في النفس والمجتمع

بقلم
ابراهيم بلكيلاني
الغضب بين المدرسة المعرفية و التصور الاسلامي - أبو حامد الغزالي نموذجا -

 مقدمة

 
يعدّ الغضب من الانفعالات التي حظيت  قديما و تحظى حديثا باهتمام متزايد ، لنتائجها و آثارها على الأفــراد و المجتمعات والأمم . بل لا نغالي عندما نقول بأن  العدوان ومقاومته يتفاعل فيهما الغضب بدرجة كبيرة، فالاعتداء في أحد صوره هو انتقام أو تشفي مفرط على حدث ما، و مقاومته هو صورة للحميّــــة التي هي استجابة  طبيعية  في صورة  غضب يتشكّل وفق حجم وآثار العدوان وإمكانات المُعتدى عليه. ويتجلّى الغضب أيضا في صــــور مــــن الأحــــداث المهمـــة في الحياة: السلم والحرب، الأمن والتسيب، الوحدة والفرقة ، الأنانية والتعاون وغيرها .
وفي هذا البحث سنسعى إلى تقديم مقاربة معرفية مسنودة من التراث النفسي الإسلامي. وهدفه ليس تمجيدا للتراث أو بحث عن مبررات تراثية للثورة المعرفية وتسويقها في المحيط العربي والإسلامي. فهدفنا هو المعرفـــة  بالتنقيب فــــي تراثنا وقراءته على ضوء التطور المعرفي الحديث . 
 
كتاب " احياء عوم الدين "
 
تم اختيارنا لأبي حامد الغزالي لأنه كما يقول العثمان ”مـــن الأوائل اللذين نحوا  لدراسة النفس موضوعيا“(1) . و يعتبره ”الأهواني“ عالما نفسانيا، بل واضعا لأسس علم نفس إسلامي  (2) . ويذهب ”نجاتي“ إلى أن ”الغزالي“  قد ابتكر بعض الأساليب الفعالة في تعديل السلوك الإنساني ويشير إلى  أنه قد سبق بهذه الأساليب علماء النفس والمعالجين النفسانيين والسلوكيين المحدثين (3) أما اختيارنا لمصنّف ”احياء علوم الدين“ للبحث فيه عن مفهوم الغضب وحقيقته وأسبابه وآثـــــاره، فهــــو ينبنـــي على أهمية هذا المصنّف وصاحبه . وقد أحصى ”بدوي“ ما يقارب 26 شرحا ومختصرا  للإحياء (4)، ويعتبر ”الخالدي“ كتاب الإحياء”موسوعة شاملة لكل ما يهم الفرد المسلم في أمور دينه  من حيث العقيدة والعبادة والأخلاق . ويشمل مصالح الفرد والجماعة“ (5). 
يتضمّن الإحياء في مختلف طبعاته خمســـــة أجــــزاء. مع أن متن الكتاب يتكوّن من أربعة أجزاء أساسية وهي : ربع العبادات، ربع العادات، ربع المهلكات وربع المنجيات. وكل ربع يتضمّن مجموعة من الكتب. والربع الثالث هو الذي سيتركّز عليه اهتمامنا، لتضمّنه ”كتاب ذم  الغضب والحقد والحسد“.  ويقرر ”الخالدي“ في مقدمته  للإحياء بأن هدف ”الغزالي“ من مصنّفه هو ”الارتقاء بقارئه من صورة التعليم العادية الجافة إلى مستوى العلم السلوكي الذي يدفع إلى العمل والتطبيق لا مجرد العلم فقط“(6) . 
 
