الأولى

بقلم
فيصل العش
لماذا فشل الإصلاح في المجتمعات العربيّة؟
 (أ)
لا يختلف معي القارئ الكريم في أنّ الفساد يكاد يكون أسلوب حياة وثقافة وحالة ذهنيّة لدى طوائف عديدة من النّاس باختلاف درجات وعيهم وموقعهم في مجتمعاتنا العربيّة، فجميع القطاعات تقريبا قد أصابها هذا الدّاء واستفحل فيها إلى درجة اقتناع البعض باستحالة مقاومته والقضاء عليه. والفساد سبب رئيسيّ في انحطاط الأمّة وتخلّفها، لهذا تبنّى العديد ممّن يهمّه أمر هذه الأمّة مطالب محاربة الفساد وبرزت باختلاف الزمان والمكان دعوات الإصلاح باعتباره حاجة ضروريّة بدونه يستحيل خروج مجتمعاتنا من حالة التخلف والجمود والظلم والطغيان. بل أنّ دعاوي الإصلاح والتّغيير تحوّلت في الفترة الرّاهنة إلى مطلبا شعبيّا خاصّة مع تفاقم الأزمات السّياسية والاقتصاديّة والاجتماعيّة والثّقافيّة بمختلف تجلّياتها في المجتمعات العربيّة والإسلاميّة.
 في ظلّ التّردي الشّامل الذي أصبحت تعيشه هذه المجتمعات، بات «الإصلاح» موضوعا ملحّا تخوض فيه بطبقتها السيّاسيّة حكّاما ومعارضين وبمؤسّساتها الرّسميّة وغير الرّسميّة. الجميع يتحدّث عن الإصلاح وماهيته وأبعاده ومستوياته، فمنهم رافض للإصلاح والتّقليل من جدواه والادّعاء بأنّه مطلب لقوى خارجيّة فيحاول جاهدا عرقلة إيقاعه، ومنهم من يختصره إلى حدّ التّشويه والدّعوة إلى إصلاح جزئيّ يشمل مثلا إدخال بعض التعديلات على نظام الحكم أو برامج التّعليم أو تغيير بعض القوانين والاجراءات، ومنهم من لا يرى فائدة في البحث أصلا والتّنقيب في ماهية الإصلاح وكيفيّة تنفيذه والاكتفاء بتقليد الآخرين واستيراد برامجهم الإصلاحيّة التي بموجبها تطوّروت مجتمعاتهم وازدهرت، ومنهم من يحاول فرض رؤيته للإصلاح على الآخرين سواء باسم الدّين أو باسم الحداثة.
(ب)
إنّ كلمة «الإصلاح» هي من أكثر الكلمات المتداولة في المنابر الإعلاميّة والسّياسيّة والثقافيّة وهي موضوع اشتغل عليه الكتّاب والمفكّرون من دعاة وساسة وأكادميين، واستأثر بنسبة كبيرة من الإنتاج الفكري والعلمي في المجتمعات الإسلاميّة. لكنّ المتتبّع لمحاولات الإصلاح المتعدّدة في هذه المجتمعات خاصّة في العقود الأخيرة، يتبيّن له أن مصير أغلبها إن لم يكن كلّها كان الفشل، ممّا خلق إحباطا وقنوطا ويأسا لدى الإنسان العربي من كلّ محاولة للتّغيير، وأصبح رجاءه بقاء الأمور على حالها كما عهدها خوفا من المجهول الذي لا يعرف عقباه. الجميع يقرّ بفشل «الإصلاح» وبعدم قدرة المجتمعات العربيّة على تجاوز عوائقه وموانعه. فلماذا تفشل كلّ محاولات الإصلاح والتقدّم؟ لماذا فشل الإصلاح في مجتمعاتنا العربيّة ونجح في مجتمعات كانت في الماضي القريب متخلّفة مثل مجتمعاتنا، تعاني الفقر والفوضى والفساد(4)؟هل هو مرتبط بعرقنا أم بثقافتنا أم بديننا؟ أم باعتماد مناهج إصلاح مسقطة لا تتماشى مع واقعنا وثقافتنا؟ 
إن البحث في الأسباب القائمة وراء إخفاق مشاريع الإصلاح كانت وما تزال موضوعاً للجدل الفكري والسّياسي. وهي قضية لم تعد جزءاً من المعترك السّياسي والإيديولوجي فقط، بل مرتبطة بإشكاليات الإصلاح والصراع الدائر حولها بشكل وثيق. والحديث عن أسباب فشل محاولات الإصلاح يتطلّب العودة إلى كلّ التجارب منذ بدايتها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بالنّقد والتّحليل. وهو أمر انبرى له عدد كبير من المفكّرين من عائلات فكريّة متنوّعة ومن روّاد الإصلاح أنفسهم، فكانت نتائج بحوثهم تتقاطع في أسباب وتتباعد في أخرى. لهذا سنحاول أن نستعرض جملة من الأسباب التي نعتقد أنّها أساسيّة من دون أن نجزم أنّها الوحيدة التي أدّت إلى فشل المحاولات الإصلاحيّة.  
