حوارات

بقلم
فيصل العش
مع الأستاذ الدكتور عبداللطيف الحناشي (الجزء الأول)
 (1)
س: الأستاذ الدكتور عبد اللطيف الحناشي، هناك من يتحدّث عن علم التّاريخ وآخرون عن فلسفة التّاريخ، هل هناك فرق بينهما ؟ وما هو هذا الفرق؟ ‏
ج: هذا سؤال قد يرتقي الى مستوى الاشكالية نتيجة لتواتر طرحه ...نعتقد أنّه عندما يكون التّاريخ «صنعة» فهو فنّ، ولكن متى ما تمّ إخضاعه للنّقد والتّحليل والتّعليل أصبح علما. فالتّاريخ إذا كان تدوينا «روائيّا سرديّا» لمجرى الأحداث واختلطت فيه البلاغة فهو صنعة، لأنّ كلّ صنعة تحتاج إلى فنّ أمّا إذا تمّ إخضاعه للنّقد والتّحليل والتّعليل والإسناد الدّقيق الصّارم فهو علم ولكنّه فنّ في الوقت ذاته... فالتّاريخ علم له قواعده وأصوله ومنهجه، وليس  مجرّد فنّ من الفنون الوصفيّة. وهو علم من العلوم الإنسانيّة غير أنّنا لا يمكن أن نشبّهه بالعلوم الطّبيعيّة التي تدرس ظاهرة واحدة بيولوجيّة أو فيزيائيّة أو رياضيّة... فالمعرفة التاريخيَّة بالفعل يستحيل إخضاعها لطرائق العلم التّجريبي الحديث، ولا يمكن أن نستنبط من هذه المعرفة أيّة قوانين ثابتة ثبات القوانين الطبيعيَّة وحتميَّتها.
أما  مصطلح «فلسفة التّاريخ»  فيُنسب لفولتير (1694 –1778). واعتبر  هيجـل (1770 – 1831) أنّ «كلّ تاريخ فلسفة، وكلّ فلسفة تاريخ». وفلسفة التّاريخ هى «مجموعة من الآراء والأفكار التى تتأمّل تاريخ الإنسان ككلّ، سياقه، حركته، قوانينه، والقوى التى تتحكّم فى سيره، فهى فكر يتأمّل الإنسان والعالم لا لأجل التّأمّل المطلق، بل لأنّ تاريخ الإنسان أو وجوده فى الزّمان وتغيّره وتطوّره عنصر أساسى فى بناء كيانه».
وأوّل سؤال تطرحه «فلسفة التّاريخ» هو، هل هناك معنى لما حدث على مرّ الزّمان؟ وقد تعدّدت تفسيرات الفلاسفـة والأجوبـة وتغيّرت مع مـرور الزّمـن. وقد ثار الفلاسفة الأوربيّون على الفكرة اللاّهوتيّــة. ورأى فلاسفة ذلك العصر(من القرن السّادس عشر الذي يُسمّى عصر النّهضـة، وحتّى القــرن الثّامــن عشر الذي يطلق عليه عصر التّنوير) أنّ موضوع التّــاريخ هو الإنسان. خلافا للنّظرية السّابقة التي ترى أنّ الإلـــه (الرّب) هو الذي يدبّر مجرى أحـداث التّاريخ..غير أنّنا نعتبر ابن خلدون هو أول من حدّد مفهوم فلسفة التّاريخ، وإن لم يستخدم مصطلح فلسفة، وذلـك عندما ميّز بين السّرد التّاريخي وتعليــل الأحــداث وتفسيرهــا :
«...أما بعد، فإنّ فنّ التّاريخ من الفنون التي تتداولها الأمم والأجيال، وتشدّ إليه الرّكائب والرّحال، وتسمو إلى معرفته السّوقة.. وتتنافس فيه الملوك .. ، ويتساوى في فهمه العلماء والجهّال ، إذ هو في ظاهره لا يزيد على إخبار عن الأيام والدّول، والسّوابق من القرون الأولى، تنمو فيها الأقوال، وتضرب فيها الأمثال، وتطرف بها الأندية إذا غصّها الاحتفال وتؤدّى إلينا شأن الخليقة كيف تقلّبت بها الأحوال، واتسع للدّول فيها النّطاق والمحال، وعمروا الأرض حتّى نادى بهم الارتحال، وحان لهم الزّوال .. وفى باطنه نظر وتحقيق، وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق، وعلم بكيفيّات الوقائع وأسبابها عميق، فهو لهذا أصيل في الحكمة عريق...»،المقدمة، ص 219 .
