الافتتاحية

بقلم
التحرير الإصلاح
الافتتاحية
 يصدر العدد 157 من مجلّة «الإصلاح» والمسلمون في أرجاء العالم، يحتفلون بعيد الأضحى المبارك بشكل مغاير لاحتفالاتهم السّابقة نتيجة جائحة كورونا التي جثمت على صدر «الإنسانيّة» وقلبت حياة البشر رأسا على عقب؛ ورغم ذلك، فإنّنا  نبدأ هذه الافتتاحيّة بتقديم التّهاني للقرّاء الأعزّاء وكلّ التّونسيين والعرب والمسلمين، راجين من اللّه العليّ القدير أن يجعل أيّام هذا العيد أيام يمن وبركة، خاصّة على المستضعفين والفقراء والمساكين، ويؤلّف بين قلوب من يسكن هذه الأرض الطيّبة، فيتّجهون إلى الحوار من أجل التّوافق والتّآزر، نابذين للعنف والكراهيّة والتّقاتل والخصام. 
إنّ حلول العيد مناسبة ليتصالح النّاس -إلاّ من كان في قلبه مرض-ويتنافسون على عمل الخير ومساعدة الفقراء والمحتاجين وإدخال السرور على قلوب اليتامى والمحرومين وهي بالتّالي فرصة ليجدّد المجتمع وحدته ويشحن ماكينته الاجتماعيّة، حتّى ينطلق سالكا طريق العمل والبناء في تناسق وتكامل بين مختلف مكوناته. فهل سيتحقق ذلك في عيد هذا العام  أم ستبقى دار لقمان على حالها؟ 
لن يرتبط عيد الأضحى هذا العام بالرّكن الخامس من أركان الإسلام وهو الحجّ إلى بيت اللّه الحرام، فلن تُشدَّ الرّحال هذا العام من مختلف أصقاع العالم كالعادة إلى البيت المعمور تلبية لدعوة إبراهيم عليه السّلام «وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍٍ »(سورة الحجّ - 27)،  بل سيقتصر تنفيذ هذا الرّكن على عدد قليل من المقيمين بالمملكة. لعلّ في ذلك حكمة؛ ربّما هي إشارة من اللّه إلى المسلمين أن أعيدوا حساباتكم وأصلحوا ذات بينكم، قبل أن تأتوني مُحْرِمِينَ. لاحاجة للّه إلى اجتماعكم ببيته المحرّم، في مشهد يعبّر عن وحدتكم ويعزّز المساواة بينكم، ثمّ تعودون بعد ذلك إلى التّناحر والتّقاتل ومعاداة بعضكم بعضا. «فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ؟؟؟» ...