شخصيات ملهمة

بقلم
ابراهيم بلكيلاني
مكانة العلماء و العلاقة مع أولي الأمر و مضات من تراث العلامة محمد الخضر حسين

 هل مكانة العلماء في قلوب الناس اليوم، هي مثلها كما كانت عليه سابقا، وكما صورها الامام محمد الخضر حسين؟ ( حسين، 1990، ص 144) . 

الإجابة ماثلة أمامنا من خلال : 
◄ما نقرؤه من مقالات أو ردود مشحونة تجاه هذا العالم أو ذلك. 
◄انزواء العلماء .
◄التساهل في إطلاق الفتاوي واستخداماتها السياسية .
◄الاصطفاف المشحون سياسيا بين العلماء  .
◄الانتصار بوسائل الاعلام .
 
فهذه المسائل تؤثر في صورة العالم، ويضطرب دوره في الواقع، وتفقده القدرة على أداء أمانة العلم وموجباته من الاصلاح و الوحدة والتربية والبناء. فتُعوّض مرجعية العلم والعلماء بمرجعية التنطّع والجهل. فتزداد حالة الأمة اضطرابا وتشويشا.  
وقد حدد الشيخ محمد الخضر حسين رحمه الله مزايا أربعة واعتبرها من أهم العوامل الذاتية التي بوأت العلماء تلك المكانة المرموقة وهي : 
 
الاستقلالية الفكرية 
 
استقلال الفكر هي الخصيصـــة الأولــــى التــي يجب أن يتحلى بها علماء الشريعة، فهي التــي تمكنهــــم من السباحة في بحور العلم و فروعه " فمن درس علما فأتقنه، ثم بسط نظره في علوم أخرى، كان أعظم همة ممن درس علما ثم قعد لا يلقي لغيره من العلوم بالا، ولا يعرف لثمرها اللذيذ طعما " ( حسين، 1971، ص 47 ) و"طالب العلم الذي يتحرّى لبابــه ويجول في أصوله، يكون أعظم همّة ممن يقضــــي الزمــن في قشوره ويحبس النظر في دائرة ضيقة من فروعه " (حسين، 1971، ص 48 ) وهذه الهمـــة والسعة في الاطلاع والجد في الطلب تمنح العالم بصيرة وادراكا للمقاصد والحكم ، لذلك فــ "..إن من يغوص في فهم حقائق الشريعة ببصيرة نقية ونظر قائم بنفسه،لا يعجزه أن يبيّنها للناس في أسلوب ينهض بحجتها ويكشف عن وجه حكمتها. وهذا ما يحفظ رونقها ويرفع شأن القائمين على حمايتها،أما الذي يتلقى تعاليمها بمجرد المتابعة، فلا يأمن أن يبتلى ببارع في فن الجدل يكافحه بتخيلات و شبه تزل به في حيرة، وتهبط به في هاويـــة خيبـــة وصغار" ( حسين ، 1990 ، ص 144) .  واستقلال الفكر يُبنى بعظم الهمّة  وكبرها ، وبالهمّة تحمى" الجماعة من أن تتملّق خصمها، وتسلّ يدها من أسباب نجاتها ومنعتها. أما صغير الهمّة فإنه يبصر خصومه في قوّة وسطوة، فيذوب أمامهم رهبة، ويطرق إليهم رأسه حطّة ، ثم لا يلبث أن يسيـــر في ريحهــــم، ويسابـــق إلى حيث تنحط أهواءهم " (حسين ، 1971 ، ص 48 ) .
 