(ج)
لم تكن الرغبة في الإصلاح لدى النّخب العربيّة ناتجة عن حراك داخلي ونابعة من داخل الذّات العربيّة أي نتيجة وعي بالواقع ولحظة مراجعة وإنّما كانت بفعل الصّدمة التي نتجت عن الاحتكاك بالغرب خاصّة بعد حملة بونابارت (5) ثمّ الزّيارات التي قام بها بعض من دعاة الإصلاح إلى أوروبا حيث اكتشفوا الفجوة الكبيرة بين واقعهم وواقع الأوروبّيين ووقفوا مشدوهين أمام ما أحرزته الحضارة الأوروبيّة الحديثة من تقدّم وازدهار، معترفين بتفوّق المدنيّة الغربيّة وهزيمة مدنيّتهم أمامها. الأمر الذي خلق لديهم الرّغبة في حيازة الأسباب والوسائل التي صنعت لأوروبا مجدها والأخذ بها للخروج بمجتمعاتهم من كبوتها.
وليس من باب الصدفة، أن يكون أبرز دعاة مشاريع الإصلاح من الجيل الذي عايش صدمة حملة نابليون على مصر سنة 1798م، كرفاعة رافع الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا، ونستحضر هنا دلالات رحلة الطّهطاوي إلى فرنسا التي دوّنها في كتابه «تخليص الإبريز في تلخيص باريس»، أو رحلة الشّيخ والمؤرّخ الإصلاحي التّونسي أحمد بن أبي الضّياف إلى فرنسا، وقد دوّنها في كتابه «إتحاف أهل الزّمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان». لقد تولّد عن تلك الصدمة تياران إصلاحيّان أحدهما سلفي متمثّلا في نواته الأولى في الأفغاني بحركته الإصلاحيّة التي أقامها على فكرة مواجهة الإستعمار ومحمد عبده في تبّنيه أطروحة «المستبدّ العادل». هذا التّيار الذي تولّدت ضمنه الحركات الإسلاميّة بمختلف أطيافها يعتبر أنّ التخلّي عن الإسلام كمنهج للحياة هو السّبب الرئيسيّ لتخلّفنا ونزول أسهمنا بين الأمم. والحلّ عند هؤلاء يكمن في إعلاء شأن هذا الدّين وإعطائه المكانة التي يستحقّها فهو الحلّ وهو الكفيل بضمان عمليّة الإقلاع إذا فهمناه كما فهمه الأوّلون. ويرى أصحاب هذا التّيار أن النّهضة والتّقدم لا يمكن أن تتحقّق للعرب والمسلمين إلاّ بما حقّق لهم في الماضي مجدهم ورقيهم، أي بالرّجوع إلى سيرة السّلف الصّالح والاقتداء به، والقطيعة الكاملة مع مشروع الحداثة الأوروبيّة بوصفه مخالفا للشّرع.
