همسة

بقلم
هبيري محمد أمين
ميثاق براءة الإستقلال
 يمثّل مطلع سورة التّوبة «بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ»(1) إعلانا عن نهاية كافّة أصناف العقود العامّة المبرمة بين المسلمين والمشركين، تكريسا لقاعدة «لكم دينكم ولي دين» وهي نهاية عصر الخضوع للقوى السّياسيّة المنشقّة عن الإسلام (المشركين) والخائنين (المنافقين) وإعلان بداية عصر جديد عنوانه التّمكين في الأرض لدولة المدينة (الاستقلال السياسي).
وأمّا البند الثّاني من بنود الإعلان فيتمثّل في «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا، وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ، إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ»(2)وهو إعلان عن نهاية كافّة العقود الخاصّة الاقتصاديّة والتّجارية بين دولة المدينة من جهة والقبائل المتحاربة من جهة أخرى وذلك للتّأكيد على الجوانب الاقتصاديّة وأهمّيتها في العلاقات السّياسيّة. (الاستقلال الاقتصادي).
والبند الأخير من بنود الميثاق فهو مخصّص للتّأريخ من خلال الآية «إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ، يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ، زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ، وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ»(3) وهو إعلان عن القطيعة التّاريخية مع كلّ أشكال التّحريف والإفساد الرّمزي والثّقافي التي كرّسته قريش كونها عاصمة تجاريّة وهو ما يؤكّد على أهمّية الجانب التّأريخي في الحضارة الإنسانيّة (الاستقلال الثقافي)
الهوامش
(1) سورة التوبة - الآية 1
(2) سورة التوبة - الآية 28
(3) سورة التوبة - الآية 37