الاستقامة
 
إن " فلاح الأمة في صلاح أعمالها، و صلاح أعمالها في صحة علومها، وصحة علومها أن يكون رجالها أمنـاء فيمـــــا يـــروون أو يصفون، فمن تحدث في العلم  بغير أمانة فقد مسّ العلم بقرحة، ووضع في سبيل فلاح لأمة حجرعثرة" (حسين،1971، ص 70 ) .
فالاستقامة و" الأمانة زينة العلم وروحه الذي يجعله زاكي الثمر لذيذ المطعم. وإذا قلّبت النظر فـــي تراجـــــم رجــــال العلم، رأيت بين  العالم الأمين وقرينه غير الأميـــن بونـــا شاسعا، ترى الأول في مكانة محفوفة بالوقار وانتفاع الناس منه في ازدياد. وترى الثاني في منزلة صاغرة، ونفوس طلاب العلم منصرفة عن الأخذ عنه أو متباطئة" (حسين ، 1971 ، ص 72 ) . 
وبما أن "شأن علماء الشريعة أن يكونوا حفّاظا على خزائن الدّين" ( حسين ، 1975 ، ص 121 )، فزلّة أحدهم " ليست عقيمة كزلّة غيره، بل لكونه محل القدوة، تتناسل و تذلل للعامة الطريق إلى اتيان أمثالها وارتكاب ما هو أشد خطرا وأكبر وزرا " ( حسين، 1990 ، ص 145 )
 
الانخراط في هموم الأمة و قضاياها
 
يقول الشيخ : " إن من وظيفة العالم مراقبة سير الأمة، حتى إذا اعترضها خلل أرشد إلى اصلاحه، أو ضلّت عــن حـــــق قادهــــا إلى مكانه"( حسين، 1990، ص 146) فقد "كان أهل العلم يوجّهون هممهم إلى الوسائل التي تقي الأمة ممن يبغونها الأذى"( حسيــــن، 1971، ص 101). ونجــــد فضيلتـــــه يحــذر "ومن أسباب وهن حبل الاسلام وتقطّع أوصاله مذاهب يبتدعها ملاحدة يمكرون، أو جهّال لا يفقهون"( حسين، 1971، ص 100). و"لا يستحق لقب عالم أو مصلح ذلك الذي يدعو الناس إلى العمل الصالح ويقبض عنه يده، أو ينهاهم عن العمل السيئ و لا يصرف عنه وجهه ، فمن أدب العلماء أن يسابقــــوا الأمـــة إلــــى اجتناب ما يؤاخذ به، وعمل ما يحمد عليه كأن ينفقوا في وجوه البر والمشروعات الصالحات ما ينفقه أمثالهم من المكثرين أو المقلين، فإن ذلك أدل على إخلاصهم، وأدعى إلى توقيرهم وقبول نصائحهم"(حسين، 1971 ، ص 104 )
 
قوة الارادة
 
وبما أن وظيفة العالم مراقبة سير الأمة كما يقرر فضيلة الشيــخ، فلا شك أنه "من تصدّى لتقويم الخاطئين و رد جماح المبطلين، يلاقي بالطبيعة أذى ويجد في طريقه عقبات لا يقتحمها إلا ذو عزم ثابت وإقدام لا يتزلزل" (حسين، 1990، ص 146) . "ففي سبيل الدفاع عن الحق أو الدعوة إلى الاصلاح عقبة لا يقتحمها إلا ذوو الهمم الكبيرة، فإن في طوائف المبطلين أو المفسدين نفوسا طاغية وأحلاما طائشة وألسنة مقذعة، وربما كانت فيهم أيد باطشة وأرجل في غير الخير ساعية" (حسين،1971، ص 49) فهم في أداء  وظيفهم المنوطة بعهدتهم" لا يبالون بما يلاقونه فـــــي حفظهـــــا من الأذى، كالسجن، وضرب السياط ، والقتل، والإخراج من البلد الذي استقر أمره فيه، والعزل من الوظيفــــة" (حسيــن،1990، ص 146). وعلى العالم أن يكــــون "رفيقــــا فــــي خطابـــه ليانا في إرشاده، أما إذا أراده ذو قوة على أن يقول ما ليس بحق أو يأتي ما ليس بمصلحة، أخذ بالتي هي أرضى للخالق، وكان مثالا للاستقامة صالحا (حسين،1971، ص 102-103). "ومتى كــــان في ولاة الأمور شئ من العدل، وكان الداعي إلى الاصلاح حكمة وإخلاص، نجحت الدعوة في سعيها، وبلغت بتأييد الله مأربها"(حسين،1971،ص 102).
 
