وجهة نظر

بقلم
محمد القسنطيني
آلية فرز القيادة الرشيدة وتثمين الخبرات العالية
 الحراك والنّقاش وحتّى الصّراع الذي جدّ في العديد من الأحزاب حول آليّات وطرق تشكيل قائمات المترشّحين للانتخابات ‏التّشريعية المقبلة، والكمّ الهائل من المترشّحين لهذه الانتخابات وكذلك كثرة عدد المترشّحين لمنصب رئيس الدّولة فرض ضرورة ‏تناول موضوع خصائص وصفات المترشّح لمثل هذه المناصب والانتقال القيادي والتّداول على القيادة من الجانب الفكري ‏انطلاقا من مرجعيّة الأمّة: القرآن والسّنة الشّريفة. ففي القرآن الحكيم آيات فيها كثير من الإشارات التي تتعلّق بخصائص وصفات القائد الرّشيد المشرف على مجموعة ما.‏
3 في قوله تعالى في قصّة جدال بني إسرائيل مع نبيّ لهم حول صفات الملك: «وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ ‏مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ ‏بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ»(1) وقد فسّر الشّيخ الطّاهر بن عاشور في ‏كتابه التّحرير والتنوير قوله : «وَزَادَهُ ‏بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ» راداً على قولهم: «وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَال» أي زاده ‏عليكم بسطة في العلم والجسم، فأعلمهم نبيئهم أنّ الصّفات المحتاج إليها في سياسة أمر الأمّة ترجع إلى أصالة الرّأي وقوّة ‏البدن؛ لأنّه بالرّأي يهتدي لمصالح الأمّة، لا سيما في وقت الضوائق، وعند تعذّر الاستشارة أو عند خلاف أهل الشّورى، ‏وبالقوّة يستطيع الثّبات في مواقع القتال فيكون بثباته ثبات نفوس الجيش.‏
3 وفي قصّة ملكة سبأ مع سليمان عليه السّلام في كيفيّة أخذ الموقف عند مواجهة محنة كبرى كالتي واجهتها ملكة سبأ عندما أرسل إليها سليمان عليه السّلام كتابا يأمرها بالخضوع لسلطانه. يقول الله تعالى: «قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (*) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (*) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ ‏وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (*) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ‏‎ (*) ‎قَالُوا نَحْنُ أُولُواْ قُوَّةٍ وَأُولُواْ ‏بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (*) قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ‏وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ»(2). التجأت ملكة سبأ إلى التّحليل العلمي والمنطقي الصّرف والمبني على شواهد التّاريخ وطبائع الملوك ‏وسلوكهم حين يدخلون قرية عنوة. كما بسطت وجهة نظرها وخلفية قرارها على الملأ حتّى يعلموا دوافع الخطوة التي ستقدم ‏عليها، والتي قد يكون فيها من الخطإ وعدم الحكمة ما يهلك الجميع، رغم أنّهم فوّضوا لها أخذ القرار.‏
هذه القدرة على التّحليل والمعرفة والإلمام بالتّاريخ السّياسي للأقوام والمجتمعات التي سبقت، وطريقة أخذ القرار، هي ‏إشارة لجملة من الخصائص التي يجب أن تتوفّر في القائد وإشارة لآليات أخذ القرار. ‏
