الادب الهادف

بقلم
د.خالد بنات
الحنين الضائع

 ما بين الأتربة و أكوام القمامة

و بين شواهد قبور الشهداء و ضجيج غزة 

ولعبة غبراء ممزقة الأطراف 
تتناقلها الأيادي البريئة الموشومة 
بجروح شظايا البكم و طرش العولمة
وخريف يمتهن إسم الربيع العالق على الترهل
المتراكم على رفوف الضمائر الغبراء 
وشتاء ضائع قبل أن يولد بديلا 
لصيف مختلس من حقارة وشم أيلول  
وأرجل براعم تأرخ  بالشقوق 
وأمل يسور الدرر يعجزها عن إمتشاق الحلم..
حلم أثناء المغيب... يثلج الذاكرة المتعثرة 
منذ أن فرحت طفلة بفستان يعلن عن أنوثتها
تغري طفولتها الأف 16 بالشهادة 
وهي تعتني بظفائر دميتها الميتمة 
تودع الحرمان و الحناء و وشم العرس 
ينتهي  فارس حبها عن العزف على  نغم الحنين،
و رغبته في الزواج منها برفشه رمل..
غبرت بريق عينيها الساحرتين، 
وهزت براءة جسدها الرقيق
و رجفة قلبها الرضيع...وهي تتماسك و...
تخيزر خسرها وتلولب خجلها المصطنع،
معبرة عن النضوج  والحنين للزواج،
تحنو عنقها وتغفو برأسها على كتفها
تقول: «أنا مخطوبة»
لإبن عمي ... و كمان لإبن خالي
يعزف الفارس على نغم الإغراء... فيعلن
الجاهزية  لأعطائها دميتة كعربون محبة
إنه مهر مغر ينال الموافقة في الحال...
توقفي ...أنت لي منذ اللحظة  والدمية  لنا
يتقاسمان  فقر الدمية  ونشوة التسلية بها 
أميمة  تسهر الليل وتقاسم السرير مع المهر
يخطف النوم من برائتهما ويغزوهما الحنين
لحلم  زمان باهت من صندوق الآت  
وفرحة اللعب في بيت العروس قبل الميعاد  
شهداء عشق رسم على حبل الرمال..
وتهريب حب إلى صواب الحقيقة  الغامضة 
لا سدودا أغلقت أمام  فوالك عشقهم 
ولا حتى إن حصل مع الحب عراك 
حنينهما  لم يتعرى على  شئم  الطبائع
ولا  لبس  لثوب خيبة  مقصود...
و لا عشق  بين المضارب ضائع
ينمو العشق و ينمي معه الفضول،
ينمي الجسد وغموض الحنين 
وشقة قلوب غير شاغرة في الإنتظار
تنقجرعيون شتاء المراهقة ... 
وعواصف مغامرات  تقصم الحنين
نصف لا تكفيه حياة إمرأة  واحدة
والنصف الآخر تنتمي إلى جيل 
يعاني أزمة  العمر 
تسرد للمستقبل آهات مؤلمة 
و تروى العروض و تقحل قلوب
والحنين لا يضيع
مع خيوط الفجر يكون الوداع  وقرب اللقاء
و روح طفلة  تحلّق فوق بحر غزة لتستقبل الحبيب
تشجع الفارس من مرافئء الكبرياء الفلسطينية
تستقبل حبيبها تاركة مكحلتها تحاكي المرآة الصابرة
ينفجر صوت المؤذن مع  نسيم البحر
أت على خيط الفجر المصاحب للقاذفات
و يصبح الحنين في غبر الزمان......
يضيع الحنين.....يضيع الحنين