تعريف الغضب
 
يعرّف الغضب لغة بأنه ”بُغض الآخرين وحب الانتقام منهم“(7) 
ويعرّف ”نوفاكو“ الغضب بكونه”حالة انفعالية تتحدد بوجود إثارة فيزيولوجية  وعنصر إدراكي معرفي“ وهو ما أكده أيضا ”لازروس“ (8) 
أما ”تشارلز سبيلبيرجر“ فيعتبر الغضب بأنه ”إحساس أو عاطفة شعورية تختلف حدّها من الاستثارة الخفيفة انتهاء إلى الثورة الحادة“(9)
ويفرّق ”سبيلبيرجر“ بين الغضب كحالة أو سمة :
حالة الغضب : ويعرّفها بأنها حالة عاطفية تتركّب من أحاسيس ذاتية تتضمّن التوتر والانزعاج والإثارة والغيظ  .
سمة الغضب : وتعرف بلغة الكم أي بعدد المرّات التي يشعر فيها المفحوص بحالة الغضب في وقت محدد والشخص مرتفع سمة الغضب يميل إلى الاستجابة لكل المواقف أو غالبيتها بالغضب(10).
وعربيا يعرف ”دسوقي“ الغضب بكونه”استجابة انفعالية تثيرها إهانة أو تهديد أو تدخل في شؤون المرء  وتتميز بتقطيبات وجه معينة ظاهرة، وبردود فعل ملحوظة من جانب الجهاز العصبي المستقل  وبفاعاليات دفاع وهجوم رمزية صريحة أو خفية " (11)
أما أبا حامد الغزالي فيعتبر”قوة الغضب محلّها القلب، ومعناها غليان دم القلب بطلب الانتقام، وإنما تتوجه هذه القوة عند ثورانها إلى دفع المؤذيات قبل وقوعها، وإلى التشفّي والانتقام بعد وقوعها“(12)
فهو قد جمع في تحديده بين تصوير صورة من الحالة البيولوجية  التي يكون عليها الغاضب والغايــــة المطلوبـــــة والسبب المؤدي إلى هذه الحالة، قبل الحالة وبعدهــــا. ويعتبر ”الغزالي“ الغضب من أحد  الآليات التي أودعها الله في الإنسان لتحميه من  الأسباب الخارجية التي يتعرض لها  تهدده بالفســــــاد والهـــــلاك. ويؤكد في تعريفه على بُعد الانتقام  في ماهية الغضـب ويعتبره ”قوت هذه القوة (الغضب) وشهوتها وفيه لذتها، ولا تسكنُ إلا به " (13). 
ويقسّم قوة الغضب إلى ثلاث درجات : 
◄  التفريط : ويؤكد هنا على أن فقد قوة الغضب أو ضعفها مذموم وبأن صاحبها يطلق عليه  بأنه لا حمية له. ويعتبر أن قوة الحمية  هي الغضب . 
◄ الإفراط : هو أن تغلب صفة الغضب حتى تخرج عن سياسة العقل والدين. وتعود أسباب هذه الغلبة إلى أسباب غريزية وأخرى اعتيادية من خلال المخالطة وتوهم الغضب بكونه شجاعة ورجولة .
◄ الاعتدال: المحمود غضب ينتظر إشارة العقل والدين، فينبعث حيث تجـــب الحمية، وينطفئ حيث يُحســن الحلــــم، وحفظـــه على حــــد الاعتـــدال هو الاستقامة والوسطية (14)
 