3 وفي قصّة ذي القرنين (3) التي اعتنت فيما اعتنت بالعلاقة بين المركز والجماعة المحلّية عند ‏انجاز مشروع السّد والتي تَبيَّن من خلالها أنّ على القائد أن يكون عادلا وذا رجاحة عقل وسداد رأي وله دراية تامة بكلّ ‏مستلزمات الإدارة الحسنة والفاعلة وله اطلاع بالعلوم وعارف بالتّقنيات المتوفّرة والممكن الوصول إليها، وله سعة الاطلاع ‏بأحوال الجهات، كل الجهات، حتّى النائية منها. ‏
هذه الصّفات تُعتبر مقدّمات ضروريّة لبناء الثّقة بين المركز والجهات، الذي عليه أن يتّصل بالجهات للاطلاع على أحوالهم ‏ومشاريعهم أو أفكار مشاريعهم التي يتطلّعون لإنجازها، تلك التي أجمعوا عليها داخل مؤسّستهم الممثلة لهم.‏
3 وفي معنى كلمة «رسول» اصطلاحا عند تناول موضوع ضرورة الاحتكام إلى القيادة الرّاشدة والالتزام بحكمها عند إدارة خلافات ‏واختلافات الجماعة المحلّية في المسائل غير المقنّنة. يقول الله تعالى «وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ ‏بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (*) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (*) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ ‏يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمَ الظَّالِمُونَ (*) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ‏أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (*) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ»(4).‏‎ ‎‏ خصائص القائد الرشيد الذي تجب طاعته مبَيّنَةّ في معنى كلمة «رسول» اصطلاحا، ذلك الذي يطيع قائده، ‏وأعلاهم قدرا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والذي مرجعيته القرآن والسّنّة، والذي يحكم بين النّاس بما أجمعت عليه ‏مرجعيتهم والنّاطق باسمها، فلا يحكم منفردا ولا ينفرد برأيه، ولا يحجب الرّؤيا على أحد، بل حكمه مبنيّ على مرجعيّة ورؤية ‏ومهام وطريق واضح ومعلوم من الجميع ولكنّه محدودب.‏
3 وفي تحديد المحطّات الكبرى اللاّزمة لتأمين المجتمع من أي خوف. يقول الله تعالى «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا ‏الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ ‏بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ»(5). فالآية تبيّن أنّ تأمين ‏المجتمع من أي خوف يتمّ على مراحل وهي الاستخلاف والتّمكين والتأمين من أي خوف يحول دون عبادة الله من أيّ شرك. ‏مع التّقدير أنّ الاستخلاف هو التّكليف والمسك بالقيادة، لتنفيذ الفصل بين النّاس في منازعاتهم، بينما التّمكين هو الإحاطة ‏التّامّة بثبات وقوّة بالأرض فلا ينازع المستخلِف فيها أحد. فالاستخلاف للمؤمنين أمّا التّمكين فهو للدّين، أي للمنظومة وهو ‏ما يعنى أنّه من يعتلي سدّة الحكم لا يعني أنّه تمكّن آليّا من كلّ الأمور وأحاط بها وصارت تحت نظره وتحت سيطرته، وأنّ ‏تعاليم الدّين ستُنفّذ وتُطبّق آليّا، بل يحتاج إلى وقت وجهد حتّى يتمكّن، في زمن منظور، ممّا استُخلِف فيه وحتّى يكون له ‏سلطانا وقدرة مطلقة عليه فينطلق في تأدية مهامّه لتثبيت وترسيخ المنظومة التي أرادها الله لعباده المؤمنين. توقيت تأدية ‏المهام بيّنه قول الله تعالى « الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا ‏الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُور»(6) بذلك تكون مراحل المسك بالقيادة هي التّكليف ‏والتّمكين ثمّ إنجاز المهام الموكولة للقائد. وقد تكون رتبة القائد من رئيس فريق إلى أعلى هرم السّلم التّنظيمي.‏