(2)
س: هل نجح المؤرّخون وعلماء التّاريخ المعاصرون في قراءة التّاريخ الإسلامي بطريقة تساعد على فهم الماضي وبناء المستقبل؟‏
ج: بداية نحن بحاجة لتحديد المصطلح وتدقيقه. فماذا نعني بـ«التّاريخ الإسلامي»، هل هو تاريخ انتشار الإسلام مثلا؟ أم هو رصد وتحليل مدى تمّ تطبيق مبادئ الإسلام؟
أعتقد أنّنا بالإمكان الحديــث عن تاريــخ الدّول التــي استندت في وجودها للإسلام(التّوصيف)كما يمكن الحديث عن مدى كانت،تلك الدّول، وفيّة لمبادئ الإسلام...شخصيّا أُخيّرُ استخدام مصطلح تاريخ الدّول الإسلاميّة(فترة النّبوة ودولة الصّحابة،والدّولة الأمويّة والدّولة العباسية... ودولة المماليك والدّولة الأغلبيّة...والدّولة العثمانيّة)... وبالتّوازي مع ذلك يمكن القول أنّ تاريخ تلك الدّول التي توصف بأنّها إسلاميّة قد أُشبع بحثا سواء من قبل العرب (مسلمين ومسيحيّين)ومسلمين غير عرب وأجانب (غربيّين)،وذلك بالاعتماد على عدّة مناهج ومقاربات متعدّدة :فلسفيّة واقتصاديّة وسياسيّة واجتماعيّة(علماء اجتماع)وحضاريّة ونفسيّة...ما أنتج مشاريع فكريّة عربيّة متعدّدة المشارب والتّوجّهات يمكن الإستناد إليها/عليها لفهم الماضي وصياغة المستقبل كلّ من زاوية نظره...
وهذا الأمر ينطبق على فهم الماضي وتصوّره بالنّسبة لكلّ الدّول والحضارات ذات المرجعيّة الدّينيّة أو المدنيّة قبل تشكّل الدّولة الحديثة(الدّولة الأمّة)أو من قبلها...وعامّة يمكن الاستفادة من كلّ المقاربات بتفاوت حسب درجة موضوعيّتها وقوّة حججها...
(3)
س: ألا  ترون معنا أنّ هناك نقصا في المنهج باعتبار اعتماد المؤرخين وعلماء التّاريخ المعاصرين المناهج الغربيّة فقط دون النّظر إلى المناهج الأخرى (الشّرق الأدنى مثالا) والاستفادة منها أو إبداع مناهج جديدة؟
شخصيّا لا علم لي بوجود مناهج في التّاريخ بعلاقة بمنطقة الشّرق الأدني وقد يكون ذلك تقصيرا منّي إن وجدت؟ .وشخصيّا لا أومن بمناهج خاصّة بهذا المجال الحضاري أو الجغرافي أو ذاك. فالمنهج هو وليد التّطور الذّهني والفكري والاقتصادي للمجتمعات والبيئات الفكريّة وأحد نتاجاته، التي تتخذ  لاحقا بعدا كونيّا إذا كانت مفيدة وناجعة.