العلماء و أولو الأمر
 
لا تزال اشكالية العلاقة بين الحاكم والعالم (ونخص بالذكر عالم الشريعة دون غيره)، محل نظر متواصل في حقول العلوم الانسانية وعلوم الشريعة . وتطفو هذه المسألة من جديد خاصة عندما تعيش الأمة حالة انتكاسة، فترى أفرادها يبرّئون أنفسهم من المسؤولية، ويبررون لعطالتهم بتحميل الحكام مسؤوليـــة الركـــود والتخلـــف وانسداد الأفق، والعلماء بعجزهم عن قيادة الأمة وتربية الأجيال ومواجهة الفساد. فبين استبداد الحكام وانزواء العلماء تدور المبررات. وفي الحالة التونسة خاصة قبيل الثورة، فقد خفّ صوت العلماء وخبت وضاءتهم ، واستطاعت النخبة العلمانية أن تزيحهم وتقطع علاقة التأثير المتبادل بينهم وبين الحاكم. واستبدل دور عالم الشريعة بالمتخصصين في العلوم الانسانية. وحَصر دورهم في احتفاليات موسميـــة. على رغم أنه في بداية تشكّـــــل الدولــــة الحديثـــة في تونس، كان لحضور أعلام لهم من العلم والمعرفة والحضور في العالم الاسلامي  الأمر المعلوم، وقد استأنست الدولة برأي النخبة من علماء الشريعـــة وهو أمر بيّن وجليّ، وكان رأيهم له اعتبار في نفوس الشعب وفي ارادة الدولة كما بينّته أحداث مقاومة الاستعمار، الاستقلال الذاتي، والقرض الوطني، والصوم والإنتاج. فقد كان حضور الشيخ محمد العزيز جعيط ، والشيـــخ محمــــد الطاهـــر ابن عاشور والشيخ محمد الفاضل ابن عاشور وغيرهم بارز. وساهم  وجودهم في الابقاء على العلاقة بين العلماء وأولي الأمر في حدود مقبولة، وإن لم تكن بالصورة المثلى.
فاستمرارية السلالات/العائلات العلميــــة: آل جعيـــط، آل عاشور، آل الخوجة، آل النيفر. كان لها مساهمات في توطيد مكانة العلماء في المجتمع واستمراريتهم. ولكن اليوم نرى ضمورا في الانتاج  الفكري الديني العلمائي التونسي، ويكاد يقتصر حضور العلماء التونسيون في المجمّعات والمؤتمرات الدولية الفقهية، والذين لهم مساهمات علمية فقهية وتأصيلية، وتأثيــــرا في تلك المداولات هما الشيخـــان : محمد الحبيب بلخوجة (تـوفي 18 جانفي 2012 ) رحمه الله ومحمد المختار السلامي حفظه الله. إضافة إلى المساهمـــــات المرموقــــة للدكتور عبد المجيد النجار على غير الطريقة المشيخية فهو في تقديرنا يمزج بين الطريقة النخبوية والحركية .
 
كيف كان العلماء يرون العلاقة  بينهم  و بين الحكام ؟ 
 
 للنظر في هذه الاشكالية، نستدعي تراث الشيخ محمد الخضر حسين، العالم الزيتوني الذي تبوّأ  مشيخة الأزهر ( 1952-1954)  وقد وصف الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور تلك الحقبة بأنه "ليحق لهذه الحقبة من التاريخ التي تظلنا أن تفخر بأنها التي بلغت فيها الصلات بين الأزهر والزيتونة أوجها، فقد احتضن الأزهر إماما من أئمة الأعلام، كان أحد شيوخ الزيتونة العظام". وقد كان الشيخ محمد الخضر حسين عالما وأديبا شاعرا ومفكرا وعارفا بالعديد من اللّغات.
ما فائدة تناول هذه المسألة اليوم؟:
أولا :التعرف على رأي علماء الزيتونة في هذه المسألة ورفع الغبار عن تراثهم والتقاط بعض من ومضات  تراث الامام محمد الخضر حسين رحمهم الله جميعا.
ثانيا :كما يشير العلامة محمد الخضر حسين: "العلماء المخلصون، والأمراء العادلون هـــــم قواعــــد الشعب الاسلامـــي. فإذا اختلفا في جوانب الثقافة، فينبغي للأمراء أن يراعوا حقائق الشريعة وآدابها، وينبغي للعلماء أن يتحروا ما راعته الشريعة في نصوصها وقواعدها من مصالح المسلمين، فبذلك يلتقي العلماء والأمراء  على رعاية حقائق الشريعة ومصالح الجماعة الزمنية". (حسين، 1975، ص 132). فالاسلام هوية الدولة والشعب مهمـــا طـــــرأ من حوادث وشوائب. وفي انفتاح الحكام على العلماء تشيع الراحة الظاهرة في النفوس بتمسكهم بهوية البلاد. وفي انفتاح العلماء على الحكام سعيا محمودا لكبح جموح التطرف العلماني، وشيوعا لراحة مرضية وثقة بالهوية .
ثالثا : إن انسداد الواقع ، و تشعب الصراع السياسي ليكون فهم محددات الهوية و مكوناتها أحد أبعاده الأساسية يدعو إلى البحث عن مقاربة أخرى و طريق جديد . يبدأ بتحرير النظر في مسألة العلاقة بين الدولة و الرمــــوز الدينيــــة ، و أبرزها دور العلماء في التقريب والوصل .
ستحاول هذه المقاربة نبش التراث الزيتوني من خلال عرض  تصور العلامة محمد الخضر حسين لعلاقة العلماء بالحكم وجدلية الفعل واللافعل. ففي توصيفه لحال العلماء مع الحكام، يقسمهم الشيخ محمد الخضر حسين  إلى ثلاثة أصناف :
 
