مجرّد رأي

بقلم
د.محمد كشكار
إغاثة الأمة (الشعب التونسي) في رفع الغمة (الفوضى الدائمة)!

 حرثٌ في البحر، قد ينبت و يزهر و يثمر يوما ما: 

 
1. إذا أرادت بلاد ما في المعمورة الأرض أن تنهض و تخرج من الجهل و الفقر و التخلف فعليها بإصلاح التعليم ثم إصلاح التعليم ثم إصلاح التعليم: يردّ السياسيون و يقولون أن إصلاح التعليم يتطلب وقتا طويلا و ميزانية كبيرة، صحيح يا سيدي لكن أبدؤوا على الأقل في الإصلاح و أعطونا مؤشرات مثل المؤشرات التالية، مؤشرات تدل فقط على أنكم صادقون في مسعاكم و تدل على أنكم بدأتم فعلا و بالموجود نحن قادرون على بلوغ المنشود و لو نسبيا:
- تمكين المدارس الابتدائية من ميزانية محترمة مثل ما هو معمول به في الإعداديات و المعاهد و تفضيل و تصويب الهرم التعليمي الحالي المقلوب من حيث يغلب يغلب اهتمام الدولة التونسية بالجامعي أكثر من اهتمامها بالابتدائي (عالي - ثانوي - إعدادي - ابتدائي) و لو عكسَت لأصابتْ و أرسيت بالراحة الهرم المقلوب على قاعدته العريضة و الصلبة من حيث تهتم بالابتدائي أكثر من اهتمامها بالجامعي (ابتدائي - إعدادي - ثانوي - عالي) و أنا أعتبر التعليم الابتدائي بمثابة الجبهة في المعركة أو الأساس في البناء لذلك يجب علينا توفير و توجيه أفضل الطاقات و الثروات لدينا للنهوض به في أسرع وقت. تجويد التعليم الابتدائي هو الشرط الأول و الأهم لتحقيق نهضة علمية و تكنولوجية في البلاد كما فعلت كوريا الجنوبية في أول إقلاعها و تخلصها من الجهل و الفقر و التخلف نحو العلم و الوفرة و التقدم. 
- دعوى صادقة و محايدة لتنظيم الدروس الخصوصية و قوننتها و مراقبتها و حصرها داخل المؤسسات التربوية و منعها خارجها مقابل منحة مادية محترمة للمدرّس تلقحه ضد المتاجرة و المقاولة بمستقبل أبنائنا الأبرياء.
- دعوى صادقة و محايدة لإلغاء مؤسسة التفقد البيداغوجي نهائيا مثل ما فعلت الدول الأسكندنافية، الأُوَلْ عالميا في المسابقات العلمية و تعويضها بمؤسسة تعنى بتكوين أكاديمي في البيداغوجيا و تعلمية المواد في المراكز الجهوية للتكوين المستمر تحت إشراف و تنفيذ مختصين في الميدان و متحصلين على شهادة الدكتورا في الاختصاص و أنا الأستاذ المتقاعد و الدكتور في تعلمية علوم الحياة و الأرض مستعد أن أضع نفسي جنديا متطوعا بالمجان تحت تصرف هذه المؤسسة المرتقبة في كامل تراب الجمهورية .
- دعوى صادقة و محايدة لتوعية المدرّسين بجدوى الاعتماد في التعليم على المدرسة البنائية لبياجي و فيڤوتسكي عوض اعتمادهم على المدرسة السلوكية التلقينية لواتسون و سكينر و التي يعملون بها منذ نصف قرن تقريبا و لم ييئسوا بعدُ من نتائجها الكارثية أو السيئة للتخفيف على زملائي و أحبائي.
2. دعوى صادقة و محايدة للمطالبة بجدولة المديونية الخارجية و ليس إلغائها نهائيا.
3. دعوى صادقة و محايدة لتجميد الأسعار و تجميد الأجور المتوسطة و ترفيع الأجر الأدنى و تخفيض الأجر الأقصى أثناء الفترة الانتقالية - القصيرة بالضرورة - من أجل خدمة الطبقة الفقيرة و الطبقة المتوسطة و الطبقة المعطلة و العاطلة عن العمل و الطبقة المثقفة المهمّشة من المجتمع التونسي.
4. دعوى صادقة و محايدة لسن قانون يمنع الإضرابات و الاعتصامات و التجمعات و قطع الطرقات في فضاءات الصناعات الإستراتيجية كالبترول و الفسفاط و الفولاذ و الأسمدة الكيميائية و الأغذية الحياتية (الخبز و الصميد و الزيت و الخضراوات، الخ.) و الأدوية الحياتية (المضادات الحيوية، مضادات الالتهاب، الأنسولين، تصفية الدم، الخ.)، و يجمّد الإضرابات في القطاع العمومي و الخاص أثناء الفترة الانتقالية - القصيرة بالضرورة - من أجل خدمة المصالح العامة بما فيها مصالح المعطلين و العاطلين عن العمل و المثقفين المهمّشين و العمّال البروليتاريّين و العمّال الفلاحيّين و صغار التجار و صغار الفلاّحين و صغار الصناعيّين.
5. دعوى صادقة و محايدة لتكوين حكومة ائتلاف وطني مكوّنة من أحزاب الأكثرية و أحزاب الأقلية تحكم الفترة الانتقالية فقط.
6. دعوى صادقة و محايدة لسن قانون يعطي الأقلية في البرلمان حق المراقبة المالية على السلطات الثلاث حتى تخنقها و تحاصرها حفاظا على المال العام و دفاعا عن قوت الطبقة المعدمة و الطبقة الفقيرة و الطبقة المتوسطة.
7. دعوى صادقة و محايدة لإطلاق العنان بلا حدود لحرية التعبير و الإبداع و النقد و النحت و الغناء و المسرح و السينما و الرقص، إلا ما تحدده و تمنعه أخلاقيات كل مهنة على حده.
 
للأمانة العلمية:
عنوان المقال أعلاه مستوحى من عنوان الكتاب، الذي أنجزه المفكر المصري المقريزي في مرحلة المجاعات الجامحة، التي انتشرت في بعض مناطق مصر أثناء أزمنة سابقة.