أسباب الغضب ومثيراته
 
يُصنف ”دافيس“ العوامل والأسباب المباشرة المؤدية إلى الغضب إلى ثلاثة أصناف أساسية : 
◄ الإزعاجات التي يتعرض لها الفرد في حياته اليومية . 
◄ الضرائب التي يدفعها الفرد عن سلوكه ويمكن أن تكون مادية أو نفسية .
◄خرق القواعد  العامة التي تسير عليها المجموعات  أو التحيّز في تطبيق القوانين (15). وبصــــورة مُجملـــــــة يحـــــدّد ”عبدالرحمـــــن“ و”عبدالحميـــد“ أسباب ومثيرات الغضب في ثلاث عوامل أساسية : 
1) الظروف والعوامل الخارجية: وهي البواعث القريبة أو المدركة للغضب مثل العجز عن إشباع الحاجات أو حالات الإحباط والانزعاج والإهانات التي يتعرّض لها الفرد. ويُعدّ تقدير الفرد للضـــرر أوالخســـارة المترتبة عن الحـــدث أهم العوامل المرتبطة بدرجة الغضب .
2) العمليات الإدراكية والمعرفية الداخلية: يرى ”بيك“ بأن”النــــاس ينفعلـــون تبعـــا للمعانـــي التي يسبغونها على الأحداث والتفسيرات الشخصية لأي حدث تؤدي إلى استجابات انفعالية مختلفة للفرد الواحد في المواقف أو الأوقات المختلفة“(16). و”طبيعة الاستجابة الانفعالية للشخص أو اضطرابه الانفعالي تعتمد على ما إذا كان يدرك الأحداث على أنها إضافة إلى - أو نقصان من – أو تهديد أو إعاقة لمجال الملكية أو السيادة أو النفوذ الشخصي، وعليه ينشأ الغضب من إدراك أن هناك هجوما مباشـــر ومقصــــود  يقـــــع فــــي الميدان الخاص بالفرد“(17). ويشير ”باترسون“ إلى ما أشار إليه ”دافيـــس“ سابقــــا إلى أن الغضب ينشـــأ أيضــا ”من خرق القوانيـــن أو القيـــم أو المعاييـــر التي يؤمن بهـــــا الشخص“(18) . 
وتركّز المدرســـــة المعرفيــــة في تفسيرهـــــا لمثيــــرات الغضـــب على عمليتين إدراكيتين :
◄التوقعـــات: وهي الاحتمالات الذاتيـــة التــــي يتوقّعهــــا الفــــرد في الحوادث المستقبلية .
◄التقويمات: وترتبط بتفسير الفرد للأحداث الراهنة والماضية  وحكمه على تقديره على التعامل مع ما يواجهه، إضافة إلى حجم وقدر الخسارة أو الضرر المترتب على الحدث .
3) ردود الفعل السلوكية : إن النتيجة المترتبة عن الغضب لها دور مهم في تحديد شكل التعامل مع هذا السلوك مستقبلا. فإن كانت نتيجة الغضب ايجابية، فسوف يُعزز ذلك ميل الفـــرد لاستخدامـــه في المواقف المماثلة. أما إذا كانت النتائـــج سلبية  فيميل الفــــــرد إلى أحد الخيارات التالية :
(أ) قمع الغضب و كبته  إراديا .
(ب) تحويل الغضب إلى مصدر أقل أو نقل العدوان إلى موضوع آخر . 
(ج) النكوص، أي التحوّل إلى ممارسة سلوك أقلع عنه الفرد مرتبط بمنطقة شبقية . كالعودة إلى التدخين بعد الإقلاع عنه مثلا (19).
 
