همسة

بقلم
محمد بن نصر
قطار اليوم كان باهتا
 في كل مرة تُثار قضية للنقاش خاصة إذا كان الإسلاميون طرفا فيها، اُستدعيَ التاريخ بكل تفاصيله المتداولة، يحدثونك بكل ثقة وكأنهم البارحة تعشوا مع عمر بن الخطاب بعد اجتماع السقيفة أو عادوا لتوهم من ساحة معركة صفين. بالرغم من النصوص التي نوردها متفاخرين عن ابن خلدون في فهمه للتاريخ «إذ هو في ظاهره لا يزيد على أخبارٍ عن الأيام والدول والسوابق من القرون الأُوَل، تنمو فيها الأقوال، وتُضرب فيها الأمثال، وتُطْرَفُ بها الأندية إذا غصّها الاحتفال، وتؤدّي لنا شأن الخليقة كيف تقلّبت بها الأحوال، واتّسع للدّول النّطاق فيها والمجال...وفي باطنه نظر وتحقيق، وتعليل للكائنات ومباديها دقيق، وعلمٌ بكيفيّات الوقائع وأسبابها عميق؛ فهو لذلك أصيلٌ في الحكمة عريق، وجديرٌ بأن يُعدّ في علومها وخليق»، مازال التاريخ عندنا سرديات درامية نتفاعل معها بكل وجداننا. يندر أن ترى غربيا يقرأ كتابا في التاريخ المسيحي الا أن يكون رواية أو عملا فنيا. لا تجد في حواراتهم حول الشأن السياسي اليومي استحضارا للتاريخ. لقد تحول التاريخ عندهم إلى مستخلصات توليفية synthèses مستبطنة، تنظم التفكير. ليس بالضرورة من الناحية العلمية بالأمر الجيد باعتبار أن هذا الإجماع العلمي القسري يتحول إلى سلطة قاهرة تمنع التفكير وكم استخدم الإجماع لقمع التفكير الحر. لازالت تسمع زلزلة جملة «أجمعت الأمة»، مثل مطرقة القاضي...(لها اسم فني لا أستحضره الآن) لتقول للعقل «ألزم حدودك». 
قلت ليس  بالضرورة من الناحية العلمية بالأمر الجيد،  ولذلك نجد بعض المغامرين يبحرون فيه ويعودون إلينا بجواهر تفسد على القوم راحة بالهم ولكنه حرر الناس من الإغتراب في التاريخ ومن التعامل مع الأحداث كما تبدو للناظر دون البحث عن شرعية تاريخية لها.