أمّا الثاني فلا يقلّ سلفيّة عن الأولّ وهو التّيار الحداثي اللّيبرالي الذي يتّخذ المرجعيّةَ الأوروبيّةً مصْدرًا لرؤاه، فتكون بذلك على حدّ تعبير الجابري «أشبهَ بالسّلف الذي يقف في وجه «سلفٍ آخر». يذهب رموز هذا التيّار إلى اتّهام الإسلام كمعيق أساسي للتطوّر والتقدّم ويدعون إلى استبعاده أوفي الحالة الدّنيا تقليص حضوره في الحياة العامّة ليبقى شأنا شخصيّا لا يتعدّى عتبة البيت أوالمسجد، ويرون أنّ طريق الإصلاح يبدأ بتحجيم سلطة رجال الدّين كما فعل الغرب مع الكنيسة، حيث تحرّر العلم والفكر الأوروبيّان من هيمنتها فراحا يتقدّمان بكلّ قوة دون حواجز وعقبات وانتهى الأمر إلى تحقيق الحداثة وبناء حضارة متطوّرة مشدودة إلى قيمة الإنسان ومنتجاته الفكريّة والعمليّة. فتحقيق النهضة والتقدم بالنسبة لهؤلاء يكون عبر تبني الحداثة الغربيّة بشكل كامل والأخذ بالحداثة الأوروبيّة في مختلف الميادين السّياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والفكريّة، مقابل القطيعة مع عصر الانحطاط وما قبله، وصرف النّظر تماما عن الموروث الإسلامي الذي ينتمي إلى تلك العصور.
وبين هذين الاتجاهين كان الصّراع على أشدّه خلال القرن الماضي ولا يزال يحتدم عاما بعد آخر خاصّة بعد ثورات الرّبيع العربي والتّجربة القصيرة للإسلاميين في الحكم وبروز التّنظيمات المتشدّدة والجماعات المسلّحة، ممّا زاد في تعقيد الوضع وقلّص من امكانية نهوض الأمّة. والخطير في الأمر أنّ الصراع المذكور انحصر نظريّا بين النّخب بعيدا عن واقع المجتمع لكنّ تأثيراته الميدانيّة كانت كارثيّة شملت كل مفاصل المجتمع لتزيد في محنته وتعمّق أزماته ومعاناته.
هناك تيّار ثالث حاول أن يوفّق بين هذين التّيارين لكنّ صوته لم يجد صدى كبيرا، ولم يجد الأرضيّة المناسبة للانتشار. تتلخّص مواقفه في تلك العبارة التي تقول « نأخذ من الفكر الأوروبي ما هو ضروري لنهضتنا وتقدمنا، ولا يتناقض مع قيمنا وأصالتنا، ومن تراثنا تلك الجوانب المشرقة التي جعلت من حضارتنا أعظم الحضارات في عصرها، والتي لا تتعارض مع متطلبات التّقدم في عصرنا». أي أنه يدعو إلى الأخذ من الحداثة الأوروبيّة ما لا يتناقض مع القيم الدينيّة والحضاريّة للأمّة، ومن التراث ما يساير العصر ومتطلبات التّقدم. ولعلّ من أبرز رجالات هذا التّيار المصلح خير الدّين التونسي الذّي حوصر في تجربته الإصلاحيّة الأولى في تونس فاضطرّ إلى المغادرة إلى اسطنبول.
(د)
ليس هناك نتيجة غير الفشل لأيّة محاولة تهدف لتغيير واقعٍ بإسقاط نموذج مستوردٍ للحياة من واقعٍ مختلفٍ سواء كان الاختلاف زمانيّا أو مكانيّا. لهذا فشلت محاولات اتجاه التّغريب طيلة عقود ولم تنجح في زحزحة الوضع بل زادته تعفّنا وتخلّفا، ذلك أنّها عمدت إلى فرض التّحديث بالقفز فوق خصوصيّة المجتمع الدّينيّة وثقافته النفسيّة والاجتماعيّة متمثّلة في الهويّة العربيّة الإسلاميّة من دون محاولة التّفاعل معها أونقدها من الدّاخل، فكانت فكرا منبتّا وجد نفسه في صدام وصراع مع المجتمع وأدّت إلى انفصام ثقافي بين نخبة تتخذ الثّقافة الأوروبية المعاصرة مرجعيّة لها، ونخبة تتمسّك بالمرجعيّة الثقافية العربيّة الإسلاميّة. وقد ساهمت الرّؤية العلمانيّة المستوردة في ترسيخ الديكتاتورية وخدمة مصالح طبقات معينة على حساب المصلحة الوطنيّة، فكانت عملا تخريبيّا أكثر منه محاولة بناء وإصلاح.