أما ”الغزالي“ فيعزو الأسباب المهيجة للغضب إلــــى مجموعــــة من الأخلاق ”رديئة مذمومة شرعا“ ويحدّدها في : الزهو، العجبُ، المزاح، الهـزل، الهـزءُ، التعيير، المماراةُ، المضادّةُ، الغدر وشدة الحرص على فضول المال والجـــــاه (20). فهو يحصر الأسبـــــاب أو يركّزها على ما بداخل الإنسان من أخلاق مُكتسبة. وهذا مفهوم  لأن كتاب الإحياء يستهدف التغيير ما بداخل الإنسان من تشوهات معرفية وسلوكية  نتيجة بُعدهم عن علم  طريق الآخرة  الذي يعتبره الغزالي ”قد  أصبح من بين الخلق مطويا وصار نسيا منسيا“. وتتطلب  مواجهته بإعادة فهم العبادات ( أسرارها وسننها ) وإدراك العادات ( أسرار المعاملات )  وفقه المهلكات ( الخُلق المذموم) والإقبال على  المنجيات ( الخُلق المحمود ) . فلم تكن غاية الغزالي التدقيق في العوامل الخارجية أو الموضوعية. بل توجّه إلى تحديد الأسباب المباشرة التي تكون إرادة تغييرها بيد الإنسان وهو الذي يملك مفتاح ولوجها وتعديلها . وقد أفاض الحديث في آثار الغضب وطرق علاجه . ويقرّر بأن للغضب آثار تتوزع  بين :
◄ الآثار الظاهرية / البيولوجية : مثل تغيّر اللون وشدة الرعـــــدة في الأطراف واضطراب الحركة والكــــلام .. ويقرر ”الغزالـــــي“ بأن تغيّر الظاهر ثمرة تغيّر الباطن .
◄ أثره على اللسان : الشتم وفحش الكلام وبقية أشكال العنف اللفظي .
◄ أثره على الأعضاء : بالاعتداء المادي واستخدام العنف ..
◄ أثره على القلب : الحقد والحسد وإضمار السوء ..
و يشير ”الغزالي“ إلى أن هذه الآثار السلبية لا تقتصر على الغضب المفرط فقط ، وإنما للتفريط أو ما يطلق عليها بالحمية الضعيفة آثار لا تقل خطورتها عن الإفراط. فهو يقرر بأن للغضب المحمود وظيفة  أبلغها حفظ الأنساب والأوطــــان وعزة للنفــــس ”فمن مال غضبه إلى الفتور حتى أحسّ من نفســــه بضعف الغيــــرة وخسّة النفس في احتمال الذل والضيم فــــــي غير محلّـــه فينبغي أن يعالج نفسه حتى يقوى غضبه“ أما ”من مــــال غضبــــه إلى الإفراط حتى جرّهُ إلى التهوّر واقتحام الفواحش فينبغي أن يعالج نفســــه“(21). فليس في الغضب مشكلة في ذاته وإنما المشكلة في الآثار المترتبة عنه كما بيّنها ”الغزالي“. وقد أشار ”نوفاكـــــو“ إلى مجموعـــــة من الآثار ووظائف الغضب :
◄ فهو يزيد من زخم وقوة الاستجابة وردود الأفعال .
◄هو تشويه لعملية تشكيل المعلومات وانجاز الأعمال .
◄ هو اتصال تعبيري يعكس الشعور السلبي المنافى .
◄ رد فعل فعل دفاعي على تهديد الأنا .
◄ الارشاد إلى التعامل التكيفي مع المشاكل .
◄ يُحرّض على النشاط العدواني .
◄ يقوي الشعور بالسيطرة و الضبط .
◄ يُحسن اعتبار الذات و يزيده (22) 
 
