قراءات

بقلم
د.ناجي حجلاوي
جدل التّذكّر والتّفكّر «قراءة في ذاكرة النّار للمولدي فرّوج»
  مدخل
«ذاكرة النّارّ»(1) عنوان حملني لأوّل وهلة على استحضار أمريْن: الأمر الأوّل قولة لغاندي  تتمثّل في:«كلّما اعتراني اليأس، تذكّرت أنّ طرق الحقيقة والمحبّة عبر التّاريخ كلّها مملوءة بالانتصارات»(2)، فالتّذكّر حينئذ يمثّل ملجأ آمنا للذّهن، يحقّق فيه توازنه ويعوضّ فيه نواقصه، وشعوره بالضّيق. وعليه فإنّ التّذكّر مساحة شاسعة ضامنة للاستمرار في التّاريخ، ومازالت الذّاكرة تمثّل الأرشيف الحيّ للمرء يعود إليها كلّما اقتضت الحاجة. والذّاكرة نشاط عقلي معرفي يقوم على ترميز المعارف والعلوم المرغوب تحقيقها من الدّماغ، حيث يخزّن فيها ما يحتاج إليه، فيعود إليها في الوقت المطلوب. وهي تفاعلات نفسيّة تُشخصّ وتُسْتحضر عبر أداة التذّكر. وللذّاكرة أشكال متعدّدة منها القصيرة  والطّويلة في الأمد، وهي تتأثر بعوامل متعدّدة، منها الذّاتي ومنها الموضوعي، فما يكون مرغوبا يسهل حفظه والمحافظة عليه وتذكره، وما كان غير مرغوب فيه يتلاشى، بالإضافة إلى دور التّكرار والتعوّد وطرق التّغذية وتعاطي الرّياضة.
وأمّا الأمر الثّاني، فيتمثّل في استعادة قصيدة نشرها الشّاعر المولدي فرّوج في ديوان الثّورة الصّادر عن اتّحاد الكتاب سنة 2011 وهي قصيدة بعنوان «عرس النّار»، يقول فيها: «النّار أعطتنا احتمالا للحريق عشرين عاما، والبلاد تُعدّ عرس النّار من قشّ الغريق. ها قد هرمنا قبل أن نجد الطّريق»(3).
وفي هذا الإطار يصبح التّساؤل عن علاقة الطّريق بالنّار سؤالا مشروعا. والإجابة تتمثّل على النّحو التّالي: إذا كان للنّار مفهوم ورمزيّة، فإنّ المصاديق لهذا المفهوم متعدّدة من خلال ضروب الاستعمال الكثيرة لها. ولقد كان العرب بمختلف قبائلهم على وفاق ضمنيّ أن يتمّ إشعال النّار على رؤوس الجبال بشكل دوري ومنتظم، حتّى يجد الضّال طريقه داخل الصّحراء، وحينئذ يلجأ إلى هذه النّار الهادية، حيث الأكل والشّرب والدّفء والأمان. وقد تتعدّد رمزيّة النّار بحسب الثّقافات ومختلف السّياقات الحضاريّة.
رمزية النّار
لقد فكّ «غاستون باشلار» التّناقض الوهمي القائم بين الشّعر والعلم، فالظّاهرة النّارية بوصفها موضوعا كيماويا فيزيائيا، بيّن أنّه يضرب بقدم في عوالم النّفس وفي الشّعر. وهي رمز محمّل بكثير من الأفكار والمعتقدات المتجاوزة لحدّ الموضوع العلمي. وكم تدفقّ الإيمان حارّا من أعماق المؤمن. وكم توالت القصائد متوهجة من الشّعراء. وكم التهبت نيران الذّاكرة المشتعلة بحرّ الذّكريات الحارقة. ومازال الغاضب يصطلي بنار غضبه وفورة دمائه. وهكذا يفرض الموضوع البدائي ذاته على التقدّم الّذي أحرزه الإنسان. ومازالت وثنيّة النّار تلازمه في رغبته في الحماسة والالتهاب تماسا مع الجنون الآتي من مارج من نار، ولعلّ الجنّات الخارقة واردة من هذا المورد الجنوني.