(1) القيادة الرّشيدة
ممّا تقدّم من إشارات تمّ استنباطها من آيات الله يكون القائد الرّشيد هو ذلك العادل وذو رجاحة عقل وسداد رأي، والمطّلع ‏على أحوال الجهات، كلّ الجهات حتّى النائية منها، المستوعب للتّاريخ والعارف بكلّ مستلزمات الإدارة الحسنة والفاعلة والمطّلع ‏على العلوم والتقنيات المتوفرة والممكن الوصول إليها، الذي لا ينفرد بالرأي بل هو المرشد وفق المرجعيّات التي هو مُلزم الرجوع ‏إليها، أعلاها القرآن والسنّة، والناطق باسم المؤسّسات التي يُشرف عليها مباشرة.هذه الصفات هي جملة من الخصائص التي يجب أن يتّصف بها كلّ مترشح لنيل منصب قيادي وعلى أساسها يتمّ قبول التّرشح من ‏عدمه.‏
وبالتّالي التّكليف ينطلق بتحديد المواصفات فيُجمع عليها داخل المؤسّسة المسؤولة على هذا الشأن، ثمّ يقع الفرز من القدرات ‏المتقدّمة أو المقترحة تلك التي يمكن لها التقدّم للتّرشح لمنصب ما. فإذا توفّرت تلك الشّروط في مترشح وتمت تزكيته بآلية ما ‏للمنصب فالأصل ألا يحق لأيّ كان ومهما كانت مكانته وصلاحيّاته منعه من تقلّد منصبه تحت أي عذر كان لأنّه قد استوفى ‏شروط التكليف.‏ وهذه الخصائص وهذه الصفات تبعد شبح اعتلاء المناصب أناس غير أكفاء صعّدتهم آليات التجييش والتأثير وقوى الضغط ‏العالي.‏
(2) الانتقال القيادي والتعيينات ‏
في تونس على الأقل، الانتقال القيادي غالبا ما يحكمه مبدأ «كلّما جاءت أمّة لعنت التي سبقتها» وينقطع حبل الوصل مع القيادة ‏المتخلّية مباشرة مع التّكليف. وسبب هذا هو الاستخفاف بقيمة الخبرة والتّجربة ولعدّم وجود آليّة للانتقال القيادي والانتقال ‏السّلس والمسّؤول للمسّؤوليات وثقافة تقدير مميّزات ومؤهّلات الآخر والاستفادة منها. ‏
وكما تبيّن أعلاه فالقائد الرّشيد هو الذي يتسلّم زمام الأمور وفق مراحل واضحة، قبل أن يُسمحُ له بأخذ القرارات من موقعه ‏الجديد. فكلّ مسؤول عن هيكل ما، قسم أو إدارة أو رئيس منظمّة، لابدّ من متابعته منذ تكليفه بمهامه الجديدة حتّى التّأكد من ‏تمكّنه ممّا هو تحت تصرّفه وتحت إدارته، ثمّ ينطلق في إنجاز مهامّه التي أسنِدَت إليه عند التّكليف. أي أنّ مراحل الأخذ بزمام ‏الأمور هي التّكليف والتّمكين ثمّ انجاز المهام المسندة إلى ذلك المسؤول، وهي مراحل تؤمّن الهيكل التّنظيمي خطر الاضطراب، ‏والتّيه وحتّى الفشل الناتج عن السّماح للمكلّف الجديد بأخذ القرارات منذ لحظة تعيينه، والتي غالبا ما تكون ناتجة عن جهل ‏وعدم التّمكّن والالمام بحقائق الأمور، حتّى ولو تمّ اختيار ذلك القائد من صلب المنظمّة أو حتّى من صلب الإدارة التي تمّ تعيينه ‏على رأسها. مرحلة التّمكين قد تطول أو تقصر ولكنّها ضرورية لضمان سلاسة انتقال المسؤوليات. ‏
هذه المقاربة تفرض الحاجة إلى زمن معيّن مدّته تساوي فترة التّمكين يتواجد فيه المكلف الجديد وشاغل المنصب المتخليّ أو راعي ‏المكلف الجديد ‏‎(coach)‎‏ لتأمين الانتقال القيادي الآمن.‏ كذلك فهي تجعل من التّجديد الجزئي للهيئات والمجالس أفضل من التّجديد الكلّي.‏
(3) التداول على المواقع القيادية
