متابعات

بقلم
فيصل العش
بتنظيمه ندوة لإطاراته، حزب الإصلاح والتنمية .... يستعدّ للمؤتمر

 بكثير من الحماس والنشاط اجتمع نحو 100 إطار إصلاحي تنموي من مختلف جامعات الحزب يومي السبت والأحد 5 و 6 ماي الجاري بأحد نزل مدينة سوسة في ملتقى تحضيري للمؤتمر التأسيسي الذي يعتزم  حزب الاصلاح والتنمية إنجازه خلال النصف الأول من شهر جويلية القادم . وقد كان اللقاء فرصة جيّدة للتعارف والتفاعل المباشر بين أبناء الحزب، بعد تعزيز صفوفه بإطارات جديدة خلال الفترة الأخيرة، والتحاور في المشهد السياسي والقضايا المطروحة على الساحة كالعدالة الانتقالية و البحث عن حلول للقضايا الاجتماعية كالتشغيل و محاربة الفقر والتربية  وقد كانت أيضا فرصة لإكتشاف قدرات الاطارات في مختلف المجالات . وقد أشرف على إفتتاح هذه الندوة الأخ محمد القوماني الأمين العام للحزب الذي ألقى بالمنسبة كلمة رحب فيها بالمشاركين وتطرق إلى دواعي عقد هذه الندوة والسياق السياسي الوطني الذي تتنزل فيه وذكّر بالمشهد العام بالبلاد الذي تميّز بمكاسب إيجابية تمثّلت في قطع خطوات مهّمة على طريق بناء الشرعية السياسية والانتقال من الوضع الانتقالي المبني على التوافق إلى وضع انتقالي مبني على الشرعيّة   وبروز محاولات متعددة لإعادة التشكل الحزبي من أجل الخروج من وضع التشتت وخلق توازنات في الساحة غير أن هذه المكاسب تبقى وقتية وهشّة في وضع يعيش ارتفاع لهيب الاسعار وبروز نوع من التمرد على مؤسسات الدولة وتعدد مظاهر الانفلات الامني بعدّة مناطق داخلية  وخلص إلى وجود مخاوف حقيقية من أن يرتدّ الوضع إلى ما كان عليه قبل الثورة وهي مخاوف ساهمت فيها سياسات حكومية فاقدة لمبدأ التشارك وآداء إعلامي يركّز على الإثارة وغياب كلّي للأحزاب . وذكّر الأمين العام للحزب بالحاجة الاكيدة إلى حوار وطني بين جميع الاطراف حتّى يساهم الجميع في إنجاح هذه المرحلة الانتقالية التي لا تتحمل تقسيم الوضع إلى سلطة ومعارضة وأكد أن الحزب يرغب في أن يكون في موقع الشريك الفاعل سواء في علاقته مع ”الترويكا“ أو مع بقية الأحزاب وقال أن مناضلي الإصلاح والتنمية ليسوا مرتاحين إلى عدم التوازن السياسي في الساحة الوطنية وهم مستعدّون للمشاركة في أية مبادرة جدّية ذات مضمون واضح. وقد تداول المشاركون على ثلاث ورشات، واحدة لتحليل المشهد السياسي والتموقع الحزبي قام بتنشيطها محمد بالشيخ والثانية خاصة بالبرامج قام بتنشيطها مصطفى الأكحل  والثالثة ورشة البناء الحزبي والفكرة المميزة قام بتنشيطها الدكتور عادل العمراني . وتمت صياغة ما تمّ تدارسه في  تقارير قام مقرري الورشات بتلاوتها خلال الجلسة الختامية للندوة ومن أهم  ما توصّل إليه المتحاورون في موضوع البناء الحزبي والفكرة المميزة ، التأكيد على أولوية البناء الداخلي وتطوير الحضور السياسي على المستوى الجهوي والمحلّي وتفعيل الفكرة الإصلاحية كمنهج سياسي وتكريس مبدأ المواطنة كمنطلق لبناء الدولة الديمقراطية. كما أكد الجميع على أهمية وضع خطّة إعلامية ترتكزعلى إستغلال التكنولوجيا الحديثة والتفكير في إصدار نشرية دورية ناطقة باسم الحزب .أمّا في موضوع البرامج فقد خلص المشاركون إلى ضرورة إيلاء المشاغل الأساسية للإصلاح في ميادين التشغيل والتربية والتنمية الأهمية التي تستحقها وتعميق النظر في المواضيع المرتبطة باستحقاقات الثورة لإبداع حلول تتحقق بها الإضافة والتميّز للحزب لأن الأحزاب الحديثة تقاس أفضليتها حسب قوّة اقتراحاتها في القطاعات والمشاكل الاساسية . وذكّر بعض الحاضرين أن ذلك لا ينفي الاهتمام بجميع المجالات والقطاعات وتبنّي خطوط عامّة للإصلاح حتّى يعبّر الحزب عن جدارته بالإنتماء إلىالمجتمع السياسي وأحقيته بالوصول إلى السلطة  وجدّيته في طرح الحلول لمشاكل البلاد . أمّا في تحليل المشهد السياسي وتموقع الحزب فيه فقد اتفقت الأغلبية على هشاشة الوضع وضرورة قيام الحزب بدور فعّال في التخفيض من حدّة الإحتقان والتشنج السياسي، والانفتاح على المبادرات المختلفة في إعادة التشكل الحزبي، على قاعدة التمسك بمبادئ الحزب والعمل على خلق التوازن الضروري للبناء الديمقراطي والنجاعة في المشاركة.