إنّ اللاّفت في  عنصر النّار خيط عماده التذكّر، يقول باشلار: «تهيئ لنا النّار والحرارة أدوات تفسير في مختلف الميادين، لأنّهما تنتجان لنا المناسبة لذكريات لا تطالها يد البلى»(4). فالنّار هي الحيّ الأعلى يبدأ من الأرض وتنتهي إلى السّماء، وتعود طريقها لتميّز بين الخير والشّر، وتستقرّ في الجحيم، تؤنس بالموقد وتؤذى بالاحتراق، فيها النّقائض كلّها سعادة وشقاء، أنس ووحشة، حياة وموت، طهارة ودنس، عذوبة وعذاب، لها من صفات الإنسان الكثير داء ودواء، طاعة وعصيان.
وفي الأسطورة اليونانيّة، احتل «بروميثيوس» مرتبة مستشار عند «زيوس» لحكمته، وهو الّذي شكّل البشر وأبطأ طويلا في هذا الصّنيع المتقن، المفعم بحبّ البشر على خلاف «زيوس». وقد سرق «بروميثيوس» كثيرا من المعارف من الآلهة ومنحها للبشر. وأخيرا سرق النّار من آلهة الأولمب ومنح قبسا منها للبشر. وحزن «بروميثيوس» لبرد البشر ووحشتهم، فجاءهم بالنّار للتّدفؤ والتّأنس بها، فاختلس صاعقة من صواعق «زيوس»، فنعم البشر بمزايا النّار وشهواتها. فأكل البشر اللّحم مشويّا، وقُدّمت العظام للآلهة. وسار البشر بالنّار قُدُما، فتقدّم بحياتهم. وعُوقب «بروميثيوس» بغراب ينهش كبده، ومع ذلك كان يشعر بسعادة لسعادة الإنسان. وأمّا «زيوس»، فقد دبّر مكيدة بانادورا المرأة النّارية لغواية البشر، تسلب ألبابهم بجمالها وسحرها. وهي الّتي فتحت صندوق الشرّ والآثام، وأخيرا أنعم «هرقل» على «بروميثيوس» بالعتق والحرّية، فثارت ثائرة «زيوس» وأغرق البشر في الطّوفان(5).
جدل التذكّر والتفكّر
إنّ المتأمل في هذه الملحمة الشّعريّة «ذاكرة النّار»، بالإضافة إلى ما سلفت الإشارة إليه من الدّلالات الحافّة بالرّمزيْن المشكّليْن للعنوان، فإنّه يُلفي نفسه أمام ثنائيّة ضديدة في مستوى الزّمن وما يحتويه، ممّا يولّد جدلا مركّبا بين ثنائيّات فرعيّة عديدة: الماضي والحاضر هما العمود الفقري للتّناقض، وما حواه الماضي من جهة يقابل ما تضمنّه الحاضر من جهة أخرى. وعماد الماضي هوّ التّذكّر وعمود الحاضر هوّ التّفكّر. وكلاهما فعّالية تنهض على جدوى المعرفة والعلم بحقائق الأشياء. وقد صوّر الشّاعر الانقلاب الحاصل في مستوى الزّمن من الماضي الحالم إلى الحاضر القاتم في قوله: «هذي النّهارات كنّا بدأناها بحلم واحد» ص47. إلى أن قال: «صرنا تُعادي النّفس فينا نفسها» ص59. وعليه فإنّ هذا الانقلاب يدعو الدّارس إلى تصفّح ملامح الماضي الّذي كان فيه الشّباب يحلمون كالشّعراء بالغد النّاصع الآمل.
