باختصار شديد

بقلم
محمد بن نصر
وقفة مع الموت

 ما من مؤمن بالله أو مؤمنة، إلا وتمنى أن يموت على أفضل حال هو عليها. أرى كثيرين يقفون خاشعين أمام من تتوفاهم المنية وهم قائمون في صلاتهم أو ساجدون، أحترم شعورهم، ولكن الفرق عندي كبير بين سجود القاعد وسجود المدافع عن الحق والمتصدي للظلم. ما أجمل أن تأتيك الموت وكم ننسى أنها تأتي بغتة وأنت تقــــارع الظلم وتدفع الأذى عن غيرك وتعمّـــر الأرض وتسير في الآفاق وما أبشع الموت الذي يأتيك وأنت تجالس جلادا وتضاحكه وتتزلف لمفسد لعله يمن عليك ببعض فتات من عنده أو تتقرب لمستبد لعله يرضى. 

من اختار على أية حال تأتيه الموت فقد اختار كيف يحيا طول حياتـــه ففي كلّ لحظة يمكن أن تكون نهاية الرّحلة.