كلمات

بقلم
عبدالنّبي العوني
الحواريون المائة زائد 50

 قائمـــــة الـ 100 لمجلـــس شورى حـــــزب حركـــــة النهضــــة تُقدّم للمتابع الكثير من الدلالات والاحاءات لتحليـــل البنيــــة الذهنية والفكرية والنفسيـــة لهذه الحركة القائـــــدة الآن والتي شغلت الرأي العــــام بحضورها الكبير من بداية الثمانينـــــات وان لم يكــــن من إبداعاتها فهو في جانب منه ممـــا يقدمـــــه لهـــا خصومهــــا الذيــــن يتعلقون بتلابيبها ويتشممون روائحها حتى وان كانت في نظرهم نجسة أو كريهة وهذا هو المأزق الحقيقـــــي الذي تصبـــــح وتمســــي عليــــه نخبتنـــا.

 
ما يجلب الانتباه في القائمـــة  هــــــو الخليط المتولّــــد منها ضمن نفس الأنساق القديمة التنظيمية و البنيويـــــة والذهنية هي مزج بيــــن قيادة التسعينات والتي أشرفــــت وباشــــرت خطـــة فـــــرض الحريـــــات وهندســـــت للمواجهــــة الكارثيـــــة وهي التي تمتلك المفاتيح الحقيقيـــــة لكـــــل تلك الفترة وأضيفت لها قيادة الجامعة والاتحاد التي باركت وأشرفت على المواجهة ونفذت ما هو مطلوب منها بدقة حينا و بمراهقة أكثر من حيــــن في القطاع الريادي الطلابــــــي وكانت اليد الطولــــى التي تصنع حدث المواجهة وهي كذلك تعلم الكثير مما لانعلمــــه وأضيفت لها من بعد قيادة المهجر التي تمتلك أسرار مرحلة القبـض على الجمر، السر التنظيمي والمالي والعلائقي، ولإضفاء نوع من التشبيب المحسوب أضيف لها بعض المنتقدين والغاضبين وأبناء العشيرة أو ما يطلق عليه أبنـــــاء العائــــلات الرائـــــدة الذيــــن يعلمون من حيث وجودهــــــم ومواكبتهم الزمنيــــة لمواضــــع المفاتيـــــح لذا وجب تصعيدهم لانهم هم المؤتمنون على المشروع فإذا ما تسلم الصهر وزارة الخارجية فليس هناك مانع من أن يتسلم الأبناء والزوجات والإخوة مفتاح الشورى”والأقربون أولى بالشورى“.
 
هذه التوليفة التي قدمها المؤتمر المعوم والمبني على الديمقراطية الموجهة التي هندستها الإدارة لأنه ”من يملك القانون في أوطاننا يملك حق عزفه“ كما قال احمد مطـــــر، أنتجــــت  ولادة  مضامين قيل فيها  الكثير من الأشعار ” في الجودة  والسمو و التجـــاوز“ لكن العبرة دائما ليست بالدساتير والقوانين وإنما بمن يشـــــرف على تنزيل هذه القوانين على الأرض. وبما أن ”خبزنا في دقيقنا“ كما يقول المثل التونســـــي، فسنعــــود كلنا مسرورين وفرحين بتجاوز البرزخ الراهن بأقل الأضرار و بالرسو في ميناء العلنية الاحتفالية. وهنا لابد من التوليفات والوفاق كمـا يقول الشيــــخ  وكما عهدنـــــا هذا عنـــــد أُبُوّاتِ ”فتــــح“ وبالأخص الشهيد أبو عمــــار، فقد ســــنّ سنّة حسنــــة اتبعــــه فيهـــــا حاصدو قمح الثورات.
 
 وما استشرفه أن  هذا المولود المؤقت لسنتين سينتج نفس الملامح لان المهندسين بنفس الملامــــح، ملامح التسعينات وملامح المحنة وملامـــــــــح 23 أكتوبر. نفس الممثلين ونفس المشهد ونفس الكمبارس. وطاقة المولــــود  هذا،  ستستهلك ربما في عقدين. نســـــــــــال الله أن يؤسس لمنهج أرقى مما وقع واعدل و أنصف أكثر مما مضى لأنها مرحلة بناء لوطــــن اكبر وأوســع من حزب حركــــة أو حركة حزب وبالأخــــــــص إذا أضفنــــــا للـ 100 حواريين 50 مختارين كخبراء ومعينين. والخبراء دائما معهم مقص التطريز لمن يملك القانون.
 
ومع كل الذي تم  فاننا نرجو من كل مؤتمر أن  يُعلي من شان الديمقراطيــــــــــة و أن لا يمسك بالنواجـــــذ ويخفي عنا مفاتيـــــح ما تكنّه الصدور وكل أمالنــــا أن تتحقـــــق العزة والكرامــــة والحريــــة لأبناء الوطن،  وطنا حلمنــــا به وأحس انـــــه يهـــرب عنا ومنا مرة اخرى.