من يتقلّد مثل هذه المسؤوليات العليا بحماسة واندفاع حتما سيقع في أخطاء أحيانا كبيرة أو حتّى خطيرة، وستضعُف ‏الرّؤية عنده وسيصبح المسؤول الأوّل عمّا آلت إليه المنظمّة خاصّة في زمن الأزمات وستكثر السّكاكين. هذه حقّا ‏معضلة تنظيميّة مفتاح حلّها موجود في التّداول على المواقع القياديّة. نعم التّداول مفيد للمنظمة وللقائد نفسه شرط ‏أن يكون الانتقال القيادي سلسا ووفق برنامج كامل: التّكليف ثمّ التّمكين ثمّ التحرّر، في إطار وحدة المرجع والوجهة ‏والمنهج، لأداء المهام الجديدة المنوطة بعهدة القيادة الجديدة.‏
إبقاء نفس الفرد في نفس الموقع، تنفيذي أو بحثي أو تشريعي أو غيرها من المواقع، لفترة طويلة غير مجدٍ ولا ينفع ولا ‏يخدم لا الفرد نفسه ولا المنظمة.‏
من المؤكّد أنّ من يغيّر موقعه الوظيفي سيرى أشياء لم يكن في مقدوره رؤيتها لمّا كان في منصبه الأول حتّى ولو كانت ‏قابعة أمامه، ويقرأ أحداثا ومشاهد قراءة مغايرة. زد على ذلك، فالإصلاح والتّحسين يحبّذ ‏القراءة من خارج المنظومة أو كما يقال من خارج الصّندوق (‏out of the box‏) أي التّجرد من الشّخصانية فلا يهمّه ‏الفاعل ولو كان هو نفسه بل يركّز على المنظومة وآليتها بقطع النظر عن الأشخاص. هذه القراءة تزداد حظّا ‏بالتّداول على القيادة. ‏
(4) مكانة الإطارات المتمرّسة أصحاب الخبرات العالية ‏
المنظّمات العريقة المهيكلة والمتطوّرة تصنع عبر الزّمن كفاءات استثنائيّة، محاربة متمرّسة شديدة وكفأة، كلّ واحد ‏منها يمكن أن يكون رئيسا للمنظّمة أو في المراكز القياديّة الأوّلى لها كنتيجة للمحن والشدائد والضغوطات ‏والتّدافع الإيجابي لإيجاد مخارج إيجابيّة للعديد من الإشكالات والأزمات الموجبة أو السالبة. هؤلاء من ‏الصّعب جدّا ضبطهم في وظيفة محدّدة تحكمها ضوابط وحدود صارمة دون السّماح لهم بالتّفاعل مع ما يحدث ‏حولهم. الإشكال هو في كيفية التّعامل والتفاعل مع هؤلاء ومراجعتهم وتكليفهم وتثمين وتوظيف هذه الاستثناءات ‏بقطع النّظر عن موقعهم التّنظيمي وموقعهم الوظيفي. فهم غير عاديين ولا يمكن التّعامل معهم تعاملا وظيفيّا هيكليّا ‏بحتا، بل من الخطإ تعيينهم في وظيفة ما دون إعطائهم حقّ المشاركة في أخذ القرار في المجالات التي يرون أنفسهم ‏قادرين على الإضافة فيها. لذا من الأفضل أن يكونوا أعضاء في الهيئة الإداريّة CODIR :comité de ‎direction )‎‏) لكلّ فضاء تنظيمي ‏‎قطاعي أو جهوي أو مركزي التي تشرف على إدارة شأن المنظّمة في ذلك الفضاء وأعلاها الهيئة ‏الإداريّة المركزيّة التي تضمّ الصّف القيادي الأوّل. نعم أعضاء حتّى ولو كانوا بالمئات، وحتّى ولو لم يكن لهم وظائف في ‏الهياكل الرّسمية. هذه الهيئة هي التي تضعف الأنا عند الرّئيس وعند هؤلاء، وهي التي تضمن استمراريّة عطاء الكفاءة غير ‏الموظّفة في هيكل ما. هذه الهيئة والمعمول بها في كثير من المنظمات هي الإجابة والتّرجمة العمليّة لخيار إدارة التّوافق ‏والتّشارك داخل المنظمة وتثمين وتقدير الخبرة والتخصّص وكذلك السّماح للخبرات الصّاعدة بالبروز والتّألق والتّميّز. ‏
الهوامش
(1) سوة البقرة - الآية 247
(2) سوة النمل - الآيات 29-34
(3) سوة الكهف - الآيات 83 - 98 
(4) سوة النور - الآيات 48-52
(5) سوة النور - الآية 55
(6) سوة الحجّ - الآية 41