تمكّن العلماء في الغرب من تطوير مناهجهم خلال عمليّات النّقد والتّجاوز أيضا وهو  أمر لم يتمكّن منه المختصّون في العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة في عالم الجنوب (آسيا وأمريكا اللاّتينيّة وأفريقيا)لأسباب تاريخيّة وربّما ثقافيّة ونفسيّة أيضا (عدم الثّقة في الذّات والخوف من عدم اعتراف الآخر بالمنتوج إذا خرج عن المنهجيّات السّائدة)غير أنّ ذلك لا ينفي وجود علماء من عالم الجنوب (مستقرّون في الدّول المصنّعة المتقدّمة) ساهموا بشكل أو بآخر في تجويد وتطوير تلك المناهج.
المشكل ليس في اعتماد هذه المناهج بل في طريقة استثمارها وخاصّة في عمليّة إسقاطها دون نقد وتمحيص وتنسيب...وتوظيف البعض منها دون الآخر لعوامل تاريخيّة ثقافيّة، مثلا المناهج الفرنسيّة بالنّسبة الى المستعمرات الفرنسيّة والمناهج الانجلو سكسونيّة للمستعمرات الانجليزيّة... والأخطر أنّه إذا تعاملنا مع المناهج الجديدة خارج ذلك النّطاق الجغرا-تاريخي، فإنّه لا يتمّ إلاّ عبر اعتراف المتربول القديم بها مثال التّاريخ المجهري (الميكرو تاريخ «إيطالي-الالماني ) واليومي...،
بالنّسبة لي شخصيّا، المهمّ عدم تحنيط المناهج وتحويلها إلى مرجعيّات إجرائيّة موثوق في نجاعتها بشكل مطلق. فمصداقيّة أيّ منهج تاريخيّ، حسب رأينا، لا تصمد إلاّ أمام قوّة نتائجه المباشرة وأمام حسّه النّقدي المسترسل وأمام جرأته على إنتاج الأسئلة التّفكيكيّة المسترسلة واللاّنهائيّة...وعلى خلفيّة ذلك يمكن أن تساعدنا تلك المناهج في فهم تاريخنا. أمّا توليد أو استنباط منهاج غيرها فهي مشروطة بعوامل ذاتيّة وأخرى موضوعيّة كنّا بيّناها في الأعلى...اعتقد أنّ الغرب على استعداد لقبول نظريّات أو مناهج مغايرة إذا تميّزت بالطّرافة والجدّية...
(4)
س: هل يمكن الحديث عن مدرسة تاريخيّــة أكاديميّــة بتونــس؟ وما هي ميزاتهــا وأين تجدون شخصكم فيها؟ 
ج: عرفت الكتابة التّاريخية ذات الطّابع الأكاديمي  في تونس عدّة تحوّلات معرفيّة ومنهجيّة مستفيدة ومتفاعلة مع الإنتاج الأكاديمي الأوروبي عامّة والفرنسي خاصّة، ويبدو هذا أمرا طبيعيّا باعتبار أنّ أغلب الرّواد التّونسيين في هذا الحقل قد تخرّجوا من الجامعات الفرنسيّة وتعلّموا على أيدي أساتذة فرنسيّين ذوو حضور علمي عالميّ ناهيك عن مباشرة بعض الأساتذة الفرنسيّين الذين درّسوا بالجامعة التّونسية في بداية تأسيسها، فانكب عدد هامّ لدراسة التّاريخ السّياسي العام لحركة التّحرر الوطني التّونسي بمنظور نقدي ثمّ تعدّدت الدّراسات والمقاربات. 
وإن تمّ التّركيز أكثر خلال السّبعينات والثّمانينات على تاريخ تونس الاقتصادي والاجتماعي بأبعاده المختلفـة(الطّبقات والفئات والشرائح الاجتماعيّــة)، فإنّ المقاربات السّياسيّة والثّقافيّة لم تكن غائبة عن الميدان، إذ تركّز الاهتمام أيضا على دور الأحزاب الوطنيّة والنّقابات المهنيّة في حركة التّحرر الوطني، وازداد الاهتمام، منذ الثّمانينات، بالتّاريخ الجهوي والمحلّي للبلاد التّونسيّة من النّاحية الاقتصادية والاجتماعيّة وبأوضاع الفئات والشّرائح الاجتماعيّة الدّنيا والمهمّشة في المدن والأرياف وموقعها في الحركة الوطنيّة...