ملامح الماضي 
كان قلب الشّاعر ينبض لحنا شجيّا موقّعا ايقاع أغنية شجيّة  اللّحن. ومؤلّفها هو الوطن موطن الأسرار. ولا غرو في ذلك فالشّاعر هوّ مؤلف لمجموعة شعريّة بعنوان «وطن في قلبه وامرأة» وهو القائل في هذه الملحمة: «في القلب أغنية حمّلتها شجني» (ص25). إنّه زمن من الرّؤى الطريّة والأفكار العذبة المتعالية الحرّة الطليقة كنسيم الصّباح: «الكلّ حرّ كالهواء» (ص36). وهي فترة رغب فيها الشّاعر كأبناء جيله من الشّعراء في ثقافة حيّة نقدية، تترفّع على الانتماء الضّيق إلى تاريخ مليء بالجراح والفتن والدّماء والدّموع. «لا كتبٌ تؤلفّها الفتن.. كفنٌ كفنٌ» (ص36). وقد كثف الشّاعر من أحلامه حين دارت حوْل الرّبيع، بما يعنيه من خصوبة وجمال: «حلمتُ بالرّبيع» ومحموله الرّمزي هوّ ربيع العرب المنشود، وإن تجسّد في الثّورات، فأنتج زهورا لم تفح بعد.
إنّ الماضي، وإن كان سعيدا لأنّه مجال الأحلام، فإنّه بطوله واستطالته وامتداده في الزّمن، جعل الأحلام تشارف على أن تكون عجافا. يقول: «الطّفولة من حلمها قد تشيب وشيبنا» (ص71). وقد عبر الشّاعر بوضوح عن سآمته المتأتية من طول هذا الزّمن الرّتيب: «سئمناك من زمن» (ص 71).
إنّ هذا الانتظار الطّويل الذّي استغرق عشرين جيلا، جعل الشّاعر يتحوّل من حالة معرفيّة إلى حالة وعي أخرى. يقول:«منذ عشرين جيلا، تلاعبني الصُّدف العربيّة» (ص 99). وهذه الحالة، هيّ حالة التّفكّر بعد التّذكّر، لأنّ القدرة على التّفكير هي قيمة أهمّ بكثير من القدرة على تذكّر الحقائق على حدّ عبارة داود شوارتز(6). وهكذا يجد المطالع لذاكرة النّار نفسه إزاء لوحة جديدة عليقة بالحاضر، حيث تُرسم لوحة قاتمة بدءا من وطأة الزّمن وإناخته بكلكله على الإنسان، ولاسيّما إذا بلغ المرء سنّ الخرف:
«الرّاعي أقعده العمر» (ص60) ، و«سئمناك من زمن» (ص71) 
وكلّ ذلك يدعو إلى استطلاع ملامح الحاضر 
ملامح الحاضر
   يتميّز الحاضر بتبخّر الأحلام وضياع الحساب رغم الشّروع في العدّ:
«كنّا بدأنا العدّ
في آخر الأسبوع ضيّعنا الحساب» (ص 47)
والنّتيجة الطّبيعيّة لهذا الضّياع، هيّ سير الجميع على غير هدى في صحراء بني حِمْير. 
«الكلّ يسري في خراب» (ص 58)
ولا أدلّ على هذا الخراب، من أنّ ثورة بذرت حلما بقي حبيس النّزاع الجهوي والمذهبي: 
«الثّورة بذرت جنينا». وهذا الجنين يبدو أنّ رأسه من حديد، على شاكلة الجنين الّذي ورد في مسرحيّة «بيت الجنون» لتوفيق فيّاض. إنّ رئيسا قد بلغ أرذل العمر: «الرّاعي أقعده العمر» (ص 60). قد خلفه جنديّ لا همّ له إلّا أن يأكل من حقده: «ورئيسها المخلوع يأكل حقْده» (ص31). فيكون بذلك خير استمرار لعهد الفتن القديم.
