الكلمة الحرّة

بقلم
هادي القلسي
إدارة إرادة الشعب

 عاش الشعب التونسي قمع نظام البوليس عقودا عديدة وتنامى داخله بركان نائم ظاهره راض بالامر الواقع وباطنه شعلة تنمو يوما بعد يوم. لقد قتلت ارادته ووقفت ساعة التاريخ الصادق ملكه كبت وسكوت وصمت فقهر فحقد فياس فاحباط مما نال افراده من اعتقالات وتعذيب وتنكيل وسجن واقصاء وتهميش ومضاقية لصيقة من البوليس الذي  رعبه اخافه مقته منعه من العمل ومن الحرية ومن كرامة العيش ومن العدالة.

 
وجد المواطن نفسه يواجه الظلم والاستبداد سلبت حريته وامواله وممتلكاته انتهكت اعراضه ولم يقف معه احدا حيث الجميع يساند المخلوع فالامن امن الرئيس وحاشيته والقضاء فيه من غير النزاهة والصدق والعدل بالمناشدة والتحيز والاجتهاد حسب قياس الظالم فنصره على المظلوم والتعليم انتهك كل المفاهيم التربوية والاعلام انحاز شبه كليا الى الهارب   ووووووو.......فجل اطياف المجتمع وكل من ناشد التجمع نال نصيبه وعاث في الارض فسادا كذبا تدليسا تعتيما طمسا للحقائق وتقربا من صاحب الجاه وزعيم الفتنة والكذب والمغالطة  
 
بعد ان اعتقد هذا النظام الفاسد انه تمكن من قبر ارادة هذا الشعب لغبائه وجهله بان الشعب التونسي لا ولن يقهر جاء البوعزيزي ففجر البركان الراقد الهامد وخرج  الشعب الى الشارع فانتفض ولقن العالم درسيا في ارادة الشعب واخرج لكل قادة الدول عبارة جددة قديمة كلمة بسيطة ” الشعب يريد“، نعم بصوت واحد ثار وصاح وصرخ ”الشعب يريد اسقاط النظام“ و ”الشعب يريد التشغيل“ و ”الشعب يريد الحرية“ و ”الشعب يريد الكرامة“ و”الشعب يريد العدالة“
 
عبر الشعب عن ارادته ملبيا رغبة شاعـــره ابو القاسم الشابــي الذي قال :
اذا الشعب يوما اراد الحياة *** فلابد ان يستجيب القدر
ونتيجة لهذا الهيجان والانتفاضة الشعبية اختار المخلوع الهروب وتغيرت الحال واستراح المواطن وتنفس وعبر وتكلم ونطق وحكى وقص فنال حريته بعد كبت مر شنيع فضيع.
 
اليوم نعيش هزات متوقعة وطبيعية وانفلات امني ونعايش وضع وظرف انتقالي من عهد الاستبداد الى زمن الديمقراطية، ولذا وجب على الجميع حسن ادارة ارادة الشعب ولن يكون هذا الا بتظافر جهود كامل افراد المجتمع لبناء تونس الحرية والكرامة والعدالة.
 
ادارة ارادة الشعب يسيرة وسهلة اذا  انتشرنا نبني ولا نهدم، نشتغل ولا نضرب، نسهل مهمة عون الامن ولا نعتدي عليه، اذا حافظنا على الدورة الاقتصاية ولم نقطع الطرق ولم نغلق المصانع ولم نحرق الممتلكات والمرافق العامة، اذا كل منا احترم غيره وقبل رأيه وناقشه بكل تسامح، اذا قطعنا مع الاعتصام المضر مع تشبثنا بالحرية  وليست الحرية المطلقة والتي تمس من ديننا واخلاقنا وتقاليدنا وعاداتنا، بعيد عن السب والشتم والثلب وترك المحاسبة للقضاء.
 
علينا جميعا بادارة هذه الارادة كل من موقعه بحسن تدبير وحسن تصرف وحسن تسيير ونظرة مستقبلية نزيهة وصادقة بعيدة كل البعد على الفوضى والتصرف المشين.