تمتمات

بقلم
رفيق الشاهد
النحل لا يتصادم

 

 
النحل لا يتصادم
 
 
في مزرعة النحل خلايا سكانها من أصل واحد "تونسي" لا تختلف النحلة عن الأخرى إلا بالانتماء لخليتها وكلها ملك للمالك الواحد جمهور المزرعة "شعب تونس". ترى النحول اليوم تتسابق وتتنافس تحت إمرة ملكات الخلايا فتوحد كل ملكة رعاياها وتسدي لهم النصح وتشحذ هممهم للاجتهاد في البناء لأفق أوسع ومجال أرحب لحرية مازال الجميع يستكشف حلاوتها خلف مرارة الأصالة ونكهة الصفاء.
لم نشهد منذ عقود نهضة مثلما نراها في هذا الربيع، ازدهرت فيه خلايا النحل بفضل نشاط النحول وسباقها نحو المراعي فتكتنز أجباحا من العسل شفاء لكل سقيم. وحين يكتمل الحمل يأتي المخاض وتنعم الخلايا بما تم جمعه من خير يغدق على كل من في الدار.
قد يرى من كان دون النحل فهما وإدراكا لفنون التناغم ودقة الحركة فوضى وما يتبعها من خطر الاصطدام. ولكنني أحد شعب هذه المزرعة، أرى العسل يتنامى في الأجباح وأرى اليرقات اكتمل بنيانها وتنتظر حلول الحول لتعمير خلايا جديدة تحت رعاية أشعة شمس جديدة. وكنت أراني منذ مدة أتحسس أنظار دبابير مخفية جاءت من بعيد منجذبة بأصداء الوليمة وتأكد اليوم توجسي واقتفيت آثار دماء زكية لنحول شهم طالته شوكة الغدر.
 
 
رقصة التمني
 
أرفيع المقام تريدني
أميرا بي يُحتذى
أم وضيعا في الخَلْق
وفي الخُلُق مني يُحتمى
أفي أعلى السلم أرسم شالتي
أم في الأسفل بيضاءَ أديرها
أنـَقْرً بأطراف الأنمل أسوي
أم بملء الكف في القعر أدوي
يا معلمي حيرتني بربك قل لي
على أي قدم تريدني أغني
وبأي صوت أرقص رقصة التمني.