تمتمات

بقلم
رفيق الشاهد
أخطب زوجتي من جديد
 بكل فخر واعتزاز بالانتماء لهذا البلد الجميل بجمال اختلاف فصول السّنة فيه وبجمال اختلاف طقوس مريديه. أفتخر، نعم دون تردّد رغم ما يُنشَر من بؤس عن جهل لا يستغرب من جاهل وآخر لا ينكر في عالم.
كيف لا أفتخر بمن أنار نبراس أمل في ليل حالك قد تصبح عتمته أبديّة لبعض أهلي وأحبابي وآخرين لا أعرفهم؟ فأنا اليوم بلغني ما يدفعني إلى أن أنشر أملا ينمنم البسمة على الأفواه المقلوبة «نون والقلم وما يسطرون». 
أنا لست ممّن يدعون التطبّب ولست فلكيّا ولا ممّن يقرؤون الكفّ ولا الفناجين ولا أدّعي «رأيت في المنام خير الأنام». أيا ليت، وكم أشتهي وأتمنّى! ولكن كلّ ما في الأمر أنّ في زمن الحظر الصّحي التّام رجعت زوجتي المصون من قضاء شؤون أكيدة من خارج البيت مبتهجة وعلى غير عادتها بعد أن زوّدت السّيارة بنزينا بقيمة خمسين دينارا كاملة.
لا ليس هذا فقط، السّؤال الذي يطرح: لماذا كلّ هذا الابتهاج وكلّ هذا الانشراح الذي قد يبدو نشازا وسط النّحيب والعويل؟ والجواب -وإن أطلْت عليكم- يستدعي كلّ هذا التّشويق بما أنّ زوجتي استحقّت تجديد خطبتها وهكذا وعدتها. نعم، المسألة تبدو غريبة ولكنّها تستحقّ النّظر. فبعد سنين طويلة من الزّواج لماذا لا تجدّد الخطبة من حين لآخر؟ وكم آمل أن لا يأتي الجواب في شكل سؤال آخر مثل ماذا لو تجدّدت الخطبة ولم تلق القبول...؟
على كلّ حال، فزوجتي استحقت إعادة الخطبة وامتننتُ بقبولها حين اكتشفتْ
خطيبتي المتجدّدة نفسها أكثر وطنيّة ممّا كانت عليه منذ أن تشجّعت
وأقدمت مكرّ دون مفرّ، وعلّقت عاليا على جبينها خمسة وهلال.
آتي إليكم في النّهاية بالخبر البهيج. بين قباضة ماليّة وفضاء تجاري
ومخبزة فإلى مركز شرطة تنقّلت المرأة بين أناس جدد كما لم تعرفهم من قبل،
 تباعدوا في الصّف أمام المحلاّت وداخلها وتسلّحوا لا بالمطهّر 
الكحولي فقط بل بروح أخرى جعلت فيروس الكورونا الذي
 تسرّب بيننا ينزعج ويضيق صدره.