رؤية الغزالي  في العلاج من الغضب 
 
يبني الغزالي رؤيته في العلاج من الغضب على قاعدة التفكيك المعرفي لمسبباته ومظاهر آثاره وإعادة فهمها على أصلي الدين والعقل. فهو في البداية يقف موقفا وسطا بين القائلين  بإمكانية العلاج الكامل وإزالة الغضب بالكلية وبين من يقول باستحالة العلاج. ويشرع في التأكيد على حقيقة نفسية تحرك الغضب والتي تقول بأنه”ما بقي الإنسان يُحب شيئا ويكره شيئا فلا يخلو من الغيظ والغضب، وما دام يوافقه شيء ويخالفه آخر فلا بد من أن يحبَّ ما يوافقه ويكره ما يخالفه، والغضب يتبع ذلك فإنه مهما أُخذ منه محبوبه غضـــب لا محالـــة وإذا قصد بمكروه غضبَ لا محالة“ (23) . ويقسّم ما يحبّه الإنسان إلى ثلاثة أقسام :
(أ) ما هو ضرورة في حق الكافة : كالقوت والمسكن والملبس وصحة البدن، فهي ضرورات لا يخلو الإنســــان من كراهــــة زوالهــــــا، ومــــــن غيـــــظ على من يتعرّض لها. وقمع أصل الغيظ من القلب هنا ليس مقتضى الطبع وهو غير ممكن كما يقول ”الغزالي“ .
(ب) ما ليس ضروريا لأحد من الخلق : كالمال الكثير والجاه وهي صارت محبوبة بالعادة . ويشير ”الغزالي“ إلى أن أكثر غضب الناس على ما هو غير ضروري. ويمكن التوصل بالرياضة ( المعرفية والروحية ) إلى التحرر من الغضب  .
(ت) ما يكون ضروريا في حق بعض الناس دون البعض: كالكتاب في حق العالم وأدوات الصناعـــات في حق المكتسب الذي لا يمكنه التوصل إلى القـــوت إلا بها، فهي وسائل إلى الضروري والمحبوب هنا يصير ضروريا ومحبوبا (24) .
و يؤكد ”الغزالي“ على حقيقة يدور عليهـــا قولــــه في العلاج بأن طريق الخلاص والتحرر من الغضب يكمن في المعرفة بحقيقة الدنيا  والأخلاق التي يتوسّل بها فيها  والتي هي مهيّجة للغضب كما مرّ بنا في هذا البحث، يقول :”وحاصل رياضتها يرجعُ إلى معرفة غوائلها لترغب النفس عنها وتنفر عن قبحهــــا، ثم المواظبــــة على مباشرة أضدادها مدة مديدة حتى تصير بالعادة مألوفة هيّنة على النفس " (25).
المصادر
 
(1) و(2) العثمان ، عبدالكريم : الدراسات النفسية عند المسلمين و الغزالي بوجه خاص ، القاهرة : مكتبة وهبة ، ط 2 ص 14 ، 1981 .
(3) نجاتي ، محمد عثمان : الدراسات النفسانية عند العلماء المسلمين ، ص 166 ، القاهرة : دار الشروق ، ط 1 ، 1993 .
(4) ،(5) و (6) الغزالي ، أبو حامد : احياء علوم الدين ، تحقيق : الخالدي ، عبدالله ، بيروت : شركة دار الأرقم بن أبي الرقم ، 1998
(7) دليلي مقياس الغضب المتعدد الأبعاد ( د.م ): 
http://www.bnikhaled.com/vb/showthread.php?t=2643
(8) عبدالرحمن ، محمد السيد و عبدالحميد ، فوقية حسن : مقياس الغضب كحالة و سمة ، القاهرة : دار أنباء ، 1998 . ص 8
 (9)الغضب (د.م):
 http://www.feedo.net/QualityOfLife/Happiness/Anger.htm#10
(10)عبدالرحمن ، محمد السيد و عبدالحميد، فوقية حسن : مقياس الغضب كحالة و سمة ، القاهرة : دار أنباء ، 1998 . ص 9
(11) نفس المصدر ص 10
(12) الغزالي ، ص 211-212 ، ج 3 ، 1998  . 
(13) الغزالي ، ص 212 ، ج 3 ، 1998  . 
(14) الغزالي ، ص 214 ، ج 3 ، 1998  . 
(15) 
Davies,William :Å bekjempe sinn og irritasjon ,
 Oslo, Tapir akademisk forlag , 2008 .PP 18-23  
(16) عبدالرحمن ، محمد السيد و عبدالحميد، فوقية حسن: مقياس الغضب كحالة و سمة، القاهرة : دار أنباء، 1998. ص 11
(17) و (18) المصدر السابق . ص 12
(19) المصدر السابق . ص 13
(20) الغزالي ، ص 219 ، ج 3 ، 1998  . 
(21) الغزالي ، ص 214-215 ، ج 3 ، 1998  . 
(22) عبدالرحمن ، محمد السيد و عبدالحميد، فوقية حسن: مقياس الغضب كحالة و سمة، القاهرة : دار أنباء، 1998. ص 14
(23) الغزالي ، ص 215 ، ج 3 ، 1998  . 
(24) الغزالي ، ص 215-219 ، ج 3 ، 1998  . 
(25) الغزالي ، ص 220 ، ج 3 ، 1998  .