مجرّد رأي

بقلم
يسري بوعوينة
القانون في خدمة الإنسانية

القانون في خدمة الإنسانية

و التشريع في خدمة المواطن و هكذا نريد لقوانيننا أن تكون القاطرة التي تقودنا إلى ما هو أفضل و أرقى و ليس قيودا تكبّلنا و أغلالا تجعلنا لا نتحرك قيد أنملة للأمام...في هذا الصدد أريد أن ألفت أنظار المشرّعين إلى مسألة يجب أن نوليها أهمية قصوى وهي الأم العاملة.

بداية العائلة تبنى على كاهل المرأة وهي من تتحمل ثقل المسؤولية أساسا فمن الإعتناء بشؤون البيت إلى تربية الأطفال و نادرا ما يبادر الرجل إلى مد يد المساعدة للزوجة التي و أمام ضغط الواقع نزلت إلى سوق الشغل على حساب راحتها فإذا كان الرجل يعمل مرة واحدة فإن المرأة تعمل مرتين (العمل في البيت أيضا مهنة شاقة)..الرجال التقدميون كما يصفون أنفسهم لا نجد لهم أثرا في المطبخ و لا يعرفون غسل الملابس و لا الإهتمام بالأطفال و النساء التقدميات جعلن معركتهن المرأة خارج البيت (حرية اللباس و الزواج ووو) و نسين في خضم ذلك المرأة داخل البيت..نعم المرأة ليس مكانها البيت هذا صحيح و لكن أيضا كما نطالب بحقوق المرأة في عديد  المجالات فنحن أيضا علينا أن نطالب بحقوق المرأة داخل بيتها..لعل أول هذه الحقوق أن يكون الإعتناء بالمنزل و بشؤون الأسرة عامة قسمة عادلة بين الزوجين فهما الإثنان يعملان و هما الإثنان يسكنان تحت سقف واحد و يركبان مركبة واحدة و لا نرى سببا يجعل المرأة مطالبة بتدبير شؤون المنزل في حين يترك الزوج في حلّ من هذا و إن فعل فهي منّة منه و فضل..كذلك أقترح سن تشريع خاص بالأم العاملة يمنحها حقوقا إضافية تكون موضوعا النقاش بين مختلف الأطراف المتداخلة حيث لا تكون مجحفة فيشتكي صاحب المؤسسة و لا تكون هزيلة لا تسمن و لا تغني من جوع فتستمرّ معاناة الأمهات العاملات...أقترح كذلك منح الأم العاملة و التي لها طفل معوق ساعة يوميا (أسوة بساعة الرضاعة التي يمنحها تشريع الشغل لفائدة الأمهات العاملات لمدة تصل إلى قرابة العام) و تكون هذه الساعة ممنوحة طيلة الحياة المهنية للأم العاملة لأن الإعتناء بالأطفال و هم في صحة جيدة أمر متعب للغاية فما بالك بطفل معوق له إحتياجات خاصة...إن القوانين الجديدة التي يجب أن تخدم المواطن و المجتمع و ليس فقط صاحب المؤسسة لا يجب أن تكون مجرد نسخ للتشاريع الغربية فعقولنا لم تتحجّر بعد و يمكننا نحن أيضا إستنبط أحكام جديدة تستجيب لحاجات مجتمعنا و تساهم في رقّيه و تحفظ التماسك الإجتماعي و لا تلغي دور المرأة كعنصر فاعل و مؤثر في المجتمع (و إن كره السلفيون) و لا تتعارض كذلك مع دور الأم التي تبقى النواة الصلبة لكل عائلة.