 وما يزيد الحاضر سوادا، هوّ أنّ ثروات البلاد تنهبها أقلّية مسيطرة، والواجب في هذه الأقلية أن تكون عادلة التّوزيع، حكيمة التّصرف:
«يا آدم المخلوق من نتن التّراب» (ص39)
«حواء تبني عرشها 
وتعضّ أفعى
كي تفوز بسُمّها
وتخيطُ من قرطاج تاجا للكلاب» (ص 42).
والغريب أنّ حاكما بدلا من أن يترفّع عن المثالب، فإنّه يتاجر بالدّين رداءً وبضاعة مزجاة، يشتري بها ذمم البسطاء، وضمائر عموم النّاس. فالتّجارة بالدّين تجارة بأحاسيس النّاس ووجدانهم، والتوبة في هذا المجال لا تتمّ بالعمرة والحجّ والصّلاة ،وإنّما تكون بإعادة حقوق النّاس إلى أهلها يقول الشّاعر:
«من قال
حوّاء البغيّة قد تتوب
فقد كذبْ» (ص ص 43-44).
إنّ سلوكا كهذا من المسؤول سيشيع الشّعور باليأس والإحباط والأسف على بلد يحبل بحبَل كاذب:
«أنا قلق على حمْل 
 يشدّك للوراء
 بلا أمام» (ص50).
لقد ظلّ هذا البلد الأمّ يئن تحت وطأة الظلّم والفساد والاستبداد، وإذا نادى أبناءه فإنّ صوته لا يصل لآذانهم من ضعفه وذبوله. ومن ثمّ ساد الرّماد والسّواد: «أمي تلاغيني ويبكيني الرّماد» (ص56).
ولا أدلّ على التّردّي في أتون الرّداءة والتّلاعب بمصير البلاد من التّعدي على أهم وثيقة تعاقديّة بين جميع أفراد الشّعب الّتي هيّ الدستور يقول: «قلبنا الدّساتير في لعبة الموت» 
فلا غرو حينئذ في أن يشعر المرء بكونه يغرق دون وجود أي مؤشر للنجاة:
«غرقى بلا قشّة للنجاة» (ص85).
إنّ هذه الحالة المأساوية الّتي ملأت حاضر الشّاعر، وسدّتْ عليه منافذ العيش الكريم، حيث تبخرّت كلّ أحلامه وآماله، جعلته يستفيد من حالة الوعي البادية في لحظة التّفكّر، إذ لجأ إلى نوافذ الأمل وهو ما يدعو إلى التّساؤل عن موقف الشّاعر من الواقع البائس.
نوافذ في جدار العتمة
لما كان الشّعر ينهض على الرؤية والموقف، فإنّ الحدس الشّعري لدى الشّاعر يجعله يبلور موقفا يتمثّل في إرادة التّجاوز. وهذا الموقف يتجلّى من خلال حركة الأمر والحكم والاستقبال.
*الأمر: إنّ فعل الأمر أسلوب يدلّ على التّحلّي بقدرة إنجازية خلاقة، وإرادة فعّالة تخوّل لصاحبها إصدار الأوامر: «ليُضربْ النّاس عن موتهم» 
*الحكم: يصدر الحكم من الشّاعر الآمر، لأنّ صاحب الأمر في مستوى الخطاب الشّعري يتمتّع بأهلية إصدار الأحكام النّابعة من رؤيته الشّعرية، ومن تجربته الفنّية، ومن الأحكام الواردة في ذاكرة النّار نذكر:
«كان لابدّ لي أن أثور على الدّود
كيْ أسود» (ص67)
ومن الأحكام الصادرة من الشّاعر أيضا هي ضرورة إبرام عقد زواج بين النّار الرّمز الأساسي في هذه الملحمة والثّلج للحصول على الماء الباعث على الحياة يقول:
«لابدّ أن تتزّوج النّار بالثّلج ليولد الياسمين» (ص95).