وشكّلت التّسعينات من هذا القرن نقلة نوعيّة في الكتابة التّاريخيّة بالبلاد نتيجة لعدّة عوامل معرفيّة وسياسيّة داخليّة وخارجيّة وخاصّة نتيجة التّحوّل السّياسي الذي عرفته البلاد، إذ أخذت الدّراسات التّاريخيّة تتّجه أكثر فأكثر  للحقل السّياسي والاجتماعي والإداري والثّقافي بالمعنى الواسع للمفردات وتتناول قضايا جديدة أو قديمة ولكن بجرأة علميّة أكثر... 
وقد شكّلت كلّ تلك الكتابات إضافات متميّزة للكتابة التّاريخيّة الأكاديميّة في تونس سواء من حيث المعطيات التي استندت عليها أو المناهج المستخدمة والإشكاليّات التي طرحتها ودقّة المعالجة المتّبعة بشكل عام...لكنّنا من الصّعب الحديث عن مدرسة تاريخيّة تونسيّة باعتبار أنّنا لم «نبدع» أو نَصِغْ  تيّارا جديدا متميّزا عن بقيّة التّيارات التي تميّزت بها المدارس التّاريخيّة المعروفة على المستوى المنهجي . فكلّ الإنتاج أو أغلبه استخدم نفس المناهج التي استخدمت في فرنسا أو المانيا أو ايطاليا..دون أضافة أو تجاوز الاّ بشكل محدود جدّا ..
بدوري استفدت من المناهج الغربيّة وبالإنتاج المعرفي الأوروبي عامّة وبأطروحات هيغل وميشل فوكو مع اختلاف التّأويل والمقاربات جزئيّا أو كلّيا...
(5)
س: ذكرتم في بعض مداخلاتكم أنّ الدّولة الحديثة تأسّست في تونس منذ سنة 1705 م ، لكنّ العديد يروّج أنّ الدّولة الحديثة في تونس تأسّست مع الزّعيم بورقيبة، أليس في هذا تجنّ على ما أنجزه بعض البايات والمصلحين من أمثال خير الدّين في هذا المجال ؟
ج: منذ أن تحوّلت السّلطة إلى الدّولة الحسينيّة (سنة 1705 )، تشكّلت ملامح الدّولة التّونسيّة الحديثة بحدودها الجغرافيّة وطبيعة الحكم ...وهي الدّولة التي سعت للحصول على استقلالها عن الدّولة العثمانيّة(تبيّعة شكليّة)، وسعى البايات للاندماج مع المجتمع التّونسي(العنصر التّونسي )عن طريق المصاهرة والاعتماد على عناصر محلّيّة في إدارة السّلطة  والقيام بعدد من الإصلاحات طالت مجالات متعدّدة في مقدّمتها الاقتصاد والتّعليم (إنجازات خير الدّين الإداريّة والقانونيّة والتّعليميّة، المدرسة الصّادقيّة، وإلغاء الرّق 1846م ،ومدرسة باردو 1840م ، وعهد الأمان 1857م ودستور 1881م)وتلك مكاسب مازالت الأجيال المتعاقبة تفتخر بها، وهي جزء من عمليّة التّحديث التي أرادت النّخبة التّونسيّة في عهد البايات تعميمها...وفي إطار كلّ ذلك تشكّلت ملامح الدّولة التّونسيّة الحديثة(مجال جغرافي محدّد وشخصيّة تونسيّة متميّزة) وبإسقاط النّظام القديم تمّ تأسيس نظام جديد للدّولة التّونسيّة الجديدة(جمهوري عوض الملكي) وذلك بعد استعمار فرنسي دام نحو 75 سنة. أما وسم الدّولة الحديثة(أو الجديدة) فهو بعلاقة بالإجراءات التي اتخذتها دولة الإستقلال في ميادين مختلفة اجتماعيّة وثقافيّة واقتصاديّة وسياسيّة ودستوريّة ...
