باختصار شديد
بقلم |
محمد بن نصر |
من أخلاق الرجال وربٌات العقول |
قال تعالى «وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ» (سورة الأحزاب - الآية 37)
وقال زهير ابن أبي سلمى في معلّقته:
ومهما تكن عند امرئ من خليقة *** وإن خالها تخفى على النّاْس تُعلمُ
معيار التوازن النفسي ومقياس الرّجولة، بالمعنى القيمي لا الذّكوري، أن يكون حديثك عن النّاس في غيابهم كحديثك عنهم في حضورهم و بالأدب و الأساليب الراقية التي تقول حقّا دون أن تجرح إحساسا أو تحطّ من كرامة أو تنال من عزّة نفس.
مؤسف أن تسود بيننا ثقافة التّرذيل في الغياب والتّمجيد في الحضور. كم حضرت من جلسة ما إن يغادرها أحدهم حتى تنطلق السّهام وراءه تنهشه وقد كانت الألسنة قد أشبعته تملّقا ورياء.
لا شئ أخطر على المجتمع أكثر من أن يصبح الفاسد مهابا ومبجّلا في حضوره طلبا لمنافع زائلة وحظوة تليها مذلّة.
قيمة القيم أن تكون إنسانا حرّا ، لا أن تحمل بين جنبيك نفسا مستعبدة منتفخة بريش الأحرار...
|