كلمات

بقلم
عبدالنّبي العوني
القرآن:نواة للفعل الحضاري

 قال تعالى:

«اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَـــقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَــــــانَ مِنْ عَلَــــقٍ{2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْــــرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَـــــــمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَــــــــانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ {5} » [العلق: 1-5]. 
«الــــم{1} ذَلِكَ الْكِتَـــــابُ لا رَيْبَ فِيـــــهِ هُدًى لِلْمُتَّقِيـــــــنَ{2} الَّذِينَ يُؤْمِنُــــونَ بِالْغَيْـــــبِ وَيُقِيمُــــونَ الصَّـــلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُـــمْ يُنفِقُونَ{3} » [البقرة: 1-3].
«لاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النّجُومِ {78} وَإِنّهُ لَقَسَمٌ لّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ {79}  إِنّـــــهُ لَقُــــرْآنٌ كَرِيـــــــــــمٌ {80}  فِي كِتَــــابٍ مّكْنُــــــونٍ {81} لاّ يَمَسّــــــــــهُ إِلاّ الْمُطَهّــــــــــرُونَ{82}تَنزِيـــــــلٌ مّـــــن رّبّ الْعَالَمِيــــنَ{83}» [الواقعة: 78-83].
«أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَـــى {5}  فَأَنتَ لَهُ تَصَــــدَّى {6}  وَمَـــــــا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى {7}  وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَــــى {8}  وَهُوَ يَخْشَــــى {9}  فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى {10} » [عبس: 5-10].        
هذه نماذج من آيات من القرآن الذي أمرنا الله بقراءته ،باسمه وبمعيته،أمرنا ،أن نقرأ الخلق ،خلق الكون وخلق الإنسان ،باسمه ،ونقرأ بمعيته علم القلم ،والعلم الذي علم الله  الإنسان ما لم يعلم .
هذه آيات من كتاب مركزي، فيه هدى وسبل، تدلنا على مسارب الوجـــــود والكــــون والفعـــــل الإنسانــــــي المطلوب كي ينسجم مع التسخيـــر و مع الدوائر الأوسع من حدود دائرة الوجود الإنسانــــي ودائـــــرة المنتج المتراكــــم من التعقــــل البشــــــري على مر هذا الوجود.
هذه آيات، من كتاب عظيـــــم وهو كريم نقــــراه ،تحيلنا للنظر فــــي مواقـــــع النجـــــوم ،والتأمــــل والتدبـــــر فـــــي القسم بها ، وما بالك بمواقعها ،انطلاقا منها  ورجوعا إليها بالنظر في القران وإحالة على المواقع ،وهذا الرابط الخفي الذي على الإنسان استكشافــــه واستيعابــــه، والــــذي مبــــدأه الإدراك والتبصــــر والتدبر والتعلم، بما في مكنونات الكتاب، وما في مكنونات الكون وفــــي نجومــــه ومواقعهـــــا ، وفـــــق تــــلازم تدبــــري وإيحالي لمــــا في الكتابيـــــن ،فهما فرقانــــان مكنونـان بالأسرار و الإسرار والنور والطاقة و الحقائق ...لا يمسهم إلا المطهَرون كل حسب إطاره.
هذه آيات من كتاب مكنــــون ،تدفعنـــــا كل حين "لذلك هي آيات متدفقـــة " للاهتمـــام بمن يسعــــى للبناء الحضــــاري والمعرفي في الدائرة التي هو فيها، وعدم التلهي عنــــه وعن المشــــروع الذي يستبطنه بين جوانح إراداته مهما كان وضعه ،والابتعاد قدر المستطاع على تزكية من استغنى واستعلى والحــــرص عليهــــــا، فما علينا ألا يزكى .
هذه بعض نماذج و شذرات، من مكنونات كتاب بين أيدينا ،يدلنا بطرف خفي لكنه منهجي وجوهري، على القراءة والتدبر والسعي واستكشاف مسارب الهدى ،التي تحيلنا من حيث ندري بما تعلمنا منه ومن الكون، إلى البناء والتشييد الحضاريين، فالدنيا محطة عبور إن خربت خسرنا أمانينا وان بنيت وزخرفت ربحنا مجدا يضاهينا .
هذه بعض عناصر من لب و نواة الدائرة الحضارية العالمية الفاعلـــة والمنشــــودة ،التي نسعـــى ونكــــدح إليها جميعــــا، عســــــانا بعد أن نقــــرأ جيـــــدا ،ونعلم ما لم نعلــــــــم، أن نكون من المساهمين في لبناتها ..والتأسيـــــس لبعــــض مكنوناتهــــا، وإن نحن تخلينا ،فسيأتي غيرنا ،من صلبنا أو من أصلاب أقوام غيرنا يقوم مقامنا ويقوم بها .
هذه بعض شذرات لما يجب أن يكون عليه الفعل الحضاري وفلسفته، وما هي مراجعه الحقيقية ومنطلقاته ومراكزه، ومراكز ثقله ومراكز نواتاته،حتى ينسجم الوهج الطاقي للمكون الحضاري مع الأفق الكوني الأوسع ...
هذه... بعض من نواة، للفعل والبناء الحضاري، واسترشاد....علنا نستلهم منها ونعمل بعد أن نعلم...