(6)
س: يقال أنّ التاريخ يكتبه المنتصرون، ويُقال أيضا أن تاريخ تونس في فترة مقاومة الاستعمار وفي فترة مابعد الاستقلال كُتب على قياس بعض الزّعماء والحكّام السّياسيين. هل هذا صحيح؟ وهل من الضّروري إعادة كتابة تاريخ البلاد؟ وكيف السّبيل إلى ذلك؟
ج: القولة هي للمؤرّخ رينهار كوسليك (من كتابه تجربة التّاريخ)ونصّ القولة هي أن: «.. التّاريخ يكتبه المنتصرون على المدى القصير، ويحافظون عليه على المدى المتوسّط لكنّهم لن يخضعوه أبدا لسيطرتهم على المدى البعيد إذ تأتي المكتسبات التّاريخيّة للمعرفة من المنهزمين..». إذ تسعى الأنظمة الاستبداديّة غير الدّيمقراطية لصياغة سرديّة تخدمها بالاعتماد على «مؤرّخين» محترفين أو هواة غير أنّ رؤيتهم تلك لا تصمد طويلا وهذا ما يبيّنه تاريخ المعرفة...
في تونس، كانت هناك محاولة من هذا القبيل انخرط فيها في الأغلب الأعم سياسيّون(المرحوم محمد الصّياح وبعض الهواة وعدد محدود جدّا من الأكاديميّين)، وقد تجدّد هذا الأمر مع منظومة السّابع من نوفمبر اعتمادا على بعض  الجامعيّين خدمة للنّظام الجديد غير أنّ الجامعة التّونسيّة ظلّت بعيدة نسبيّا عن ذلك. إذ أشرف أساتذتها على عشرات من الرّسائل الجامعيّة(حول الحركة الوطنيّة ودور الفئات الاجتماعيّة ومختلف الفاعلين) برؤية نقديّة مغايرة للرّؤية الرّسميّة السّائدة(المنحازة لفرد وحزب وجهة) ولا يعني ذلك إمكانيّة التقاء الرّؤيتين موضوعيّا...
شخصيا، أعتبر نفسي من الذين يدعون أو ينادون  الى صياغة رؤية جديدة لتاريخ تونس المعاصر والرّاهن وليس إلى إعادة كتابة التّاريخ.فإعادة كتابة التّاريخ صيغة غير دقيقة إذ أنّ الإعادة تعني أنّ كلّ ما كتب قبل الإعادة هو غير سليم أو غير صحيح أو لا يستند لمصادر ومراجع دقيقة، في حين أنّنا نجد كتابات متعدّدة ولكن بتأويلات مختلفة وبالاستناد على منهجيّات مختلفة قد تصل الى نتائج مختلفة. أمّا  الرّؤية الجديدة، فهي التي لا تنفي كلّ ما كتب أو تلغيه بل تقوم بمراجعته ونقده ثمّ تجاوزه على مستوى المقاربات والتّحليل بمنهجيّة علميّة موضوعيّة صارمة ومنصفة للأفراد والهياكل وللجغرافيا...
أعتقد أنّ الحوار والنّقاش بين المؤرّخين المحترفين مهمّ جدّا في هذا المضمار، فلنا كمّ هائل من الكتابات التّاريخيّة الجامعيّة( المنشورة والتي مازالت للأسف في رفوف كلّيات الآداب)التي تناولت حقول تاريخيّة (مواضيع)مختلفة  يمكن الاستفادة منها لصياغة عمل تأليفي موسوعي لمختلف حقب تاريخ تونس...ولا شكّ أنّ ذلك ممكن في إطار النّظام الدّيمقراطي والحرّية السّائدة. 
مشروع يمكن أن تتبنّاه وزارة التّعليم العالي أو بيت الحكمة أو وزارة الثّقافة...دون توجيه أو وصاية من قبل أيّ طرف من الأطراف...