ومن الأحكام الصّادرة عن الذّات الشّاعرة ما يتعلّق بأزمة الثّقافة العربية وهو الارتداد إلى الماضي باعتباره نموذجا للتّقدّم الحضاري. يقول الشّاعر: «لا وقت للتاريخ حتّى يستدير للوراء» (ص 122)  
*الاستقبال: بدا هذا المعنى واضحا في استعمال سين الاستقبال الدّال على الانفتاح الآمل في المستقبل: «سأعيد إليها تاجها» 
وما هذه الحركة الأملة، إلاّ لإعادة رسم تاريخ جديد لبلد ظلّ يعاني من أبنائه الأمرّيْن -لأنّ التّاريخ الجميل يكتبه الشّعراء (ص147).وقد صرّح الشّاعر بضرورة التّخلّص من صفحات مزيفة وملطخّة بالفتن:
«سنؤجّل الأحزان للزّمن القديم
ونُعيد النّار للتاريخ تأكل حقده
ونقاتل الفتن القديمة» (ص123)
الخاتمة
لقد مثلت مجموعة «ذاكرة النّار» للمولدي فرّوج ملحمة شعريّة، حاكتْ الملحمة الوطنيّة الّتي عاشتها البلاد التّونسيّة عبر أجيال عديدة في المستويات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسّياسيّة والثّقافيّة. وقد رمز إلى الشّعب التّونسي ببني حِمْير وهي علامة دالة على ما يعانيه العرب جميعا، لأنّهم جميعا في الهمّ شرق على حدّ عبارة أحمد شوقي. وقد غذّى ذكر الأماكن المتعدّدة ضمن هذه الملحمة الوظيفة المرجعيّة، فأتت في تونس، وفي القيروان حينا، وفي المهدية أحيانا أخرى، ومع البربر وحِمْير اليمن، ومع قرطاج. وهكذا يجد الشّاعر نفسه  مثقلا بإرث حضاري وثقافي متنوّع، علما بأنّ مصادر الكتابة الشّعرية ثلاثة منها اتساع الاطلاّع الثّقافي بالإضافة إلى الجمال الطّبيعي والجمال النّسوي. 
إنّ هذه الملحمة مثقلة بالرّموز والإحالات. وما لا يفوت التّنبيه عليه هوّ أنّ الشّاعر الّذي دعا إلى تجاوز الماضي وإشعال النّار في تاريخ فتنه، نُلفيه يقتنع بجدوى العودة إليه، لاستعارة الحلول الملائمة للتّخلف وذلك بادٍ في قوله: «سأعيد إليها تاجها». وذات الفعل يُعاودنا في قوله: «ونعيد النّار للتاريخ تأكل حقْده» (ص 123). ويبدو أنّ المشكلة المتمثّلة في العودة إلى الماضي تتجاوز الشّاعر لتصبح أزمة ثقافة تُعاني منها الثّقافة العربية بأسرها.
الهوامش
(1) فرّوج، المولدي، ذاكرة النّار، دار المسار للنشر والتوزيع، تونس، ط1، 2019
(2) Quand je désespère je me souviens car vers toute l’histoire les chemins de la vérité et de l’amour  ont toujours triomphé. Gandhi v. Joe Vitale , le manuel inédit de la vie, ed Ada Eds,2009, p12                                                                                                                                            
(3) انظر ديوان الثّورة، ج1، دار المسار للنّشر والتّوزيع، تونس، سنة 2011، ص52. 
(4) انظر باشلار، غاستون، النّار في التّحليل النّفسي، تعريب نهاد خياط، دار الأندلس للطّباعة والتوزيع، بيروت، لبنان، ط1، سنة 1984، ص 11.
(5) انظر سلامة، أمين، الأساطير اليونانية والرومانية، دار الفكر العربي، مصر، ط1، سنة 1988، ص18. 
(6) La capacité de penser est une valeur beaucoup plus importante que la capacité de mémoriser des faits,  David, J. Schwartz, la magie de voir grand, Paris,2015 , p99.