القائلون بوجوب النصيحة  
 
فهم من يعتبرون أن من أبرز مهام العلمـــاء  تقديــــم النصيحـــة إلى الأمة : حكاما ورعايا، وفي ذلك أداء للواجب الشرعي. وبانتفائه تكون ثلمة في دور العالم وخدش لصورته وتفويت لمصالح الأمة. ويصف الشيخ الخضر القائل بهذا الرأي بأنه: "عالم يضع نصب عينه رضا الله، ويهمه أن يسير أولي الأمر في الناس على استقامة. فيأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر بمرأى ومسمع منهم،غير مبال بأن يقع أمره أو نهيه لديهم موقع الرضا والقبول، أو موقع الكراهية والإعـراض عنـــه" ( حسين ، 1990 ، ص80 ) وحرصا على الدقة والموضوعية يشير فضيلته إلى وجود اختلافات في كيفية ممارسة النصيحة بين هــــذا الصنف علـــى رغم اتفاقهم على مقولة الوجوب، ويستشهد فضيله لكل قسم بأمثلـــة عمليـــة من سيرة العلماء، ويقسمهم تبعا للطــــرق والأساليـــب المعتمدة في النصح : 
◄الأسلوب المباشر: وهو الذي يرى أن طريق التصريح والتعيين أبلغ و أقرب إلى نجاح الدعوة .
◄الأسلوب غير المباشر : سلوك الطريق غير الصريح واعتباره يحقق الأهداف .
◄أسلوب العزيمة : نصح الحكام بالعزيمـــة، مع توطين النفس على احتمال كل ما يمكن أن يلاقيها من أذى .
◄السكوت: ويسلكـــه "من يرى أن له فيما يلحقه من الأذى عذرا في السكوت وعدم التعرض للسلطان أمر أو نهي"(حسين، 1990، ص81). ولا يفوّت الشيخ التعليق على هذا الأسلوب "ويصـــحّ القـــول أن يقال : إن هؤلاء قد أخذوا بالرخصة، وليس لهم من قـــوة الصبــــر على الأذى ما يحملهم على أن يأخذوا بالعزيمــــة، ويجاهــــروا بالدعـــوة إلـــــى حــق أو إصلاح" (المصدر نفسه). ومع تصنيفه لهم داخل إطار الرخصة إلا أنه قيّدهم "وإذا جاز للعالم أن يسكت عن الأمر أو النهي اتقاء لأذى لا طاقة له به، فليس له أن يكتم الحق بمجرد الخوف من أن يجفوه السلطان، أو يبعده من مجلسه، أو يحرمه من ولاية منصب" ( المصدر نفسه )  .
أما تقسيمه للأمراء في معاملتهم تجاه الصنف القائل بوجوب النصيحة فيحدده في : 
◄رفض النصح : يأخذه التعاظم بالاثم، ويقابل الناصحين بوعيد .
◄القبول المستور: أمير يجد في صـــدره الحــــرج من إسماعه الموعظة تأتي على غير ما يهــــوى، ولكنه يهاب مكــــان العالم، فلا يقابله بأذى.
◄طاعة الحق : وهو أمير تأخذه اليقظة وصفاء الفطرة إلى طاعة الحق وشكر الدعاة، ومتمثلون لنصيحة طاوس بن كيسان إلى عمر بن عبدالعزيز لما ولي الخلافة "إن أردت أن يكون عملك كله خيرا فاستعمل أهل الخير" و قال فيها عمر : كفى بها موعظة ( حسين، 1990 ، ص84 ) .
 
