الافتتاحية

بقلم
فيصل العش
افتتاحية العدد التاسع والعشرين

 بسم الله معيننا على قهرالصعاب 

والصلاة والسلام على أعزّ الأحباب 
في البداية نزفّ لقرّاء مجلّة «الاصلاح» ومسانديها بشرى إطلاق الموقع الإلكتروني «www.alislahmag.com». الذي سيكون وسيلة جديدة للتواصل والتفاعل معكم. 
«www.alislahmag.com» موقع ديناميكي قابل للتطوّر وهو تفاعلي الطبيعة، يسمح للمبحر فيه أن يقوم بتحميل العدد الأخير من المجلّة في حالة عدم الحصول عليها عبر بريده الإلكتروني أو يطّلع على مختلف مقالات العدد الجديد مفصّلة ويسجّل في ذيل كل مقال ،على نفس الصفحة، ملاحظاته ونقده أو يطرح تساؤلاته على كاتبه. كما يمكنه تحميل جميع الأعداد السابقة من خلال نافذة «الأرشيف».
«www.alislahmag.com» موقع سيوفّر في القريب العاجل لمن يلجه ، امكانية تبويب المقالات حسب الكاتب والتعرّف على السيرة الذاتية لجميع كتّاب المجلّة منذ نشأتها من خلال نافذة «أسرة التحرير».
أمّا في ما يتعلّق بمحتوى هذا العدد الجديد، فقد جمع كالعادة بين السياسة والفكر، بين معالجة مواضيــــع ذات صلـــــة بالراهـــن وأخرى تحاول أن تذهب بعيـــدا على المستوى النظري وتعالج مواضيع تتعلّق بالمسألة الدينيّة والحضاريّة.
 الأخ محمد القوماني يستقرئ واقع العرب ليبحث تعقيدات تغيير الحكم وصعوبات بناء الدولة الديمقراطيّة ويطرح جملة من التساؤلات حول الموضوع في مقاله «بين حكم خائف ومعارضة يائسة:متى يأذن صبح العرب بالبلج؟» ليستنتج أن الحلّ في المصالحة بين مختلف القوى الفاعلة على قاعدة التمسك بالهوية والوعي بمتطلبات الحداثة وفي تجديد الفكر والوعي وهو أهم عناصر الثقافة المجتمعيّة الجديدة لإنجاح الثورة.
 وفي خضمّ التجاذبات حول «المجلس التأسيسي» وما تبعها من مواقف على مستوى وسائل الإعلام والساحات العامّة حول مسلسل «كتابة الدستور»، يكتب الصديق «اسماعيل بوسروال» عن المهمّة الثورية للمجلس الوطني التأسيسي التي لا يراها تقتصر على كتابة الدستور فحسب، بل تتعدّاها إلى إنشاء مؤسسات تمنع عودة الاستبداد والفساد منعا نهائيا وهذا في حاجة أكيدة إلى أن تكون «تونس» فوق الأحزاب وفوق النقابات. 
الصديق لطفي زكري يعالج في مقاله الفكري سؤالا يتعلّق بالإسلام هل هو ديانة خاتمة أم مسار كوني؟ ليستنتج أن « المسلمين ليسوا أتباعا لنبي أو رسول بعينه وإنما هم كل البشر الذين أسلموا وجوههم إلى الله منذ آدم عليه السلام. ومن ثم لا يمكننا فهم التماهي أو التهوي بين الدين والإسلام إلا على جهة الدلالة الكونية للدين وللإسلام معا » ويرى « أن الإسلام الكوني يحول دون الإمعان في الاستعلاء والاستكبار ويحمل الإنسان على أن يكون إنسانا مكتمل الإنسانية ومحصنا ضد كل أشكال الغرور والاحتقار في علاقته بذاته وبالآخرين ».
هذه بعض المفتّحات التي نتمنّى أن تحرّك فيك، عزيزنا القارئ، الرغبة في مطالعة هذه المقالات ومقالات أخرى لا تقلّ أهميّة عنها... فقراءة ممتعة ...