كذلك حصل مع تيار الهويّة الذي حاول استحضار تجربة تاريخيّة قديمة ليسقطها على واقع مختلف تفصله عن تلك التّجربة قرون من الانحطاط والتكلّس. وعوض البحث عن علل الخراب الذي تعيشه الأمّة وعن نقد الذّات ومراجعتها، وفهم تفاعلها مع روح العصر وأفكاره وقيمه، رفع هذا التيّار شعارات عامّة مثل: «الإسلام هو الحلّ» و«الخلافة الإسلاميّة» و«القرآن دستورنا» إلخ ... فكان الفشل حليفه ولم ينجح إلآّ في إحياء بعض مظاهر التدينّ أو الصدّ النّسبي لمخطّطات التّيار التّغريبي المعادي للهويّة. أمّا محاولات الإصلاح العميقة والمؤثّرة فلم يجد لها طريقا وضلّ يحوم حول حماها، لأنّ مواقفه منها كانت تحدّدها مرجعيّة ماضويّة تقليديّة. 
(ه)
من الأسباب التي أدّت إلى فشل محاولات الإصلاح عند العرب آحاديّة الرّؤية في النّظر إلى الأسباب الكامنة وراء التّخلّف والانحطاط ومصادرها الأساسيّة والاختلاف في اعتبارها داخليّة أم خارجيّة. وهو اختلاف منهجي أدّى إلى عدم الاتفاق في إبراز الأولويّات والمواقف والحلول. لهذا برز اتّجاهان، الأول اعتقد ممثلوه فيما مضى وأتباعه الآن بأنَّ الأسباب الأوّلية لإخفاق الأمّة في نهضتها تكمن في تأثير العوامل الخارجيّة المتمثّلة في التدخّل الأجنبي والدّور التّخريبي الذي مارسه الوجه الأخر للحداثة الأوروبيّة من خلال التّوسع الاستعماري، بالإضافة إلى دور المشروع الصّهيوني بوصفه مشروعا نشأ وتبلور داخل الحداثة الغربيّة كأحد عناصر وجهها الأخر. وقد اتخذ التدخّل الأجنبي صيغا وأشكالا متنوعة منها الدبلوماسيّة والحربية والثقافيّة. ويهدف إلى وضع أكبر قدر ممكن من الصّعوبات والعثرات أمام نجاح المشروع النّهضوي العربي. ويمثل هذا التيار فيما مضى كلّ من جمال الدين الأفغاني ورعيل الفكرة الإصلاحيّة الإسلاميّة الكبار، ومن المفكّرين المعاصرين سمير أمين وطيب تيزيني. والثّاني يدعو إلى «الإصلاح من الدّاخل» ويؤكّد على أنَّ الأولويّة في الأسباب هي للعوامل الدّاخلية أو الذّاتية، ومن ثمّ فإنَّ العوامل الخارجيّة هي ثانويّة ما كانت ستحقّق ما حققّته لولا وجود أسباب ومقدّمات داخليّة داخل المشروع الإصلاحي نفسه. ويمثل هذا التّيار فيما مضى قاسم أمين وفرح انطون، ومن المعاصرين محمد عابد الجابري وعبد الإله بلقزيز وغيرهم. وبين هذا التّيار وذاك صارت المشاريع الإصلاحيّة عوراء تنظر بعين واحدة وعرجاء تسير برجل واحدة.
(ه)
 من أبرز أسباب فشل عمليّات الإصلاح عدم الاتفاق في ماهيته واختلاف نظرة الحكّام والمحكومين إليه، « فالحاكم يرى أنّ الإصلاح هو تقوية السّلطة بذريعة مدافعة الأعداء، فيعمل على تدريب الجيش وتسليحه بأسلحة حديثة ومتطوّرة. غير أنّ الإصلاح في نظر المحكوم يعني القضاء على أسباب الفساد والإنحطاط وفي مقدّمتها الاستبداد»(6).
