حديقة الشعراء

بقلم
عبدالعزيز التميمي
الجدار
 عال هو الجدار
لكنهم كتبوا...
للأمومة ..
للحبيبة..
للشّهادة والشّهيد.
***
عال هو الجدار
لكنهم كتبوا ...
عن لحمهم وسياط مفترس
يزمجر في الدماء 
على السلاسل والقيود.
***
عال هو الجدار
لكنهم كتبوا ...
عن عرق الصّبايا المعدمات.. 
في بلادي. 
عن النّساء العاملات. 
عن غضب الرّجال...
عن الصمود.
***
عال هو الجدار
لكنهم كتبوا..
عن التجبّر والتّكبّر ..
وفحولة الملك العنيد.
عن صلاة الكادحين 
في سفح الحقول.
عن دعاء أروى لعامر 
عسى يعود ...
فهل يعود؟
***
كثيف هو الغبار
لكنّهم عبروا 
من الجسور الى الجسور
الى المعارج والجسور
في ليلة القدر الكبرى 
تنزّل بالسّلام...
وانبلاج الصّبح
في عزّ الظلام.
***
عتيّ دويّ فتنتهم
وظلم ذوي القربى أشد 
يهوى على الحرمات والقربات 
يحرقها ...
يهدم ما انبنى جيلا على جيل 
ويفتح الأبواب للطّوفان
والجرذان ...
يغري اليافعين.. 
يخدّرهم ...
يجرح حلمهم ...
يزرع في أوصالهم فشلا
ويمضي في الصّقيع.
يا لهف قلبي من الصّقيع. 
لكنّهم صبروا...
لكنّهم صبروا 
فاللّه نور ...
والسّماء لها من نوره
نور تجلّى في الكواكب والفلك،
وقلوب الذّاكرين...
واللّه نور ولهم من نوره
نور وفعل في الأنام...
وفي اليقين. 
وصحائف النّبوات
تترى...
 سورًا وآيات
وعدْلا لجموع الكادحين.