأن يستتب الأمن والأخلاق التي غابت عن كل الممارسات. المستقبل فـــي وضع جيوسياســـي معقد بين واقع اقتصادي متدهور بيننا وبين شركائنا وعلاقات جوار متوترة، يحتاج إلى الحكمة والبحث عن سبل تحقيق الاكتفاء الذاتي واسترجاع السيادة، والإشعاع الخارجي بهذه التجربة في الحكم الجديرة بالدراسة.
مهم جداً إرساء الشفافية والحوكمة الرشيدة وتقاليد ديمقراطية تشاركية تؤسس لبناء دولة حديثة ومؤسسات قوية قادرة على تحقيق أهداف الثورة وقطع الطريق أمام عودة الاستبداد . الشعب عرف اليوم سبل التغيير وقطع مع الخوف وذاق طعم الشهادة ولن يتردد في الوقوف والتصدي لكل محاولات الارتداد والعودة إلى زمن الذّل والهوان، إلى عهد من الدكتاتورية والإستبداد أتى على الأخضر واليابس في كل ربوع الوطن.