وفي ظلّ غياب وعي جماعي ورؤية واضحة لمفهوم الإصلاح، يغدو الإصلاح شكليّاً فقط، ويتعرّض للتّفسخ مادام مفتقراً إلى المضمون الذي يغذّيه بمرتكزاته الأساسيّة، ومضمون «الشّكل» في قضية الإصلاح يتعلّق حسب المرحوم محمد عابد الجابري (7) بالسّلطة وطريقة ممارستها عبر المؤسّسات والفصل الكامل بين السّلطات الثّلاث. وهذا لا يعني بالضّرورة تحقّق الإصلاح المنشود. فهذا الأخير كما يتطلّبه الوضع العربي اليوم ليس مجرد هياكل ومؤسّسات ـ بل هو بالدّرجة الأولى، سلوك وعقليّة، أمّا محتوى «المضمون»، وهو قضيّة الخلاص، فيمكن تلخيصه في مفهوم واحد هو: العدالة الاجتماعيّة المتمثّلة في حقّ العمل، وتكافؤ الفرص، والحقّ في التّعليم والرّعاية الصّحية، والحصول على المنزلة المستحقّة، والإفادة من الثّروة الوطنيّة. وهذا لم يحصل لحدّ الآن في العالم العربي ولم تأخذه المحاولات الإصلاحيّة بعين الاعتبار نتيجة جملة من العوامل حوّلت تلك المحاولات إلى حالة «إصلاحويّة»، فزادت بذلك ركام التّناقضات، وساهمت في إجهاض بعض تطوّراته بفصم علاقاته واستلاب بعض مضامينه. ومن هذه العوامل الظّروف السّياسيّة المعقدة، وطبيعة علاقات النّظم السّياسيّة مع الغرب، فضلا عن التّجزئة السّياسيّة العربيّة التي غذّت فكرة الإصلاح القطريّة وبالتّالي بروز الرّؤية الضّيقة في اتخاذ إقليم أو قطر عربي معيّن نموذجا أحاديّا في عمليّة الإصلاح. ومن بين هذه العوامل أيضا اختصار «الإصلاح» لدى النّخب في مجرّد أفكار وبرامج نظريّة مع استشراء الثّقافة الخياليّة والتّفكير الطوباوي لدى تلك النّخب. أفكار وبرامج لاتأخذ بعين الاعتبار الإشكاليات المجتمعيّة التي يعاني منها الإنسان العربي كعدم التّعاون والتّفكّك الاجتماعي والعمل غير الجماعي. 
.... يتبع.....
الهوامش
(1) مقالي : «آفة الفساد والتّشخيص الخاطئ» صدر بالعدد 136 من مجلّة الإصلاح - 11/ 2018
(2) مقالي : «مفهوم الفساد والمفسدين في القرآن الكريم» صدر بالعدد 137 من مجلّة الإصلاح - 12/ 2018
(3) مقالي : «مداخل الفساد الأربعة» صدر بالعدد 139 من مجلّة الإصلاح - فيفري 2019
(4)  نقصد نمور آسيا كماليزيا وسنغفورة خاصّة وبعض دول أمريكا اللاّتينيّة بدرجة أقلّ.
(5) بالعموم تعتبر حملة نابليون على مصر الصّدمة التي نبّهت العرب إلى تخلّفهم بالمقارنة مع أوروبا. لكن الكثير من الوقائع التّاريخية تؤكّد أنّ الصّدمة الحقيقيّة بدأت في تركيا مركز الامبراطوريّة العثمانيّة منذ عهد السلطان أحمد الثالث (1703-1730) وخليفته محمود الأول (1730-1754) ، واكتسبت زمن سليم الثالث (1789-1807) زخما وقوة كبيرين . ففي عهده تسلّلت مبادئ الثّورة الفرنسيّة. ومن هنا يأتي اختلاف البعض حول تأثير الحملة الفرنسية على النهضة العربية وانطلاق دعوات الإصلاح.
(6) العروي، عبدالله - «مفهوم الدّولة» - البيضاء، المركز الثقافي العربي، ط 8 - 2006 - ص 130
(7) الجابري، محمد عابد - «في نقد الحاجة إلى الإصلاح» - مركز دراسات الوحدة العربية، 2005-