حديقة الشعراء

بقلم
عبداللطيف العلوي
كَمْ كُنتُ أَعْمَى ... ‏!
 كَمْ كُنتُ أَعْمَى ..‏‎ ! !‎
وَأَقُولُ لَمْ أَخْسَرْ سوى ما ليسَ لي ..‏
وَأَقُولُ: هُمْ مِثْلِي ..‏
مُعلَّقةٌ أَياديهِم بذاتِ الْمِشْعَلِ ..‏
وَأَقُولُ .. نحنُ على الغريبِ كَواحِدٍ ..‏
وَإِنِ اختلفْنا ذاتَ يومٍ ..‏
حولَ أَفضالِ الذّئابِ على الكلابِ ‏
وَحولَ طعمِ الحنظلِ ..‏‎ !‎
وَإِنِ اختلفْنا دائِمًا .. ‏
سَنَظلُّ نَحْفظُ دائِمًا ‏
عَهْدَ الحبيبِ الأَوَّلِ ‏
وَأَقُولُ: ليسَ لنا طريقٌ واحدٌ ..‏
لكنّنا قدْ نَلْتَقِي ...‏‎ !‎
في الْبَدْءِ، أَو في الْمُنتَهى ... لاَ شكَّ ... ‏
أَو في الْمُنتَصَفْ ..‏
وإِنِ اعتَصرْنَا الْمِلْحَ فِي أَحْداقِنَا ‏
وَالنَّبْعُ جَفْ ..‏‎ !‎
وأَقُولُ: ذاكَ عَدُوُّنا ...‏
حتْمًا هُنا لَنْ نَخْتَلِفْ ..‏‎ !‎
أَوَلَمْ نكنْ يومًا صغارًا ...
نركَبُ الْوادي معًا .. ؟
أَوَ لمْ نَكنْ ...؟
فَرْخَيْ يَمامٍ ذَاهِلَيْنِ عنِ الرّياحِ ..‏
ترِفُّ إنْ كلَّ الجناحُ وَ لَمْ يَرِفْ ...‏‎ !‎
أَوَ لَمْ يَكُنْ ..؟
تَسْرِي غَرائِزُنا إِلى خِدْرِ ابنةِ الْجيرانِ، ‏
نَهْفُو تحتَ شُرْفَتِها الْحرامِ ..‏
وَ عندمَا تختارُ فارسَها الأَميرةُ ننْحَنِي ..‏
مِثْلَ الفَوارِسِ في شَرَفْ ..‏‎ !‎
فَمَنِ الَّذي زرعَ الْخناجِرَ إذْ كَبِرْنا بيننا .. ؟
ومَنِ الّذي أَدْمَى أَصابِعَنا ...‏
وأَطْفَأَ جمرةَ الوَرْدِ الْحَيِيِّ ‏
غَفا على خدِّ الأَميرةِ حين نامتْ وَ انقَصَفْ ..‏‎ !‎
حتمًا هنا لنْ نَخْتَلِفْ ..‏