دعاة العزلة
 
وهم من يذهبون مذهب العزلة والبعد من ساحات الأمراء. وعذرهم :
◄بأن لا يقفوا بين يدي ذي نخوة وتعاظم. ويواجههم الشيخ بقوله "وملاقاة النخوة والتعاظم ليس عذرا يبيح للعالم القعود عن إسماع الأمراء النصيحة، فقد دخل موسى عليه السلام على فرعون ليدعوه إلى الحق وكان فرعون متكبرا جبّارا"(حسين، 1990، ص81-82)
◄الابتعاد كراهة مشاهدة المنكر. ويرى فيه الشيخ "قد يكون الابتعاد حكمة متى عرف العالم أنه لا يستطيع النصح بإزالة ذلك المنكر، وأنه لا يجتني من رؤيته إلا حسرة وأسفا.وقد يكون الاقتراب خيرا من الابتعاد، متى قصد بالاقتراب ايصال النصيحة إليهم، عسى أن تجد أذانا واعية أو نفسا زاكية"(حسين،1990، ص82) .
التردد على ساحة الامراء 
 
وهو "عالم يتردد على ساحة الأمراء، ويميل مع أهوائهم، وربما بلغ به الاغراق في ابتغــــــاء مرضاتهــــم أن يحرف أحكـــام الله عن مواضعها، ومثل هذا الصنف من العلماء لا يرجى منهم أن يبسطوا ألسنتهم إلى السلطان بنصيحة" (حسين،1990، ص82 ) .
ويقول الشيخ الخضر " ولهذا الصنف جنايــــات علـــى الديـــن وعلى الأمة وعلى الأمراء أنفسهم " :
◄الجناية على الديـــــن: اختلاق أحكــــــام وإلصاقهـــــا بالديــــن وهي ليست منه.
◄الجناية على الأمة :"يسهلون على الولاة السيـــر بالسياســــة في طريقة عمياء"
◄الجناية على الحكام : بتعميق الهوة بين الحكــــام ورعاياهـــم، بدل المحبة والطاعة.
 
فضل قبول الحكام لنصح العلماء :
 
يقرر الشيخ الخضر بأن فضل قبول الحكام لنصح العلماء، لا يقل عن فضل قيام العلماء بنصيحة الحكام. ويقرر أيضا بأنه "لا تبلغ الأمم مراقي المنع والسيادة إلا أن يكون باب الحريـــــة مفتوحـــا في وجوه الدعاة المصلحين" وحينها "يقدم العالم الأمين على نصح ذي السلطان غيرة على الحق، وحرصا على أن يكون ذو السلطان  كامل السيرة طيب  السمعة، وكثير من الأمراء من يفهم وعظ العلماء على هذا القصد، ويكون في نفسه نزعة إلى الاستقامة، فيتلقى الارشاد بارتياح و شكر" ( حسين ، 1990 ، ص85 ) .
 
المراجع 
 
(1) ابن عاشور، محمد الطاهر: أصـــــول النظـــام الاجتماعــــي في الاسلام . الشركة التونسية للتوزيع ، دت .
(2) حسين ، محمـــد الخضـــــر : الدعـــــوة إلــــــى الاصـــــــلاح. حققه: علي الرضا الحسيني. الدار الحسينية للكتاب ، ط3 ، 1990 . 
(3) حسين ، محمد الخضر : دراسات في الشريعة الاسلامية . جمعه و حققه : علي الرضا الحسيني . المطبعة التعاونية ، دمشق ، 1975 .
(4) حسين ، محمد الخضر : رسائل الاصلاح ، المطبعة التعاونية ، دمشق ، 1971